صدور بيان عن السعودية و 10 دول حول تطورات الأحداث في سوريا    القادسية يعلن رحيل هدافه أوباميانغ    تعليم الطائف يختتم فعاليات برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي لأكثر من 200 طالب وطالبة    إنقاذ مواطن من الغرق أثناء ممارسة السباحة في ينبع    فرع وزارة البيئة بحائل يستعرض فرص التعاون في التوعية وحماية الموارد    أمير جازان يستقبل رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد    تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في المنطقة الشرقية    نائب وزير الخارجية يلتقي المستشار الدبلوماسي لرئيسة مجلس الوزراء الإيطالي    "الحزام الناري" يستهدف 40 طبيبا باطنيا ب"مركزي القطيف"    مُحافظ الطائف يشهد اتفاقية شراكة لإنشاء مركز زراعة كلى بتخصصي الطائف    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية تنظم برنامج "إعادة التدوير من الفكرة إلى الاستدامة"    المدينة المنورة تبرز ريادتها في المنتدى السياسي 2025    مفردات من قلب الجنوب ٤    انتخاب المملكة لرئاسة جمعياتٍ ولجانٍ في المنظمة العالمية للملكية الفكرية    أمير القصيم يدشن مبادرة "أيسره مؤنة" للتوعية بتيسير الزواج    أمير منطقة جازان يستقبل وكيل الإمارة والوكلاء المساعدين الجدد    الدولار يتعافى والأسهم الأوروبية تتجاوز سلسلة خسائر استمرت أربع أيام    أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير سجون المنطقة بمناسبة تعيينه    تأسيس جمعية المستقبل الصناعي غير الربحية    الأولى عالميا.. التخصصي يزرع جهاز دعم بطيني مزدوج بمساعدة الروبوت    "التعاون الإسلامي" تُدين بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية    النفط يرتفع مع تحسن المعنويات بفضل توقعات الطلب والبيانات الاقتصادية    استشهاد 16 فلسطينيًا في قصف على قطاع غزة    "طمية" تنظم إلى الأسطول الإسعافي بفرع الهلال الأحمر بعسير    مقتل امرأة وإصابة 3 في روسيا    457 مليونا مستحقات مزارعي القمح    98.7% نموا بتأمين الحماية والادخار    اطلاق النسخة الثانية من مشروع "رِفْد" للفتيات في مدينة أبها بدعم من المجلس التخصصي وأوقاف تركي بن عبد الله الضحيان    الأمير سعود بن نهار يلتقي المدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الغربي    "الأونروا": سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف في قطاع غزة    "الداخلية" و "الموارد البشرية" يوقّعان مذكرة تفاهم    حفل يامال المثير للجدل يغضب برشلونة    السويسري"تشاكا" بين نيوم وسندرلاند    مصر ترفض مخطط «خيام غزة»    «شلة ثانوي».. مسلسل جديد في الطريق    بهدف الارتقاء بالمنتج الثقافي والمعرفي.. توقيع مبادرة "سعوديبيديا" لتعزيز المحتوى السعودي    شركة الدرعية توقع عقداً بقيمة "5.75" مليارات ريال لمشروع أرينا الدرعية    أصابع الاتهام تشير للفصائل المسلحة.. تحقيق عراقي في ضرب حقول النفط    تفكيك خلية خطيرة تابعة للمليشيا.. إحباط محاولة حوثية لاغتيال المبعوث الأممي    وزارة الحج والعمرة تكرم عمر بالبيد    المفتي يستعرض أعمال "الإفتاء" ومشاريع "ترابط"    إطلاق مبادرة لتعزيز التجربة الدينية لزائرات المسجد النبوي    تسحب اليوم بمقر الاتحاد القاري في كوالالمبور.. الأخضر يترقب قرعة ملحق تصفيات مونديال 2026    د. باجبير يتلقى التعازي في وفاة ابنة شقيقه    " الأمن العام" يعرف بخطوات إصدار شهادة خلو سوابق    "الأحوال": جدد هويتك قبل انتهائها لتفادي الغرامة    طبيب يقتل 15 مريضاً ويحرق منازلهم    المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر يُطلق مبادرة تقليم أشجار العرعر في منطقة عسير    رونالدو يخطف جائزة لاعب الموسم..وجماهير الاتحاد تنتزع"تيفو العام"    الخليج يضم الحارس الدولي"أنتوني"حتى 2027    القادسية يوقّع رسمياً مع المهاجم الغاني"كريستوفر بونسو" حتى 2029    أمير جازان: جهود مقدرة لهيئة التراث في تمكين الشباب    مقتل شخص وإصابة 18 جراء غارات إسرائيلية على دمشق    نيابة عن أمير عسير محافظ طريب يكرم (38) متفوقًا ومتفوقة بالدورة (14) في محافظة طريب    كريم عبد العزيز أول بطل ل 4 أفلام بنادي ال «100 مليون»    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ عون أبو طقيقه    عزت رئيس نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري.. القيادة تهنئ رئيس فرنسا بذكرى اليوم الوطني لبلاده    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الشثري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك فيصل برأني من القصاص والملك فهد انتظرني لأتناول معه الأفطار
رجال تحت الشمس
نشر في اليوم يوم 04 - 07 - 2003

ضيفنا عصامي وطموح شق طريقه بكل تفان واخلاص ترك قريته بسراة عبيدة وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره بعد ان اخذ نصيبا من التعليم البسيط والمتواضع ليركب سيارة البريد متوجهاً يحدوه الامل والطموح لكي يلتحق بارامكو صاحبة الرواتب الكبيرة والفرص العديدة لم يحالفه الحظ بعد ان وصل الى المنطقة الشرقية في رحلة مارثونية استغرقت عدة ايام ، لم يقف ولم يعد عندما لم تقبله الشركة بل بحث عن البديل فالتحق بالخدمة الامنية بحرس الحدود برتبة جندي .. واصل دراستة وتنقل في العديد من الاماكن النائية بحكم اختصاص عمله ، له العديد من المواقف مع قادة هذه البلاد قابل الملك فيصل رحمه الله وجلس على مائدة خادم الحرمين الشريفين متناولا طعام الافطار معه، التقى بسمو وزير الداخلية بحكم اختصاص عمله، انتقل الى جهاز المباحث فكان محل تقدير من عمل معه ، يتحدث اليك فيأسرك بذاكرة قوية وعفوية وصدق في اللقاء .. مسيرة حياتة مليئة بالمفاجآت ولعله الوحيد الذي رشحه الملك فيصل رحمه الى دورة المرشحين انه العميد إبراهيم عبدالله عوض بن جلالة القحطاني بدأ مأمور مركز وتقاعد مديرا للمباحث العامة ببقيق فإلى الحوار:
التنشئة والمجتمع
اليوم: فى البداية حدثنا عن نشأتك واسرتك ومجتمعك الذي عشت به وترعرعرت وما خطواتك الاولى؟
انا من مواليد سراة عبيدة عام 1362ه وفيها نشأت في اسرة تتكون من اب وام وسبعة اولاد ميسورة الحال وفي بيت المشيخة فوالدي وجدي هما من اعيان القبيلة من بني طلق عبيدة هوما ولد لدينا عادات وتقاليد وتمسكا بالدين الاسلامي الحنيف فوالدي وجدي كانا مهتمين وبصفة مركزهما الاجتماعي باصلاح ذات البين والسعي بما يرضي الاطراف المتنازعة في مجتمع يفتقد كغيره من المجتمعات الريفية الى مراكز الشرط والمحاكم فكان لابد بان يكون هناك فئة لحل المشاكل العالقة بين الاهالي حتى لا تحدث مشاحنات قد تذهب بسببها الانفس.
التعليم واهميته
اليوم : وكيف كان التعليم وهل كان المجتمع يعي اهميته وما اعتماد الاهالي انذاك؟
من قبل عام 1370ه كانت هناك صعوبة في كل شيء فكانت التضاريس تشكل عائقا كبيرا وقلة المعلمين وانشغال الناس بشئون حياتهم من زراعة ورعي للاغنام فلم يكن هناك تعليم بالشكل المنظم والمطلوب . الا ان وجهاء القرية في ذلك الوقت رأوا بانه لابد لنا ان نتعلم فجلبوا لنا مدرسا من عدن وكانت متقدمة بعض الشيء ولعل من الطريف ان هذا المعلم قد اشترط قبل مجئيه على كل طالب ريالين وفنجالين قهوة ومدين بر وكذلك حزمة حطب ولعدم توفره انذاك لطبيعة المنطقة ، ولولا وعي اهالينا باهمية التعليم لما وافقوا على تلك المطالب التعجيزية اذا صح التعبير وايضاً كانت من ضمن الشروط ان يتناول وجبة العشاء يومياً عند كل طالب بالتناوب.
المواد والدراسة
اليوم: واين كان التجمع وما طبيعة المواد التي كانت تدرس ؟
اعد مبنى خاصا للتعليم وهو عبارة عن حجرة كبيرة بقرية الجزعة ومازالت قائمة الى الآن وكانت وسط مجموعة قرى وصل عدد ابنائها الى 75 طالبا واعتقد بانه اكبر عدد كان لمدرسة للكتاتيب في منطقتنا انذاك وهذا في عام 1374 وكان يدرسنا القرآن والحديث واصول الفقة ومبادىء الرياضيات ومما اتذكره بانه غاب عنا المدرس لمدة اسبوع وذلك لجلب مناهج من الطائف وهي ما كانت تدرسه وزارة المعارف ومن مدرسة حكومية ودرسنا على هذا النمط .
ولكن تركيزه كان على الكتاب والسنة.
سنتان من التعليم
اليوم : وكم استغرقت عملية التعليم مع هذا المدرس؟
استمرينا لمدة سنه ونحن ندفع لذلك المدرس ما اتفق علية اما السنة الثانية فاتى الينا داعية يقال له القرعاوي وهو مبعوث من الشيخ عبدالرحمن السعدي كعمل خيري فوضع للمدرس راتب 150 ريالا وايضاً دفع لكل متفوق مكافأة قدرها عشرة ريال مما افرحنا كثيراً وولد بيننا روح المنافسة رحمه الله .
المعيشة والاهالي
اليوم: وعلام يعتمد الاهالي من المعيشة؟
الزراعة كانت هي العمود الفقري لدخل الاهالي وايضاً تربية المواشي والتجارة بها وكانت منتوجاتهم الزراعية تلحقهم بالسنة الاخرى وكانت الاحوال بسيطة وكان هناك تصدير للفائض في الاسواق وايضاً كانت توخذ الزكاة وهي توزع على المستحقين في كل مكان اما الباقي فيجلب الىالاسواق في خميس مشيط وابها وبيشة وايضاً قد يمتد التصدير الى نجد.
التوجه والطموح
اليوم: وبعد سنتين من الدراسة في مجتمع متقشف اين كان توجهك واين عملت؟
بعد سنتين من الدراسة عملت بالزراعة مع والدي واخوتي ولكنني سمعت بان هناك فرص عمل برواتب مغرية وفرصا للتعليم وخاصة في المنطقة الشرقية وارامكو كنا نسمع عنها ومنزلنا كما اسلفت كان محطة للالتقاء وكان يقصده مختلف القبائل وخاصة ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس لوجود سوق خميس عبيدة الذي كانت تباع فيه المواد الغذائية والملبوسات بمختلف انواعها وهؤلاء الناس كانوا يأخذون ما يحتاجونه ومنهم كنا نسمع حيث كان هذا التجمع بمثابة المركز الاعلامي الذي يتبادل الناس فيه الاخبار ومنه عرفنا ان هناك فرص عمل بارامكو في الشرقية.
اسواق الجنوب
اليوم: الم يلتق في هذه الاسواق الشعراء وذوو الفكر والادب؟
لا لم تكن بشكل ظاهر ومباشر ولكن كما سبق وقلت فهو مركز اعلامي تؤخذ فيه الاخبار وتعطى لعدد كبير من الناس ومن هذه الاسواق المهمة والشهيرة سوق قبيلة بني بشر وسوق السبت وسوق الاحد فى احد رفيدة وسوق الثلاثاء في ابها وخميس مشيط منافس مع خميس عبيدة والاثنين في الحرجة.وهو ايضاً نقطة التقاء للاهل والاصدقاء .
العمل بالزراعة
اليوم : نعود الى عملك بعد الكتاتيب وبعد وفاة والدك؟
بالطبع استلمت انا واخوتي مزارع والدي وشاركت في ادارة تلك المزارع. وكان عمي هو شيخ القبيلة وكان يوجهنا ونحن لانعصي له امرا تعلمنا منه الاعتماد على النفس ومكارم الاخلاق.
الطموح والعنفوان
اليوم: وهل كان ذلك كل طموحك؟
بالطبع لا فقد كنت شابا متحمسا كاقراني خاصة وانني سمعت كما اسلفت بفرص عمل اكبر في المنطقة الشرقية وتحديداً في ارامكو فقد سبقني اثنان من اخوتي وعدد من اقربائي فكان التفكير كيف استطيع ان التحق بهم خاصة وان عمري لم يتجاوز الخامسة عشرة فقررت ان التحق بهم وكانت البداية هو اقناع الوالدة رحمها الله وقدرفضت لصغر سني في بداية الامر ولكنني ابديت لها معالم الرجولة فوافقت . فبدأت رحلة البحث عن وسيلة المواصلات وكانت مشكلة عويصة في ذلك الوقت فانتظرنا سيارة البريد وهي الوحيدة التي تصل الى القرية وفعلاً استطعنا ان نركب بها فلحقتني الوالدة واعطتني مبلغ 85 ريال فضة وهو مبلغ كبير فلم اقبلها واكتفيت بما كسبتة من بيع الاغنام وهو 35ريالا.
الرحلة الاولى
اليوم: وكيف كانت الرحلة ؟
ركبنا بسيارة البريد مع اربعة من جماعتنا كنت اصغرهم وحملتهم والدتي امانة المحافظة علي فمشينا الى بيشة عن طريق حرة بيشة واجتزناها حتى وصلنا الى الطائف بعد يومين وكانت الطائف بها نوع من التطور وبه الحكومة وحركتها التجارية ممتازة وبها مسجد عبدالله بن العباس وقصر شبرا وهو ما اتذكره ، فبحثنا عن سيارة تقلنا الى الرياض وفعلاً استقلينا سيارة تسمى انتر نشنال الى السيل الكبير ومنه الى الرياض في رحلة شاقة ومضنية ومليئة بالمتاعب والمفاجآت استمرت لثلاثة ايام وعندما وصلنا الرياض دخلنا الناصرية فذهلنا من الكهرباء والتنظيم والقصور وكثرة السيارات.
اليوم: ومن الرياض ؟
اتجهنا الى الظهران عن طريق القطار وفيها اتجهت الى مكاتب ارامكو للتسجيل ولكنني فؤجئت بطلب الشهادة الابتدائية التي لم اكن احملها فبحثت عن عمل فتقدمت بطلب الى مصحلة الموانيء والحدود وهي سلاح الحدود فسجلت جنديا في دوريات راجلة ولم تكن هناك سيارات متوفرة ثم انتقلت الى جزيرة دارين وتاروت وكانت الحياة صعبة بها وخاصة المواصلات التي لم تكن غير القارب والقاري وكان الاهالي ينتهزون المد والجزر للعبور الى الجزيرة ففي المد نستخدم القارب وعند الجزر نستخدم الحمار الذي يجر العربة وهو ما يعرف ب (القاري) ومن رؤسائي اللواء عبدالعزيز الرشيد ومساعده مقبل الرشيد.
مهمات العمل
اليوم: وما مهماتكم؟
مهماتنا محددة وهي البحث عن المتسللين والقبض على المهربات.
تطور الجهاز
اليوم: ومتى عاصرتم التطور؟
كان عام 1382ه وتغيرت ميزانية المصلحة وتغير مسماها الى سلاح الحدود وتم صرف قوارب متطورة المانية.وفي عام 1381ه انتقلت الى الخفجي لوجود شركة يابانية تعرضت املاكها للسرقة فكانت المنطقة بحاجة الى جهاز امن فكلفنا بالعمل ونزلنا في الخفجي ومما اتذكرة بان الشركة قد عرضت علي العمل باضعاف راتبي الذي لم يتجاوز المائتي ريال ولكنني رفضت بسبب ارتباطي بعمل اخلصت له واحببتة ورأيت انني استطيع ان اخدم وطني اكثر في هذا المجال.
العمل وارامكو
اليوم: وهل صرفت النظر عن العمل في ارامكو؟
نعم لمحبتي لعملي وثقة المسؤولين بي حيث كلفت كآمر مركز برغم ان راتبي لم يتجاوز المائتي ريال وبقيت في ذلك المركز سبع سنوات حققت بها مع زملائي نجاحات كبيرة .
تغييرات جذرية
اليوم: وهل تتذكر التغييرات الجذرية في القطاعات العسكرية وتنظيمها متى وكيف كانت؟
كان ذلك عام 1967م عام النكسة حيث صدرت اوامر الملك فيصل رحمه الله بتنظيم بعض الاجهزة وتسخير كافة الامكانيات المتاحة للتدريب وجلب المعدات المتطورة واصبح التطور ملحوظاً. ثم نقلت الى الدمام للتدريب واخذت دورات
دورة المرشحين
اليوم: وبعد كيف استطعت ان تلتحق بدورة المرشحين؟
كان وزير الداخلية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وقد رفع طلب لمقام مجلس الوزراء بعقد دورات للمرشحين ووافق المجلس وبدأت الدورات فلم يحالفني الحظ في القبول في الدورات الاولى وواصلت دراستي حتى حصلت على المرحلة الابتدائية ولم احصل على المتوسطة لكثرة تنقلاتي وانشغالي بالعمل وكانت المتوسطة شرطا اساسيا في القبول.
لقاء بالملك فيصل
اليوم: وماذا عملت وكيف التحقت بالدورة وانت لم تكن ملم بالشروط الموضوعة؟
جمعت اوراقي واسترجعت التاريخ فوالدي قد شارك مع الملك عبدالعزيز رحمه الله في فتح تهامة وجازان مع جلالة الملك فيصل رحمه الله وحضر عددا من الحروب في اليمن وكذلك عمي شارك مع الملك عبدالعزيز ايضاً في فتح جدة عام 1344ه استرجعت التاريخ القديم فقلت لعلي اذهب الى ولي الامر الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله واشرح له موقفي وفعلاً قابلته رحمه الله في قصر المربع وطلبت الاذن ودخلت وشرحت الامر وبينت له بانني ابن جلالة احد رجالات الملك عبدالعزيز فقال رحمه الله وكيف تثبت انك ابن جلالة فقلت انا هو ومن يصدقني امي ووالدي فقال: وان كذبت قلت : هذه رقبتي!! فقال : لم تستحق القصاص على الكذب .. فكتب رحمه الله الى وزير الداخلية الملك فهد بن عبدالعزيزالآتي" سمو وزير الداخلية اذا كان حامل الطلب ابن جلالة احد مشايخ عبيدة لامانع من دخوله دورة المرشحين واذا كان خلاف ذلك فينسق ويطرد من الخدمة" خرجت من عند الملك فيصل رحمه الله فقابلني الضباط وهم اللواء صالح بن شويل رحمه الله واللواء محمد علي المدحمي واللواء عبدالله بن معيض العبيدي وقالوا لي اذهب واقرأ الخطاب تحت تلك الشجرة" وكانت اوامر الملك فيصل لهم بدون ان اعرف"
عظمة الحاكم
اليوم: وكيف وجدت الشرح على الخطاب؟
العظمة ليست في الخطاب وما كتب به ولكن العظمة تتجلى في حنكته رحمه الله حيت ترك الخطاب لي مفتوحاً لاقرأة فاذا كنت ابن ذلك الرجل فكان بها وقبلت بالدورة وان لم اكن فمن حقي اخفاء الخطاب والعودة الى وحدتي بدون ان يفصلني احد وهو يقصد ذلك والا كان ارسلني مخفوراً لوزير الداخلية او ختم الخطاب وبهذا لا استطيع ان اعرف محتوى الكتاب وهي العدالة التي تنبض في قلوب هذه الاسرة.
توصيل الخطاب
اليوم: وكيف استطعت ان توصل الخطاب لوزير الداخلية ؟
ذهبت لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز فشرحت امري له فاتصل فورا على سمو وزير الداخلية الملك فهد بن عبدالعزيز وقال له وانا اسمع: لدي فلان ابن فلان ولديه توجيه من الملك فيصل للقبول بدورة المرشحين فاعطيت موعد الساعة السابعة صباحاً من اليوم التالي.
لقاءالملك فهد
اليوم: وكيف قابلت الوزير؟
وصلت لدى البوابة الخارجية فجراً فلم يسمح لي بالدخول وانتظرت حتى اذن لي بالدخول وكان الملك حفظه الله ينتظرني للافطار وقد اخر الافطارينتظرني وسألني عن سبب التأخير فقلت : لم يدخلني الحرس فقال انا الذي لم ابلغهم واتحمل المسئولية حفظه الله وكان ذلك احتراماً لشرح الملك فيصل وشخصي المتواضع فقال لي راجعني الآن بالوزارة وفعلاً توجهت الى الوزارة فقابلته حفظه الله وامر بتشكيل لجنة للمقابلة الشخصية في نفس الوقت واوصت اللجنة بأنني مستحق وتم توجيهي وكان من اعضائها عبدالله السالم وآخر يقال له المقرن.
وبعد ذلك وجه حفظه الله معالي مدير الامن العام محمد الطيب التونسي بقبولي حسب الامر السامي وهنا قبلت بالدورة وتخرجت ضابطاً عام 1390ه .
اليوم : وبعد الدورة اين عينت؟
عدت لوحدتي وتعينت في منطقة عرعر بحرس الحدود وكان تعييني على قطاع ر فحة فتوجهت الى رفحة ومن هناك بدأت عملي. وسعدت بالمنطقة واستطعت ان اتعرف على منطقة جديدة وتدرجت الى مراتب متقدمة.
مشاكل واجهتنا
اليوم : وما ابرز ما واجهكم من مشاكل ؟
بعد ان زاد الخير في المملكة العربية السعودية بدأت القبائل تحاول العودة الى اصولها بالداخل وكان هناك امر بعدم معارضتهم وكانت الاعداد كبيرة وهي فترة كانت صعبة حتى تم تنظيم العمل كما انني شاركت مع لجنة لترسيم الحدود بين المملكة والعراق واستطعنا ان نحقق نجاحا بهذه الخطوة ثم نقلت لقطاع سلاح الحدود بسلوى وكانت فترة اخرى اجتزتها ولله الحمد بنجاح واستطعنا انا وزملائي ان ننجز العديد من الانجازات الكبيرة والموفقة بفضل الله. ثم جاء الامر بنقل خدماتي من حرس الحدود الى المباحث العامة بوزارة الداخلية وقابلت خلالها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي وجهني واسدى لي بنصائح كانت النبراس الذي سرت علية حتى تقاعدي .
واستمريت فى خدمتي واستقريت بالرياض وجرى نقلي مديرا لمباحث بقيق اثنى عشر عاما حتى اواخر عام 1416ه حتى احالتي إلى التقاعد برتبة عميد.
المساهمة بالوطن
اليوم: انتم احد المساهمين بالزميلة الوطن هل ترى ان الاستثمار في الصحفية مجزية؟
نعم ساهمت في اصدار الجريدة ولو بمبلغ رمزي ولكن لاخوف من مشروع يقوده صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل ونتمنى التوفيق.
كلمة اخيرة
اليوم: العميد ابراهيم ابن جلالة العسكري والمواطن والمستتثمر ماذا يقول لابنائه اليوم؟
ادعوهم دائماً الى استثمار اوقات الفراغ بما يعود على الشباب وبعدهم عن الشبهات والتمسك بالدين الاسلامي الحنيف والابتعاد عن الغلو والاقتداء بالشواذ المنحرفين حتى ولو كانوا يدعون الاصلاح ويتظاهرون بالصلاح والالتفاف حول القيادة التي تطبق الشرع وتحث على مكارم الاخلاق.
يتسلم شهادة تخرجه من دورة المرشحين من سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز
مع سمو الأمير فهد بن سلمان رحمه الله في زيارة لابقيق ويرى مدير عام الشئون الصحية آنذاك سالم الصقير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.