اكدت دراسة اقتصادية متخصصة ان المشروعات الصغيرة لها دور كبير في عملية التنمية لاسيما لدى الكثير من صانعي السياسات الاقتصادية والمؤسسات الدولية المعنية والمهتمة بشوون التنمية الاقتصادية في الدول النامية. وقالت الدراسة الخاصة في تنمية المشاريع الصغيرة في الدول العربيةالتي اعدها المعهد العربي للتخطيط ان اهمية المشاريع الصغيرة تأتي بعد ان تبينت محدودية التأثيرات الايجابية للصناعات كبيرة الحجم كثيفة رأس المال في رفع الطاقة الاستيعابية للعمالة بصورة مطردة وتخفيف حدة الفقر وتحقيق الدفع الذاتي لعملية النمو الاقتصادي. واوضحت الدراسة ان هناك معايير عديدة يمكن الاستناد اليها لتحديد مفهوم المشروعات الصغيرة حيث تتباين تلك المعايير بين دولة واخرى وذلك باختلاف امكاناتها وقدراتها وظروفها الاقتصادية ومراحل النمو التي بلغتها. ونوهت الدراسة بان المشروعات التي تعتبر صغيرة او متوسطة الحجم في دولة صناعية قد تعتبر مشروعات كبيرة الحجم في دولة نامية كما قد يختلف تقييم حجم المشروع داخل الدولة نفسها وذلك حسب مراحل النمو الذي يمر بها اقتصاد تلك الدولة. يذكر ان منظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية يونيدو عرفت المشروعات الصغيرة بانها تلك المشروعات التي يديرها مالك واحد ويتكفل بكامل المسؤولية بابعادها الطويلة الاجل الاستراتيجية والقصيرة الاجل التكتيكية كما يتراوح عدد العاملين فيها ما بين عشرة الى 50 عاملا. وعن المعايير المستخدمة للمشروعات الصغيرة افادت الدراسة بانها تتمثل في معيار العمالة ومعيار رأس المال ومعيار الانتاج ومعيار حجم ونوعية الطاقة المستخدمة فضلا عن معايير اخرى تأخذ في الاعتبار درجة التخصص في الادارة ومستوى التقدم التكنولوجي. وبينت الدراسة انه قد يكون اكثر المعايير استخداما في الدول الصناعية هو معيار العمالة وذلك نظرا لسهولة الحصول على البيانات وامكانية تحليلها ومعالجتها احصائيا والخروج بنتائج كمية تدعم متخذي القرار وذكرت الدراسة ان البنك الدولي يصف المشروعات التي يعمل فيها اقل من عشرة عمال بالمشروعات البالغة او المتناهية الصغر فيما التي يعمل فيها بين عشرة و50 عاملا توصف بالمشروعات الصغيرة اما تلك التي يعمل فيها بين 50 و 100 عامل فهي المشروعات المتوسطة. واضافت الدراسة ان مؤسسة التمويل الدولية تحدد الموسسات التي تستثمر حد اقصى من الاستثمار مقداره 5ر2 مليون دولار امريكي بالموسسات المتوسطة والصغيرة. وعن ابرز الخصائص التي تتسم بها المشروعات الصغيرة قالت الدراسة انها تتمثل في ضآلة التكاليف الرأسمالية اللازمة للبدء في المشروع والميزة الانتشارية ما يجعلها تغطي مناطق مختلفة واعدادا كبيرة من السكان كثيفة العمالة بحيث تساهم في توفير المزيد من فرص العمل وملكية فردية وعائلية او شركات الاشخاص مما يجعلها اكثر جذبا للاستثمارات الصغيرة وغيرها. وبينت الدراسة ان اهمية المشروعات الصغيرة تتمثل في دورها المهم في محاربة الفقر والبطالة واحتواء الاثار الاجتماعية السلبية لبرامج الاصلاح الاقتصادي في كثير من الدول. واضافت ان اهميتها تتركز في مساهمتها بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال تأثيرها على بعض المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل اجمالي الناتج المحلي والاستهلاك والادخار والاستثمار والصادرات اضافة الى مساهمتها في تحقيق عدالة التنمية الاجتماعية والاقليمية. وذكرت الدراسة ان اهمية المشاريع الصغيرة تاتي من خلال تحقيق التكامل بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم وتنويع وتوسيع هيكل الانتاج. وفيما يخص اهم المشاكل التي تعترض المشروعات الصغيرة افادت الدراسة انها مشاكل اقتصادية وتمويلية وتسويقية وادارية ومشكلة نقص المعلومات ومشكلة العمالة. واكدت الدراسة ضرورة العمل على زيادة قدرة تنمية المشروعات الصغيرة لتجاوز المعوقات والعقبات التي تواجهها وتقديم كافة التسهيلات المطلوبة لاستمرارها وتوفير الدعم والحوافز لضمان تحقيق تلك المشروعات لدورها المطلوب بكفاءة وقدرة عاليتين. كما اكدت ان العديد من الجهات مثل صناديق التنمية الاجتماعية والحكومات والمنظمات المحلية والمنظمات الاقليمية تلعب دورا اساسيا في تنمية المشروعات الصغيرة. في ظل التشجيع المستمر يمكن القضاء على البطالة