أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (الاثنين)، أن موسكو مستعدة للحوار مع جميع الأطراف، شريطة أن يكون الحوار متكافئاً، مشدداً على أن روسيا لا تسعى للانتقام من أي جهة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام طلاب وأعضاء هيئة التدريس في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، حيث أشار إلى رغبة بلاده في تعاون متساوٍ مع الولاياتالمتحدة، بما في ذلك في مجالات اقتصادية مثل إنتاج الغاز الطبيعي المسال، والأنشطة في القطب الشمالي والفضاء، وحتى التعاون في الذكاء الاصطناعي، ما يستلزم تعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين. وحول النزاع الأوكراني، أشار لافروف إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرك أهمية حل الأزمة بما يراعي مصالح جميع الأطراف، مؤكداً أن العقوبات الغربية فشلت في الضغط على موسكو، وأن الكرملين يفضل تحقيق أهدافه بالطرق السياسية والدبلوماسية. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو ستواصل العملية العسكرية في أوكرانيا طالما لم يتم ضمان أمنها دبلوماسياً، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين رفض أي وجود لقوات غربية على الأراضي الأوكرانية؛ باعتباره هدفاً مشروعاً للجيش الروسي. وفي هذا السياق، يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض حظر على إعادة تصدير السلع الأوروبية إلى روسيا عبر دول ثالثة ضمن الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات؛ بهدف منع التهرب والتحايل على القيود القائمة، مع تشديد القيود على قطاعي المال والطاقة. من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب استعداده للانتقال إلى المرحلة الثانية من العقوبات على روسيا، لكنه لم يوضح تفاصيل هذه المرحلة، في الوقت الذي دعا فيه وزير الخزانة الأميركي أوروبا إلى تعزيز الضغوط لإجبار موسكو على العودة إلى طاولة المفاوضات. وفي تعليق له على الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا، وصف ترمب الوضع ب"غير المرضي"، مؤكداً أنه غير سعيد بما يحدث في كييف وغيرها من مناطق الصراع. فيما حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد لا يكون نهاية طموحات الكرملين، بل بدايتها فقط، مؤكدًا أن خطط بوتين التوسعية تشكل تهديداً للأمن الأوروبي بالكامل. من جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قمة ترمب – بوتين في ولاية ألاسكا أعطت الرئيس الروسي ما أراد، مشيراً إلى أن أوكرانيا لم تكن حاضرة في المفاوضات، وهو ما اعتبره أمراً مؤسفاً.