قدم أحد مصارف مدينة شيكاغو الأمريكية اعتذارا بعد أن وصف هتلر بأنه زعيم اقتصادي عظيم. قال مصرف "جلين فيو ستيت" إنه تلقى عدة خطابات واتصالات هاتفية غاضبة بعد أن أشادت النشرة الدورية للمصرف في يوليو الماضي بالانتعاش الاقتصادي الذي شهدته ألمانيا في الثلاثينات وأرجعته إلى ما وصفته بالسياسات الاقتصادية السديدة، و ذلك في حقبة كان تعاني فيها معظم الدول من كساد اقتصادي شديد. وكانت هيئة مكافحة التشهيراللامريكية قد تقدمت بشكوى رسمية ضد التقرير الذي كتبه رئيس المصرف ديف راوب، تقول فيها إن الطريقة الإيجابية التي صور بها أدولف هتلر مزعجة للغاية. و نشر المصرف اعتذارا على موقعه في الإنترنيت يقول فيه:"نحن نعتذر بشدة عن هذا الخطأ. لم نعني الإساءة لأي شخص. نرجو منكم أن تغفروا لنا هذا الخطأ". بدفاعه عن سياسات الزعيم النازي السابق، كان المصرف يرمي إلى الإشارة إلى نظرية اقتصادية معينة. ففي الثلاثينات، عمدت ألمانيا النازية إلى استثمار مبالغ كبيرة في مشروعات البنية التحتية مثل تخطيط المدن ومد الطرق، وصناعات التسليح، مما أدى إلى انتعاش اقتصادي كبير وانحسارملموس للبطالة. يقول ديف راوب في تقريره إن أدولف هتلر بث الثقة في نفوس العمال الألمان، مما جعلهم يعملون أكثر من أي عامل آخر في أوروبا. أضاف إن هذا الأداء تناقض مع الكساد الاقتصادي الشديد الذي عانى منه خصوم ألمانيا آنذاك، وبالأخص الولاياتالمتحدة. ولكن هيئة مكافحة التشهير قامت بدحض تلك النظرية المساندة لسياسات أدولف هتلر. فقد قالت إن أغلب الإنجازات التي تحققت في الحقبة النازية تمت بفضل عمال السخرة الذين لم يحصلوا على أية أجور. وأضافت إن الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته البلاد اعتمد جزئيا -على أقل تقدير- على أعمال التلاعب، فقد تم إقصاء اليهود وباقي الفئات المضطهدة من إحصائيات البطالة، كما كان يتم تشجيع النساء على الزواج وترك العمل. وتقول الهيئة:" إن الحديث عن هتلر بدون الأخذ في الاعتبار ملايين الأبرياء الذين تم إبادتهم بوحشية وعشرات الملايين الذين قتلوا في الحرب ضده هو إهانة لذكرى هؤلاء". وأشادت الهيئة بالاعتذار السريع الذي تقدم به المصرف ونصحته من أن "يتعلم من تلك التجربة".