مع الكلاب والقطط ووسط (عشة) من الخشب تغطيتها الاشرعة والشراشف الممزقة يعيش فهاد غنيم العليوي الحربي (65 سنة) حياته اليومية منذ 14 عاما خلف سوق الخميس الشعبي بالنعيرية بعد ان قام ببنائها اثناء حرب الخليج الاولى. مأساة فهاد تتزايد مع تواجد الذباب الذي وجد مكانا خصبا للتكاثر وسط العشة، التي انعدمت فيها النظافة وامتلأت بالقاذورات والأوساخ. فهاد لم يتزوج.. فهو مقطوع من شجرة كما يقول فلا قريب ولا ونيس غير هذه الكلاب والقطط التي يقضي معظم وقته في ملاعبتها فلا احد يرعاه ويقوم على شؤونه سوى راع للاغنام يأتيه في بعض الأيام, ويساعده في بعض حاجاته, ولم تتوقف معاناته عند هذا الحد فمع هطول الأمطار لا يستطيع الجلوس او البقاء في عشته ويلجأ لاقرب مسجد لينام فيه! (اليوم) زارته في عشته, التي يجاورها مستنقع مائي, حيث كانت في استقبالنا مجموعة من الكلاب والقطط وجيش من الذباب خرج من وسط العشة. ويقول فهاد: اعتمد في طعامي وشرابي على الخبز والحليب, الذي يتفضل به علي اهل الخير وتشاركني الكلاب والقطط في اكلي ولا املك غير هذه العشة فقط استخدم بعض البطاطين الممزقة للوقاية من برودة الطقس ولا اريد في هذه الحياة الا مسكنا يقيني صروف الدهر وخادما يرعى شؤوني ويضيف بحسرة: ليس لي اصدقاء في هذا العالم بسبب غدر البشر وارتضيت بالكلاب والقطط لانها ارحم واوفى. العم فهاد داخل عشته