لا يختلف اثنان على ان من اهداف العدوان على العراق واحتلاله تحقيق اهداف تخدم الكيان الصهيوني ومطلب له، فسلخ العراق عن الامة العربية وابعاده عن ممارسة دروه في القضية المركزية للأمة العربية قضية فلسطين بالتأكيد سيعطي الكيان الصهيوني الاطمئنان والقوة في تنفيذ اهدافه في السيطرة على الارض العربية ومحاربة الاسلام بصفة عامة، لقد نجح الصهيانية في تهميش دور مصر عبر اتفاقيات كامب ديفد، والتي من تداعياتها ان فتحت الطريق امام دول عربية وحتى غير عربية الى عقد اتفاقيات سلام وتطبيع مع الكيان الصهيوني، وانها حقيقة سيكتبها التاريخ فاتفاقية كامب ديفيد هي بداية الطريق لانتهاء مفهوم الامة بالنسبة للعرب وتكريس مفهوم القطرية. ان ما شهدناه بعد انتهاء الحرب واحتلال العراق له الكثير من الصور الدالة على الاهداف الحقيقية من هذا الاحتلال والتي لا تخدم الشعب العراقي وانتماءه العربي بأي صورة من الصور بل ولا تعطي الصورة الصحيحة لصورة الاسلام في ارض الخلافة العباسية. ان من المشاهد التي استنكرها ويستنكرها كل عربي ومسلم ما حصل للاجئين الفلسطينيين حيث تم طردهم من المساكن التي كان يوفرها لهم النظام السابق كواجب ديني قومي لهؤلاء المشردين من ديارهم واعادتهم الى الخيام كما فعل الصهيانية بهم بعد 48، والعجيب ان من الاسباب التي روج لها من قاموا بطرد هؤلاء من مساكنهم هو انهم كانوا يحظون بمعاملة جيدة من النظام السابق وعليه فيجب ان يحرموا منها الآن، عجيب ومستنكر هذا التصرف الذي لا يعطي دلالة الا ان عملية سلخ العراق من انتمائه لامته تسير حسب المخطط الصهيوني وكما رسم لها، ألا يعلم من قاموا بهذا الفعل الشائن بانه حتى حينما بدء عصر الاسلام لم ينفض كل ما كان عليه العرب في الجاهلية، بل الرسول عليه الصلاة والسلام قال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق، فان كان النظام السابق قد عمل اعمالا حسنة - ولا يستطيع اي منصف انكار ذلك - فكان من الاجدر بمعارضيه بعد ان مكنت لهم دول الاحتلال من القوة والسلطة ان تكون أفعالهم اكثر اكرما وإيجابية فيما كان عليه العراق خلال النظام السابق ليكون ذلك تبريرا ولو مزيفا لما في نفوسهم من نوايا لا أظنها تمت بصلة لحرية العراق وانتمائه العربي وارضه وشعبه الموحد. عبدالله ابراهيم الزهير