في الحياة اليومية لكل منا ما يشد انتباهه إما بمشهد يراه أو حديث يسمعه او مقال يقرأه، ومما شد انتباهي عملية المقارنة السريعة بين موقفين أو لنقل خطأين متزامنين - خطأ العبارة وخطأ الغارة. أما خطأ العبارة فحدث عندما كان الشيخ عبدالعزيز السدحان ضيفا على الاذاعة السعودية يوم الخميس العاشر من رمضان، وكانت مداخلة من الشيخ الدكتور ابراهيم ابو عباة رئيس الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني وكانت كالتالي: أراد ضيف البرنامج الاطراء بالشكر للشيخ ابراهيم بعد مداخلة جميلة منه، مبينا بعض صفاته ومن ضمن ما ذكر ان الشيخ استاذه وقدوته، جاهدا للبحث عن أفضل العبارات، التي هو اهل لها، فنطق بكلمتين جميلتين مترادفتين - وهنا يكمن (خطأ العبارة) - لان هاتين الكلمتين عادة ما تعطيان المفهوم السلبي عند ترادفهما، فخالف اللسان ما يبتغيه الجنان، الا ان ضيف البرنامج استدرك الامر اولا ثم ثانيا عندما استطرد حديثه بعد لحظات حوارية مع المضيف اعتذر عن (خطأ العبارة) بأدب جم، مبينا قصده الذي اراد به وصف الشيخ وأدبه وقمة تواضعه مع كل من عمل معه من رئيس ومرؤوس. أما (خطأ الغارة): فهو ما قام به هؤلاء المتفيقهون على الدين من جسد مدبر وعقل مفجر، حيث كان (خطأ الغارة) ضالا مضلا في الزمان والمكان والاسلوب والهدف، باستحلالهم الدم الحرام بالشهر الحرام في بلد الأمان بوازع من الشيطان فلا حول ولا قوة الا بالله ونعوذ بالله من الخسران. إن ما يعجب منه المرء هو انه لم يتم الاعتذار عن (خطأ الغارة) بالرغم من الوعظ والتوجيه والارشاد المستمر من قبل أهل الحل والعقد من قادة وعلماء وأئمة ووعاظ وخطباء وكتاب وغير ذلك جميعا. فسبحان الذي خلق وفرق كيف يتم الاعتذار عن (خطأ العبارة) على ضآلة حجمه وحسن نوايا اصحابه في اللقاء المذاع، الذي استدرك بالرغم من قصر وقته، ولم يتم للأسف بعد الاعتذار عن (خطأ الغارة) على بشاعته وعظم جريمته، وبالرغم من الفترة الطويلة المتاحة لصانعي ومرتكبي هذه الاحداث. قال تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم) محمد - 14 وقال تعالى: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) الفرقان - وفي الختام ما نملك إلا ان نقول شتان ما بين (خطأ العبارة) و(خطأ الغارة).