الانطلاقة من الكويت.. والعبور من الدوحة.. والمحك في العين

الأخضر الشاب جاهز للعرس العالمى في الإمارات

بدأ العد التنازلي لانطلاقة نهائيات كأس العالم الثالثة عشرة للشباب التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 27 نوفمبر وحتى 19 ديسمبر بمشاركة 24 منتخبا تمثل جميع قارات العالم وزعت على ست مجموعات. وقد وقع المنتخب السعودي للشباب الذي يمثل العرب في هذا الكرنفال العالمي إلى جانب شقيقيه المصري والإماراتي في المجموعة الخامسة التي تقام منافساتها على ملعب القطارة بمدينة العين وتضم إلى جانبه إيرلندا والمكسيك وساحل العاج. ولأهمية هذا الحدث ورغبة في الظهور بالصورة المشرفة للكرة السعودية والعربية والآسيوية قامت إدارة المنتخب التي يشرف عليها سمو الأمير نواف بن سعد المشرف العام على المنتخبات السنية وبتوجيهات من سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بإعداد المنتخب الشاب بالشكل الذي يتناسب مع أهمية الحدث من جهة وسمعة الكرة السعودية من جهة أخرى وذلك لضمان الظهور بالصورة اللائقة التي تكفل تقديم المستويات القوية والنتائج الإيجابية التي ستساهم دون أدنى شك في بلوغ الدور الثاني على أقل تقدير.
مرحلة الإعداد الأولى
جاءت بداية الإعداد للمونديال العالمي بإقامة معسكر إعدادي أقيم بالرياض خلال الفترة من 14 وحتى 23 فبراير 2003م وقد خاض خلاله الأخضر الشاب ثلاث مباريات ودية خسر الأولى والثانية أمام نظيره المصري بواقع 4/ 1 و 4/ 2 على التوالي بينما تعادل في اللقاء الأخير أمام نظيره المغربي بنتيجة 1/1. ورغم أن النتائج لم تكن مشجعه إلا أن الجهاز الفني واللاعبين استفادوا من تلك التجارب سواء من حيث اكتشاف الأخطاء ومعالجتها أو من حيث الاحتكاك واكتساب المزيد من الخبرة .
مرحلة الإعداد الثانية
وبعد انتهاء المرحلة الأولى تم تأجيل بطولة كأس العالم بسبب الحرب على العراق وهذا ما أجل بقية مراحل الإعداد لتبدأ المرحلة الثانية التي أقيمت بمدينة سارليرنو الإيطالية خلال الفترة من 12 إلى 25 أكتوبر 2003م . وخلال هذه المرحلة أجرى المنتخب ثلاث مباريات ودية كسبها جميعاً كانت الأولى أمام فريق سالير نتانا وفاز فيها 3/2 أما الثانية فكانت أمام فريق كارولي وكسبها 3/1 قبل أن يفوز بنفس النتيجة على فريق نابولي.
مرحلة الإعداد الثالثة
أما مرحلة الإعداد الثالثة فكانت بمدينة جدة خلال الفترة من 29 أكتوبر وحتى 13 نوفمبر ولعب الأخضر الشاب خلالها بثلاث مباريات فاز في الأولى على السنغال 3/1 وخسر الثانية أمام الإمارات 1/صفر وتعادل في الثالثة أمام الأهلي 2/2 .
مرحلة الإعداد الرابعة
أما مرحلة الإعداد الرابعة والأخيرة فقد انطلقت بمدينة العين الإماراتية وهي المدينة التي ستقام فيها مباريات فرق المجموعة الخامسة التي يشارك فيها الأخضر الشاب. وسيجري المنتخب السعودي خلال هذه المرحلة لقاءين وديين أما منتخب بوركينا فاسو يوم الأربعاء 19 نوفمبر وأمام الأرجنتين يوم السبت 22 من نفس الشهر بعدها يواصل تمارينه لحين بدء مبارياته الرسمية .
الكويت بداية الانطلاقة
وكانت الكويت بداية مشوار الأخضر نحو التأهل لكأس العالم حيث شارك في المجموعة الآسيوية الثالثة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا والتي ضمت إلى جانبه كلا من منتخبات الكويت والبحرين والأردن وتمكن من الفوز في المباريات الثلاث حيث هزم الأردن 5/صفر والبحرين 3/صفر والكويت 3/2 وتصدر فرق المجموعة برصيد 9 نقاط الأمر الذي بموجبه تأهل إلى نهائيات كأس آسيا ال 33 التي أقيمت بدوحة قطر .
الدوحة بوابة العبور إلى الإمارات
وجاءت المشاركة في نهائيات كأس آسيا بمثابة المرحلة الأهم كونها هي المنفذ الوحيد لبلوغ نهائيات كأس العالم للأخضر الشاب وكان لابد من الإعداد بشكل مميز كي يكون المنتخب حاضراً في المحفل القاري بالصورة المطلوبة ولهذا فقد شارك في بطولتين دوليتين الأولى كانت بطولة الصداقة الدولية السادسة التي أقيمت بمدينة أبها تحت ضيافة الأهلي السعودية والثانية هي بطولة الصداقة الدولية بسلطنة عمان وحقق الأخضر في المشاركتين مستويات ونتائج جيدة أكدت حسن استعداده وجاهزيته لخوض النهائيات الآسيوية التي بدأها بالخسارة امام اليابان 1/ 2 قبل الفوز على بنجلادش 4/ صفر والهند 4/صفر ايضا ليتأهل بعد تلك النتائج لدور الثمانية عقب أن جمع ست نقاط وضعته في المركز الثاني بعد اليابان وفي دور الثمانية واجه المنتخب الصيني وتمكن من الفوز عليه بنتيجة 4/ 1 وهذه النتيجة كانت كافية لبلوغ نهائيات كأس العالم اذا ما عرفنا ان أربعة فرق ستتأهل عن القارة الآسيوية وفي الدور نصف النهائي واجه المنتخب الكوري الجنوبي وخسر أمامه بهدفين لهدف ليواجه بعد ذلك منتخب أوزباكستان في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وتمكن شباب الأخضر من خطف البرونز الآسيوي بعد اكتساحهم أوزباكستان بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
خمس مشاركات للأخضر في نهائيات كأس العالم
سبق للمنتخب السعودي الشاب المشاركة في نهائيات كأس العالم خمس مرات حيث كانت المشاركة الأولى في نهائيات كأس العالم الثالثة التي أقيمت بموسكو عام 1983 م وخاض خلالها ثلاث مباريات تعادل في الأولى مع اسبانيا سلبيا وفاز في الثانية على ايرلندا بهدف وحيد سجله محيسن الجمعان وخسر في الثالثة أمام البرازيل بهدف ورغم انه جمع ثلاث نقاط الا انه لم يتأهل للدور الثاني بسبب فارق الاهداف وتعتبر هذه المشاركة هي الأفضل للمنتخب.
وكانت المشاركة الثانية في نهائيات كأس العالم الرابعة التي اقيمت بتشيلي عام 1987 م ورغم أن المنتخب شارك بصفته بطلا للقارة الآسيوية الا انه فشل في تحقيق تطلعات وامال محبيه حيث خسر مبارياته الثلاث أمام ألمانيا 3/ صفر وأمريكا بنفس النتيجة وبلغاريا 2/ صفر ولم يتمكن هجومه من تسجيل أي هدف في حين ولجت شباكه ثمانية أهداف.
أما المشاركة الثالثة فكانت في نهائيات كأس العالم الخامسة التي أقيمت بالعاصمة الرياض عام 1989 م ورغم أن الأخضر قدم مستويات كبيرة الا انه لم يوفق في بلوغ الدور الثاني بعد أن خسر مباراته الافتتاحية أمام نيجيريا 2/ 1 بعد أن تقدم بهدف سجله سعدون حمود في الشوط الأول وعقب ذلك خسر مباراته الثانية أمام تشيكوسلوفاكيا بهدف وحيد قبل أن يودع البطولة بفوز كبير على البرتغال (حامل اللقب والبطل المتوج فيما بعد) بثلاثة أهداف نظيفة تعاقب على تسجيلها خالد منسي وسعدون حمود وخالد الرويحي.
وجاءت مشاركته الرابعة في نهائيات كأس العالم السابعة التي أقيمت باستراليا عام 1993م واستهل الأخضر مشواره بمواجهة البرازيل وفرط لاعبوه آنذاك في تسجيل فوز كبير قياسا بالفرص الكثيرة التي تهيأت أمام المرمى البرازيلي واكتفوا بالتعادل السلبي وهو ما انتهت عليه المباراة الثانية أمام النرويج أما المباراة الثالثة فقد خسروها أمام المكسيك بهدفين لهدف وقد سجل هدف المنتخب في تلك المباراة اللاعب عبد الله سليمان.
أما المشاركة الخامسة فكانت في نهائيات كأس العالم العاشرة التي أقيمت بنيجيريا عام 1999م وتمكن المنتخب في المباراة الأولى من التعادل أمام المكسيك بهدف لمثله وقد سجل هدف المنتخب صالح الصقري لكنه في المباراة الثانية خسر أمام أستراليا بثلاثة أهداف لهدف وسجل هدف الأخضر مهاجمه محمد أمين دابو أما مباراته الأخيرة فخسرها أمام أيرلندا بهدفين دون مقابل.
أرقام وإحصائيات
خاض المنتخب في نهائيات كأس العالم 15 مباراة فاز في اثنتين وتعادل في أربع وخسر في تسع.
سجل هجوم المنتخب خلال مشاركاته السابقة ثمانية أهداف في حين استقبلت شباكه عشرين هدفا.
واجه الأخضر منتخب أيرلندا الذي يقع معه حالياً في نفس المجموعة مرتين حيث فاز في الأولى 1/ صفر وخسر الثانية 2/ صفر.
كما واجه الأخضر منتخب المكسيك مرتين أيضاً خسر الأولى 2/1 وتعادل في الثانية 1/1 وستكون مباراته أمام المكسيك في نهائيات كأس العالم الحالية بالإمارات هي الثالثة.
أبرز اللاعبين السابقين بمنتخب السعودي للشباب
خلال مشاركاته السابقة عدد من اللاعبين الذين واصلوا تألقهم فيما بعد مع المنتخب الأول ومن هؤلاء اللاعبين محيسن الجمعان وسعدون حمود وفهد الغشيان وإبراهيم ماطر ومحمد الدعيع وعبد الله سليمان وصالح الصقري. أما أبرز اللاعبين الحاليين فهم ناجي مجرشي وعبده عطيف وسعد العبود وأسامة المولد وعيسى المحياني وعبده حكمي وخالد السلامة وعبد الله الدوسري وعبد اللطيف الغنام.
الأرجنتيني روميو يبحث عن أفضل النتائج
عبر مدرب المنتخب السعودي للشباب الأرجنتيني دانيال روميو عن سعادته بقيادة الأخضر الشباب في نهائيات كأس العالم وقال انني فخور بهذه المشاركة وآمل أن أحقق مع فريقي أفضل النتائج. وتطرق روميو لاستعداد فريقه وقال ان الاستعدادات سارت حسب البرنامج الذي وضع لها ونحن حالياً في كامل جاهزيتنا الفنية واللياقية والمعنوية وقد أبدى اللاعبون جاهزية كبيرة للظهور بالصورة المشرفة لكرة القدم السعودية وأتمنى أن يكونوا في مستوى التطلعات ويحققوا ما يصبو له المهتمون بالكرة السعودية .
وحول حظوظ الأخضر في بلوغ الدور الثاني من البطولة قال دانيال روميو لاشك أن المجموعة صعبة وجميع المنتخبات جاهزة ولكن مع ذلك فإنني أرى أن الحظوظ متساوية رغم فارق القوة البدنية الذي يميل للاعبي المنتخبات الأخرى ولكن هذا لا يمنعنا من مجاراتها خصوصاً وأن اللاعب السعودي يتميز بالمهارة الفردية العالية وأتمنى التوفيق .
المحياني مهاجم يسير على خطى ماجد
ويعتبر نجم المنتخب السعودي للشباب وهدافه اللاعب عيسى محمد المحياني من أبرز اللاعبين فهو ينتظره مستقبل كبير في كرة القدم السعودية نظير مستوياته التصاعدية وموهبته الفطرية التي تزداد يوماً بعد يوم فضلاً عن الأهداف التي يسجلها بطريقة تؤكد قدوم هداف كبير ربما يخلف مهاجم المنتخب السابق ماجد عبد الله .
فالمحياني رغم أنه من ناد متوسط المستوى وهو نادي الوحدة في مكة المكرمة إلا أنه برز بسرعة الصاروخ وبات حديث الشارع الرياضي ومطمع كل الأندية التي بدأت تخطط من الآن لكسب خدماته، فهذا اللاعب الذي لم يتجاوز عمره ال 18 بات لاعبا مهماً في فريقه الأول (الوحدة) وقاده هذا الموسم إلى احتلال مركز مرموق في الدوري الممتاز بفضل الأهداف التي سجلها في المباريات المعدودة التي شارك فيها . وجاء اعتماد المدرب عليه بعد تألق اللاعب في تصفيات آسيا والنهائيات الآسيوية التي أقيمت بالكويت وقطر على التوالي وهذه المستويات الكبيرة عجلت بانضمامه أيضا للمنتخب الأولمبي والمشاركة معه بصفة أساسية في التصفيات الأولية المؤهلة إلى نهائيات أولمبياد أثينا 2004م.
وقد أبدى المحياني جاهزيته للمشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب وقدرته على المنافسة وتخطي الدور الأول وقال نحن لن نكون ضيوف شرف وسنكون أحد الفرق المنافسة على بلوغ الدور الثاني من البطولة خصوصا وأن استعدادنا كان رائعا وثقتنا في أنفسنا لا حدود لها في ظل الدعم الكبير الذي نجده من قبل المسؤولين والقائمين على المنتخب الذي ان شاء الله سيشرف العرب في المحفل العالمي
سعد العبود
ناجي مجرشي