تبنت دول منطقة الخليج توجها لتفعيل عملية استخدام الانترنت التي تعتبر ضرورة لمواكبة عصر تكنولوجيا المعلومات. ووفقا لدراسة أعدتها مجموعة مدار للأبحاث, شهدت معدلات تصفح الانترنت تزايدا ملحوظا ترافق مع زيادة مطردة في الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وأشارت الدراسة الى تزايد عدد مستخدمي الانترنت في المنطقة عشر مرات خلال السنوات الأربع الماضية, في حين سجل تضاعف الطلب على أجهزة الكمبيوتر خلال الفترة المذكورة. كما أشارت الدراسة الى توقعات بتزايد حجم الطلب بشكل متسارع في المستقبل القريب ليصبح بمعدل جهاز كمبيوتر واحد لكل مستخدم للانترنت, على غرار الدول الغربية في أمريكا الشمالية وأوربا. كما أظهرت احصاءات أعلنت عنها المجموعة مؤخرا انه يوجد 121 مستخدما للانترنت لكل 100 جهاز كمبيوتر في دول منطقة الخليج. ومن المتوقع ان تتغير هذه النسبة بشكل ملحوظ مع زيادة الوعي باستخدامات الكمبيوتر والإقبال المتزايد على تعلم الكمبيوتر. والجدير بالذكر ان دول الخليج تحوز 40 بالمائة من مستخدمي الانترنت في العالم العربي, بالرغم من ان عدد سكانها لا يتجاوز 11 بالمائة من عدد سكان الوطن العربي. وتساهم نسبة النمو المتوقعة في قطاع تقنية المعلومات في المنطقة في دفع الشركات المتخصصة في مجال توفير منتجات أجهزة الكمبيوتر الى تعزيز قاعدة عملائها وتكثيف استثماراتها في هذا القطاع. وتعقيبا على نتائج الاحصائيات التي أصدرتها مجموعة (مدار) مؤخرا, قال ديرك دي واجينير نائب الرئيس لشؤون المبيعات الدولية في شركة فوجيتسو سيمنز للكمبيوتر الرائدة في مجال توفير منتجات تقنية المعلومات التي تعتبر من أسرع الشركات نموا في المنطقة: (تأتي نتائج هذه الاحصائيات انعكاسا لتوقعات الشركة وخططها المحددة مسبقا وحافزا لتعزيز خططها في مجال توسيع نطاق عملياتها في المنطقة. لقد كانت الرغبة باستخدام الانترنت احد الدوافع الرئيسية لشراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر الحضنية وأجهزة الكمبيوتر المفكرة. وقد أصبحت الانترنت من أهم ميزات العصر, بحيث يظهر ذلك من الإقبال المتزايد على استخدام الانترنت في المقاهي العامة في المنطقة بالاضافة الى رغبة الأفراد المتزايدة في اقتناء جهاز كمبيوتر شخصي. ويتوقع ان يقوم زوار مقاهي الانترنت باقتناء جهاز كمبيوتر خاص بهم في المستقبل القريب, مما يساهم في ردم الفجوة بين عدد مستخدمي الانترنت وأجهزة الكمبيوتر المستخدمة. واضاف: باتت الانترنت تقنية ضرورية لترسيخ الحضور الدولي للشركات المتواجدة في المنطقة العربية. وفي ظل متطلبات العمل التي تستلزم التحرك الدائم, كان لا بد من تطوير جيل جديد من المنتجات والحلول لدعم قدرة المؤسسات على مكاملة الموظفين الذين يعملون من أماكن مختلفة, بالرغم من الموارد التجارية المحدودة, اضافة الى دعم الأعمال والعائدات التجارية وتحسينها. وقد سجلت دول منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا نموا بارزا في قطاع تقنية المعلومات بحيث شهدت شركة فوجيتسو سيمنز للكمبيوتر نموا وصل الى 107 بالمائة في قائمة منتجات الشركة المتنوعة. وقد ساهمت البنية التحتية المتطورة في مجال الاتصالات والقوة الشرائية العالية بالاضافة الى دعم الحكومات لعملية التحول نحو الاقتصاد الرقمي في الاقبال على استخدام الانترنت في دول منطقة الخليج.. وبلغ عدد مستخدمي الانترنت خلال عام 1988 في دول منطقة الخليج 330 الف مستخدم وعدد اجهزة الكمبيوتر المستخدمة 1.2 مليون جهاز أي ما نسبته مستخدم واحد للانترنت لكل 3.6 جهاز كمبيوتر, في حين يصل عدد متصفحي الانترنت حاليا الى 3 ملايين مستخدم وعدد أجهزة الكمبيوتر 2.5 مليون جهاز. وبالمقارنة مع أسواق الولاياتالمتحدة, يعتبر النمو في المنطقة بطيئا نسبيا, حيث تشير احصائيات مدار للأبحاث الى ان نسبة النمو في استخدام الانترنت في المنطقة تصل الى 9.23 بالمائة, في حين ان نسبة النمو في عدد أجهزة الكمبيوتر لا يتجاوز 7.64 بالمائة. في حين يصل معدل استخدام الانترنت في أمريكا الشمالية الى 57 بالمائة من العدد الاجمالي للسكان مقابل 62 بالمائة في عدد أجهزة الكمبيوتر المستخدمة. وبذلك يكون هناك 109 اجهزة كمبيوتر لكل 100 مستخدم للانترنت في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتختلف نتائج الدراسة حول الزيادة في استخدامات منتجات تكنولوجيا المعلومات في المنطقة العربية من دولة الى أخرى. فقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبة نمو في استخدام الانترنت وصلت الى 28 بالمائة, في حين حققت البحرين أعلى نسبة نمو في عدد أجهزة الكمبيوتر المستخدمة بلغت 16 بالمائة. وسجلت كل من قطر والكويت نموا لافتا في مجال نمو الطلب على أجهزة الكمبيوتر. وقال دي واجينير: لقد قمنا برسم استراتيجية واضحة المعالم تحدد أهدافنا في أسواق دول المنطقة الواعدة. ونحن نؤمن بأن الطلب على منتجات قطاع تقنية المعلومات سيتطور بشكل ملحوظ خاصة مع ما تقدمه حكومات الدول من دعم لقطاع تقنية المعلومات والثورة المعلوماتية في المنطقة اضافة الى رغبة المقيمين في المنطقة بالتعرف على جديد تقنية المعلومات واقتناء أحدث الأجهزة والمنتجات. وقد انتشرت استخدامات الانترنت بين أوساط الدوائر والقطاعات الحكومية المختلفة والشركات التجارية التي تسعى الى تبني أحدث الأنظمة والمنتجات التقنية لتعزيز مركزها التنافسي في أسواق المنطقة والعالم.