تشير دراسة حديثة للبنك الدولي تراجع الأراضي الفلسطينية في مجال خدمات الانترنت من المرتبة السادسة الى المرتبة ال12 بين الدول العربية مدفوعة بارتفاع تكلفة هذه الخدمة على الفلسطيني0 ففي الوقت الذي يشهد العالم تطورات دراماتيكية في مجال التكنولوجيا ونظم الاتصال فان اكثر التقديرات تفاؤلا تشير الى أن عدد مستخدمي الانترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يتجاوز 300 الف مستخدم اي ما يعادل سبعة في المئة فقط من اجمالي السكان فيما يقول المتشائمون ان العدد لا يزيد عن 200 الف مستخدم0 وسواء صحت التقديرات المتفائلة ام المتشائمة فان قلة عدد مستخدمي الانترنت في الاراضي الفلسطينية يعني ان النفاذ الى الشبكة العنكبوتية يكاد يكون محصورا بطلبة الجامعات وموظفي بعض الموسسات العامة والخاصة الذين توفر لهم جامعاتهم ومؤسساتهم الخدمة لأغراض الدراسة والعمل ونفر قليل من القادرين على دفع تكاليف الاشتراك في حين أن وجوده في المدارس او في بيوت الفلسطينيين شبه معدوم0 وعزا وزير الاتصالات الفلسطيني عزام الأحمد التراجع في خدمات الانترنت الى الارتفاع غير المعقول لتكلفة النفاذ الى الشبكة موضحا ان تكلفة استخدامها لساعة واحدة تزيد عن دولار واحد في مركز يعد متقدما اقتصاديا كمدينة رام الله الا انها ترتفع الى حوالي ثلاثة دولارات للساعة في المناطق الريفية والمراكز الحضرية النائية كمدينة جنين شمال الضفة الغربية0 يشار الى ان الوضع المتردي لخدمات الانترنت اثار اتهامات متبادلة بالمسؤولية بين شركة الاتصالات الفلسطينية التي تدير بمفردها قطاع الاتصالات الثابتة والمحمولة والشركات الثانوية المزودة لخدمات الانترنت وعددها 12 شركة تستحوذ ثلاث منها فقط على اكثر من 90 في المئة من المستخدمين0" ويعتبر اتحاد شركات انظمة المعلومات الفلسطيني الذي يضم الشركات الثانوية المزودة لخدمات الانترنت ان السبب الاساسي لارتفاع تكلفة الدخول الى شبكة الانترنت يكمن في ارتفاع الاسعار الاساسية لشركة الاتصالات وتقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة الى 40 منطقة اتصال لكل واحدة منها مقسم منفصل0 في المقابل اتهم المجلس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية الثانوية المزودة لخدمات الانترنت بالتقاعس عن توزيع معداتها بشكل عادل على الاراضي الفلسطينية وتفضيلها ان تبقى هذه المعدات في مركز واحد مما يعني رفع كلفة الاتصال بالشبكة على المشتركين عبر هذه الشركات0 وتصاعدت حدة الاتهامات مع توجه شركة الاتصالات الفلسطينية نحو تزويد خدمة الانترنت للمستخدمين مباشرة وبدون اشتراك مع توحيد الاراضي الفلسطينية في دائرة واحدة لغرض النفاذ الى شبكة الانترنت بكلفة تبلغ 45 سنتا للساعة الواحدة وهو ما تعتبره الشركات المزودة للخدمة وفقا للنظام الحالي افناء لها وضارا بالمستخدمين على المدى البعيد0 من جانبها تقترح شركة الاتصالات اعادة النظر في توزيع مقاسمها وآلية احتساب الفاتورة الهاتفية على المشتركين من أجل تخفيض تكلفة خدمات الانترنت وضمان جودتها 0 وقال الاحمد ان الاقتراح ما زال قيد البحث ونحاول ايجاد قاسم مشترك بين شركة الاتصالات والشركات المزودة لخدمات الانترنت اساسه مصلحة المستخدمين ونشر هذه الخدمة على اوسع نطاق0