النفط يرتفع.. و"برنت" عند 82.71 دولاراً للبرميل    بايدن سيستخدم "الفيتو" ضد مشروع قانون يلزمه بإرسال الأسلحة لإسرائيل    نتائج النقل الداخلي للمعلمين الخميس.. و3 أيام للاعتراض    سعود بن بندر يثمّن جهود هيئة النقل    1139 مستثمراً بريطانياً في المملكة    أمير القصيم: تطوير القدرات البشرية يحظى بعناية كبيرة من القيادة    أمير تبوك ينوه بجهود القيادة في خدمة ضيوف الرحمن    الاتحاد الأوروبي يوسع العقوبات على إيران    وزير الخارجية: استمرار العدوان الإسرائيلي أضعف مصداقية النظام الدولي    سعود بن نايف: رؤية المملكة أسهمت في تحسين جودة الحياة    خادم الحرمين يرحب بضيوف الرحمن ويوجه بتقديم أجود الخدمات    سفيرة المملكة في واشنطن تلتقي الطلبة المشاركين في آيسف    «الداخلية» و«سدايا» تطلقان جهازاً متنقلاً لإنهاء إجراءات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة»    شرف الخدمة    خلق فرص العمل وتدميرها    الأمن والاستقرار    ترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة.. أمير تبوك يؤكد اهتمام القيادة براحة ضيوف الرحمن    حسام بن سعود يرعى حفل تخريج الدفعة ال 18 من طلاب وطالبات جامعة الباحة    وزارة لتشجيع زيادة المواليد بكوريا الجنوبية    واتساب تطلق تصميماً جديداً    الوجه الآخر لحرب غزة    المجون في دعم كيان صهيون    الاحتراف تحدد مواعيد تسجيل اللاعبين في دوري روشن و"يلو"    المان سيتي يكسر عقدة ملعب توتنهام الجديد وينفرد بصدارة الدوري الإنجليزي    الهلال والنصر.. والممر الشرفي    ريال مدريد يحتفل بلقب الدوري الإسباني بخماسية في شباك ديبورتيفو ألافيس.. وفينيسيوس يُسجل هاتريك    كأس إيطاليا بين خبرة اليوفي وطموح أتالانتا    لجلب صفقات من العيار الثقيل.. النصر يعتزم الاستغناء عن 3 أجانب    في ختام الجولة 32 من دوري" يلو".. الصفا يستقبل الجبلين.. والعدالة في مواجهة العين    رموز رياضة المدينة    نائب أمير مكة يستقبل عدد من اصحاب السمو والمعالي والفضيله    طموحنا عنان السماء    أهمية الاختبارات الوطنية «نافس» !    شرطة الرياض تقبض على مروجي حملات حج وهمية    الهواء داخل السيارة يحتوي مواد كيماوية ضارة    حالة مطرية في معظم المناطق حتى السبت    وزير العدل يبحث مع رئيس المحكمة العليا في أستراليا سُبل تعزيز التعاون    الملك سلمان: خدمة الحرمين ورعاية قاصديهما من أولويات المملكة    بلادنا وتحسين إنتاجية الحبوب والفواكه    أمير تبوك يثمّن إهداء البروفيسور العطوي جامعة تبوك مكتبته الخاصة    انطلاق برنامج الرعاية الأكاديمية ودورة البحث العلمي في تعليم الطائف    ..أنيس منصور الذي عاش في حياتنا 2-1    مكانة بارزة للمملكة في عدد مقاعد «آيسف»    تمكين المواهب وتنشيط القطاع الثقافي في المملكة.. استقبال 2200 مشاركة في مبادرة «إثراء المحتوى»    محتوى الغرابة والفضائح !    ليس لأحد الوصول    الرؤية والتحول التاريخي ( 2 – 4)    «كاوست» تطلق مبادرة المدارس الخضراء    حمام الحرم.. تذكار المعتمرين والحجاج    "طريق مكة"    ( قلبي ) تشارك الهلال الأحمر الاحتفاء باليوم العالمي    الكلام أثناء النوم ليس ضاراً    تأثير العنف المنزلي على الأطفال    مواد كيميائية تسبب السرطان داخل السيارات    5 محاور لأدوات الإعلام السياحي بهيئة الصحفيين بمكة    إسرائيليون متطرفون يطالبون بإعادة احتلال غزة بعد انتهاء الحرب    5.8 مليار لصيانة المساجد خلال 5 سنوات    مستشفى الملك سعود بعنيزة ينهي معاناة"خمسينية" من تشنجات متكررة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء وسياسيون يبرزون نقاط قوة مواقف دول الجوار
أصداء واسعة لنتائج مؤتمر الرياض

اثارت نتائج اجتماع الرياض الذي ضم دول الجوار للعراق ردود
فعل عربية ودولية واسعة، حيث اولت الاوساط الدبلوماسية
والاعلامية اهتماماً ملحوظاً بالبيان الختامي الصادر عن الاجتماع
الذي يعد الاول من نوعه منذ سقوط بغداد تحت الاحتلال الامريكي
البريطاني.
وابرزت هذه الاوساط ما جاء في البيان الذي عكس اجماعاً كاملاً
بين الدول الثماني الذين اجتمعوا في الرياض بدعوة من المملكة
العربية السعودية على ضرورة انسحاب القوات الامريكية
البريطانية من كافة الاراضي العراقية وسرعة تشكيل حكومة
عراقية وطنية حفاظاً على وحدة واستقلال اراضيه وثرواته وتراثه.
اجماع عربي
اجمع الخبراء والدبلوماسيون والمراقبون على ان البيان الختامي للاجتماع الذي ضم كلاً من السعودية والاردن وسوريا وايران وتركيا والكويت ومصر والبحرين عكس رغبة مشتركة بين المجتمعين في ضرورة ان يحكم العراق حكومة ممثلة لشعبه وان هذه الحكومة تكون بكامل ارادة الشعب وليس حكومة تنصبها قوات الاحتلال.
كما شهد الاجتماع ايضاً اجماعاً على رفض التهديدات الامريكية ضد سوريا كما لم يخف المجتمعون قلقهم على مستقبل المنطقة في ظل تداعيات الازمة العراقية، واستمرار الاحتلال الاجنبي للاراضي العراقية ، وبالتالي فقد اكد الوزراء الدور المركزي للامم المتحدة المتعلق بالوضع في العراق بعد الحرب.
ويمكن القول ان اجتماع الدول الثماني على بيان ختامي رفض الاحتلال وطالب قوات الغزو على الرحيل من العراق في اسرع وقت، يحمل في طياته رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها ان يكون لهذه الدول دور في صياغة مستقبل العراق، وان واشنطن يجب ان تأخذ هذه الرسالة مأخذ الجد وتترك العراق للعراقيين في تحديد مصيره من خلال انتخابات حرة تأتي بحكومة تمثل شعب العراق.
.... وحول البيان الختامي لاجتماع دول الجوار للعراق في الرياض تحدث ل(اليوم) خبراء ومراقبون اجمعو على ان اجتماع الرياض جاء في توقيت بالغ الاهمية وان نتائجه عكست رغبة الشعوب العربية في رفض الاحتلال الامريكي للعراق كما ان هذا الاجتماع كان واضحاً في تأكيده على ا ن أي استخدام للموارد الطبيعية للعراق يجب ان يتم بما يتفق مع رغبة حكومة العراق الشرعية وشعبها.
صياغة المستقبل
اكد الخبير في الشئون السياسية واستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة اهمية ما اسفر عنه اجتماع الرياض من نتائج جسدت اجماعاً مشتركاً بين الدول الثماني أي دول الجوار للعراق في صياغة مستقبلية خلال فترة ما بعد الحرب، ورأى في رفض الاحتلال للعراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ورفض انفراد واشنطن بصياغة مستقبل العراق موقفاً يمكن البناء عليه في تحديد وصياغة معطيات المرحلة المقبلة في العراق.
واضاف ان الاجتماع الوزاري في الرياض جاء في مرحلة اختبار بالنسبة لقوات الاحتلال حيث ان هذه المرحلة سوف يتكشف عنها ما اذا كانت جادة في منح الشعب العراقي حريته في اختيار حكومته ام انها سوف تستمر في احتلالها وفرض هيمنتها. كما ان البيان الختامي جاء واضحاً ومحدداً في نقاطه التي شملت ضرورة انسحاب القوات المحتلة من كافة الاراضي العراقية وسرعة تشكيل حكومة وطنية عراقية، والتزام سلطات الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة بالحفاظ على الامن والاستقرار في العراق بما في ذلك الحريات المدنية والحقوق والتراث الحضاري للشعب العراقي، وعلى الانسحاب من العراق والسماح للعراقيين بممارسة حقهم في حكم انفهسم.
كما جاء موقف الدول الثماني محدداً فيما يتعلق باستغلال الثروات الطبيعة للعراق، حيث اكد ان أي استخدام لموارده الطبيعية يجب ان يتم بما يتفق مع رغبة حكومة العراق الشرعية وشعبها.
ايواء الصداميين
وقال الدكتور نافعة ان النقطة الجديرة بالاهتمام التي تضمنها البيان الختامي هي رفض الاتهامات الصادرة مؤخراً تجاه سوريا على اعتبار ان هذه الاتهامات لا تستند إلى أي دليل قاطع بقيام سوريا بتطوير اسلحة للدمار الشامل او ايواء عناصر الحكومة العراقية السابقة.
وكان الوزراء واضحين في بيانهم في دعمهم مبادرة سوريا المطروحة امام مجلس الامن الدولي لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.
واوضح بخصوص تناول النتائج او الوجود الامريكي في المنطقة اصبح بعد سقوط صدام حسين غير ذي معنى وبالتالي فانني اعتقد ان المرحلة المقبلة سوف تعزز تداعيات كثيرة وتطرح علامات استفهام كبيرة حول هذا الوجود العسكري الكبير.
واشار إلى انه ظهر خلال الاجتماع ان هناك قواسم مشتركة بين الدول الثماني تمثلت في رفض الاحتلال الامريكي للعراق واختيار حكومة وطنية تمثل كافة طوائف الشعب العراقي، وعلى الرغم من ان هناك خلافات في التوجهات بين الدول الثماني وتربط العديد من الدول علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الا ان هذه الدول اجتمعت علىا نه لا توجد أي دولة لها مصلحة في استمرار الاحتلال للعراق، فهناك خلافات كما نعلم بين دول الجوار مثل تركيا وسوريا، وكذلك ايران مع عدد من الدول في المجموعة، والكويت مع بعض الدول الاعضاء الا انه رغم الخلافات في الرؤى والمصالح يوجد اتفاق عام في مسألة رفض الاحتلال الامريكي - البريطاني للعراق.
كما ان هناك نقطة اخرى يجب الاشارة اليها ان موضوع الاقليات في العراق، يقلق بعض دول الجوار وترغب في ان يقوم العراق الجديد على وحدة وطنية فتركيا على سبيل المثال تخشى من قيام دولة كردية في الشمال وبالتالي فانها تعمل وتراقب عن كثب ما يجري في العراق، كما ان ايران ابدت قلقاً مما يحدث ايضاً على مستقبل العراق.
ورغم ان البيان الختامي ركز على سيادة العراق وسرعة جلاء القوات المحتلة الا انه افتقد التفاصيل الدقيقة المؤهلةللتعامل مع التطورات القادمة، رغم رفضه التهديدات الامريكية لسوريا الا انه يمكننا القول ان آلية التنفيذ ما زالت ضعيفة مقارنة بالظرف الحالي، فالمطلوب من قادة دول المؤتمر الذي يعد خطوة اولية في بداية التصحيح ملف العلاقات بين الدول العربية وبعض الدول المحيطة، التركيز على نقاط الاتفاق والتعاون وحل بعض المشاكل القديمة من الجذور وعدم الانتظار حتى تنزل الكارثة ثم نفكر في كيفية معالجتها، مع اتخاذ خطوات جادة تدعو وتؤسس فكرة الامن الجماعي العربي ولتكن السعودية ومصر وسوريا نواة هذا التكتل الذي اصبح ضرورة.
رفض الاحتلال
وقال الدكتور محمد عبد السلام خبير الشئون السياسية والاستراتيجية: ان ما جاء في البيان الختامي عكس مواقف دول الجوار للعراق من الاحتلال الامريكي للعراق مشيراً إلى ان البيان تضمن عدداً من النقاط الايجابية التي يمكن الاشارة اليها في مقدمتها رفض الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق، ومطالبتها بالانسحاب من الاراضي العراقية في اسرع وقت، ثم التأكيد على ان حكم العراق يجب ان يكون من خلال ابنائه وليس بحكومة دمية للاحتلال.
واضاف: ان هذه النقاط التي حملها البيان الختامي لاجتماع الرياض تمثل في مجملها موقفا موحدا لدول الجوار وتعكس القلق البالغ لهذه الدول من نوايا الولايات المتحدة في عراق ما بعد الحرب وبالرغم من الخلافات الواضحة في توجهات وسياسات هذه الدول الا انها اجتمعت على موقف موحد يعكس قلقها على مصالحها جراء استمرار الاحتلال الامريكي للعراق او قيام واشنطن بتنصيب حكومة موالية لها في بغداد لا تنسجم مع مصالح الجيران في المنطقة ولا تعبر عن الشعب العراقي.
وقال ان هذا التحرك يمكن البناء عليه خلال المرحلة المقبلة عربياً واسلامياً ودولياً من اجل عدم اتاحة الفرصة امام واشنطن في تنفيذ مخططها الرامي إلى صياغة مستقبل الشعب العراقي بالطريقة التي تراها دون مشاركة اطراف دولية او اقليمية في ذلك.
رسالة لأمريكا
أما ممدوح سالم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية والخبير في الشئون السياسية والاستراتيجية اكد ان توقيت هذا المؤتمر جيد وهو بمثابة رسالة واضحة من الدول العربية وبعض دول الجوار إلى الادارة الامريكية التي تحتاج إلى تلك الرسالات في الوقت الحالي في ظل الغموض والقلل الذي يسيطر على المنطقة، مع تركيز البيان على اهمية سيادة العراق وحكم من ابنائه في اسرع وقت. الامر الذي اذا لم يتحقق ترتبت عليه كارثة من كل المنطقة ولقد روعنا من نهب التاريخ والتراث العراقي ، مع الرفض للتفرد الذي يهدد المصالح المشتركة بين تلك البلدان والولايات المتحدة الامريكية.
ويؤكد سالم ان المؤتمر استطاع ان يحشد موقف عربي لتعويض الخلل الذي حدث في المنظومة الدولية بما فيها الامم المتحدة، ولتقريب نقاط التفاهم بين الدول المنطقة، والذي قد يوصل إلى قبول تجاوز بالمنطقة شرق اوسطية لمرور من الظرف الحالي، مع التأكيد الاساسي على وحدة سيادة العراق واستقلال ارضه، وجلاء القوات الامريكية في ا سرع وقت ممكن، مع تجاوز تلك المحنة والنظر إلى الملف الرئيسي من الصراع في المنطقة والمتمثل في القضية الفلسطينية مع التأكيد على الدعم الكامل للشعب العراقي ليتجاوز تلك المحنة.
موقف جديد
أما رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى محمد بسيوني فقال ان البيان الختامي لمؤتمر دول الجوار جاء متوازياً ويمشي مع طبيعة الظرف الحالي، واستطاع ان يقلل من طبيعة الاختلاف التي كانت مجموعة بين الدول العربية في مؤتمر القمة الاخير، من حيث الاتفاق على الخطر القادم والاحتلال الانجلو الامريكي للعراق.
واضاف ان التأكيد على رفض الدول العربية ودول الجوار في المؤتمر التهديد الامريكي لسوريا موقف جيد ويعطي اشارة قوية إلى اهمية البحث عن مقومات لقوة اقتصادية عسكرية للمنطقة من منطلق المصلحة العامة لدول تلك المنطقة.
والبحث عن آليات جديدة تمنع حالة التفرد الاجنبي للسيطرة على المنطقة وتزيد من اهمية فعل عمليات مفادها ان الظرف الحالي يتطلب الوحدة ويبعد عن نقاط الشقاق.
واكد ان توقيت المؤتمر يعد خطوة جيدة تحسب للادارة السعودية لترتب اجندة العمل العربي من الداخل وتؤكد على بعض الثوابت العربية التي تنبع من المصلحة العليا للأمة والحفاظ على سلامتها مع التأكيد ان الوقت الحالي يتطلب مزيدا من روح التعاون والاتفاق على نقاط رئيسية لا يجوز تجاوزها.
التفرد الامريكي
واكد الامين العام لحزب العربي الناصري ورئيس لجنة مقاومة التطبيع حامد محمود ان البيان خطوة على الطريق لبداية مراحل قادمة قد تعيد الاشياء إلى نصابها من اهمها. توصيل رسالة واضحة من الدول العربية ودول الجوار انها ضد التفرد الامريكي ورفضها التهديد الذي يهدد امن المنطقة، ولا يراعي المواثيق والشرعية الدولية، والتأكيد على استقلال العراق وعدم تقبل الدول العربية ودول الجوار الاحتلال الامريكي وحثها على الخروج في اسرع وقت.
واضاف محمود ان المؤتمر جاء وجميع الدول العربية وبعض البلدان الاسلامية في ظرف شديد الخصوصية على الامة العربية وعدم بروز نقاط اختلاف بين المجتمعين يساهم في تجاوز المرحلة الحالية ويساعد في عالجها.
وحدة العراق
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق السفير احمد ابو الخير ان نتائج المؤتمر الذي دعت اليه المملكة كانت لها الاهمية القصوى ليعقد مثل هذا الاجتماع في هذه الظروف لتوضيح الموقف العربي بدول الجوار تجاه العراق بعد الغزو الامريكي وسقوط نظام حكم صدام حسين للعراق والتأكيد العربي من دول الجوار على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته معرباً عن امله بتنفيذ ما جاء ببيان اجتماع وزراء خارجية دول الجوار للعراق بالرياض والا يكون الهدف من هذا الاجتماع مجرد الترويج الاعلامي بأن العرب لم يفعلوا شيئاً.
واضاف ان البيان مهم ويعكس وجهة نظر قلقة بالنسبة للوضع في العراق وبالنسبة للتهديدات الامريكية لسوريا.
حق الشعوب
ويؤكد استاذ القانون الدولي والامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية الدكتور جعفر عبد السلام ان قرارات المؤتمر جاءت معبرة عن موقف هذه الدول عما يدور من احداث على ارض العراق وما يتبعها من تداعيات في المستقبل حيث ان العالم العربي والاسلامي قد ماج بمظاهرات ومعارضات في الحرب وظل الصوت الرسمي لدول الجوار غير محدد بالشكل الكافي حتى موعد انعقاد الاجتماع في الرياض وبالتالي فان الاجتماع يعد المبادرة الاولى من دول الجوار التي تعلن الموقف الرسمي لهذه الدول والذي يتمثل في معالجة القضية العراقية في وضعها الراهن.
الرأي الموحد
ويقدم السفير السيد امين شلبي رؤيته التحليلية لنتائج مؤتمر دول الجوار بالرياض فيؤكد ان البيان الختامي عكس كل ما هو مطلوب حقيقة سواء من وجهة النظر العربية او الدولية المتعلقة بمستقبل العراق فنجد التأكيد على استقلال العراق وان الوجود الاجنبي في العراق يعد احتلالاً ومن ثم تمت المطالبة بجلاء هذه القوات واقامة حكومة شرعية ودستور عراقي بما يضمن استقرار الوضع في العراق.
كما نجد ان المؤتمر اكد على مركزية دور الامم المتحدة وهي مهمة تتفق مع مطالب الدول الاجنبية مثل فرنسا والمانيا وروسيا في ان دور الامم المتحدة ليس هامشياً وانما هو دور محوري.
تقسيم العراق
الدكتور جهاد عودة استاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان قال ان البيان الصادر عن مؤتمر الرياض جاء في اتساق السياسات العامة لدول المنطقة والدول العربية عموماً وقد اشتمل على عبارات حازمة ودقيقة دالة على الموقف فالتعبير برفض الاحتلال امر مهم واعتبار وجود القوات الاجنبية احتلالاً فيه نوع من التعريف الصحيح للوجود غير المشروع لها ومن الجوانب الهامة التي اكد عليها البيان رفض تقسيم العراق والتأكيد على سلامة ووحدة اراضيه. ومع بداية الحرب كان هذا مبدأ الامم المتحدة التي تعهدت يعدم تقسيم العراق ولذلك فان الاتراك لم يفتحوا الجبهة الشمالية لانه لو دخلت تركيا إلى ارض الشمال العراقي لن تخرج لاعتبارات تاريخية ومن الجوانب المهمة ايضاً في البيان الختامي للمؤتمر عدم الاعتراف باي سلطة غير وطنية وعدم الاعتراف بأي حاكم عسكري.
وعما اذا كان البيان ارتقى إلى طموحات الشارع العربي يقول الدكتور جهاد عودة ان المطلوب الشعبي هو نوع للتقييد نحو السلوك الامريكي في المنطقة والا توافق على ما تمليه الولايات المتحدة بشأن العراق وهم ما تم بالفعل فلم توافق هذه الدول رغم ان هذه الدول لها تعهدات وعلاقات استراتيجية فأنا اعتبرها وقفة جادة مع الصديق الامريكي وانه يجب ان يعرف ان هذه الامة تملك قراراتها ولها رؤيتها الخاصة وارادتها التي تحركها طبقاً لمصالح شعوبها وليس طبقاً لمصالح امريكا وان الذريعة التي وجدت على اساسها الولايات المتحدة وهي صدام حسين قد انتهت فلم يعد هناك حجة للوجود الامريكي ومن هنا فيعتبر البيان متوازنا وليس كل ما يتمنى المرء يدركه خاصة في ظل عدم توازن القوى.
لجنة الداخل
ويقول اللواء طلعت مسلم انه ينبغي في هذا الصدد تشكيل لجنة مهمتها الوحيدة اجراء الانتخابات من الداخل تضم الموثوق في نزاهتم وغيرتهم على الوطن ومن ذوي السمعة الطيبة ولا ينتمون إلى أي من القوى السياسية بحيث تبدأ بالفعل في توجيه سياسة الدول نحو مصالحها ومصالح الشعب العراقي اما أي حكومة تنشأ في ظل وجود الاحتلال فهي ستكون بالطبع منفذة لسياساته.
ماذا سيفعلون؟
ومن جانبها تقول الكاتبة العراقية سهيلة الحسيني ان هذا البيان على قدر من المسئولية ولكنه مع ذلك كان ينبغي ان يكون اكثر حدة من ذلك خاصة فيما يتعلق بالتهديدات الامريكية لسوريا(ماذا عساهم ان يفعلوا؟). في المجمل فان البيان قد صيغ بطريقة تعبر عن طموحات الشعب العراقي.
مواقف تاريخية
ويقول الدكتور جاد طه العميد السابق لاداب جامعة عين شمس واستاذ التاريخ المعاصر ان تاريخ الامم ملئ بالمواقف التاريخية التي تتخذ عند المحن والشدائد لدرء القوى الاستعمارية الغازية التي تريد ان تلتهم الثروات والسيطرة على الشعوب.
ومن ثم فان اجتماع الرياض كان موفقاً في وضع نقاط على الحروف حينما اعلن الوزراء المشاركون رفضهم القاطع لاحتلال الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا للعراق الشقيق ونهب ثرواته وحضارته فكان ذلك الموقف بمثابة رسالة لهذه القوى ان تضع في اعتبارها رفض دول الجوار لهذا الوجود غير الشرعي الذي دخل بغداد تحت دعاوى زائفة ودون تفويض من المجتمع الدولي ووسط رفض شعبي من مختلف دول العالم وبالتالي فان وجوده في بلد عربي شقيق غير مرغوب فيه ولا بد ان ينتهي سريعاً.
تحذير قوي
وحول ما جاء في البيان الختامي بالنسبة للتأكيد على ان يتولى العراقيون ادارة وحكم بلادهم بانفسهم وان أي استغلال لثرواتهم الطبيعية يفترض ان يتم بالتطابق مع ارادة الحكومة العراقية الشرعية يقول الدكتور محمد الشافعي مدرس الاقتصاد بكلية الحقوق جامعة عين شمس ان ما جاء في البيان عكس تحذيراً قوياً وقلقاً من دول الجوار على ثروات العراق في ضوء النوايا غير الواضحة لقوات الاحتلال فيما يتعلق بالتعامل مع ثروات العراق، وبالتالي جاء البيان مسدداً على ضرورة الحفاظ على ثروات العراق وادارتها بأيدي عراقية وطنية وهذا فيه رسالة واضحة للقوات المحتلة.
ويضيف اننا امام عملية سطو على ثروات دولة كانت حتى 9 من ابريل الماضي عضواً في الامم المتحدة ولم تبدأ بالهجوم على الولايات المتحدة ولا تربطها بها حدود جغرافية وهو ما يؤكد سوء النوايا وسبق الاصرار والترصد في السطو على النفط العراقي واغراق سوق النفط ومن ثم التحكم في كم وسعر الحصول على السوق العالمية للبترول وهو ما يعني تجريد منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك من الصلاحيات التي كانت تتمع بها حتى قبل سقوط بغداد.
من هذا المنطلق كانت السيطرة على البترول العراقي احد اهم الاهداف الرئيسية التي تسعى إلى تحقيقها الولايات المتحدة حيث تتيح لها هذه السيطرة الهيمنة على سوق البترول في العالم باعتبار ان العراق يمثل ثاني اكبر دولة منتجة للبترول في العالم.
ويشير إلى ضرورة قيام الدول العربية باتخاذ مواقف متشددة لمواجهة هذا المخطط الامبريالي الذي تهدف السيطرة على مقدرات الشعب العراقي، ويقف حجر عثرة امام الطموحات العربية في التنمية والتكامل الاقتصادي ولا شك ان توقف التجارة والاستثمار بين العديد من الدول العربية والعراق نتيجة هذا الاحتلال خير دليل على النتائج السلبية التي بدأت تحل بالدول العربية وتعرقل برامج التنمية بها.
فاتورة سوريا
ويشير إلى ان هذه الحملات الراهنة ضد سوريا جاءت استكمالاً لسلسلة من الضغوط التي بدأت ضد دمشق وكان اخرها القانون الذي طرح من الكونجرس تحت اسم فاتورة محاسبة سوريا والذي يهدف إلى فرض عقوبات على سوريا وبالتالي اصبح من الواضح ان هناك ضغوطاً مستمرة من الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل على دمشق، وتزايدت هذه الضغوط فور الانتهاء من الحرب على العراق في اشارة تهديد إلى سوريا من انها ستلقى مصير النظام العراقي اذا لم تستمع إلى مطالب امريكا!! ومن هنا فقد استشعر المشاركون في اجتماع الرياض خطورة هذا التصعيد واتفقوا على موقف موحد يؤكد رفض الدول المشاركة لهذا التهديد الامريكي رغم ترحيبهم بالاخبار المتعلقة بنية وزير الخارجية الامريكي كولن باول على القيام بزيارة إلى سوريا لمناقشة العلاقات السورية الامريكية، كما عبر الوزراء دعمهم لمبادرة سوريا المطروحة امام مجلس الامن الدولي لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.
ويدخل الحفاظ على الثروات التي جاء بها البيان الختامي الثروة الثقافية والحضارية التي تم نهبها وفي مقدمتها المتحف العراقي وفي هذا الصدد يقول الدكتور رأفت النبراوي عميد اثار القاهرة ان القوات الامريكية مسئولة عن سرقة هذا المتحف الذي يتضمن متاحف نادرة، والتي كان الهدف من وراء نهبها واضحاً وهو الغاء هوية وثقافة وتاريخ شعب العراق الشقيق.
كما ان العراق يضم حضارة اسلامية كبرى منذ 524 عاماً فبغداد تضم العديد من القصور الاسلامية الاثرية العريقة، فقد كان الخليفة العباسي في بغداد احد مراكز القيادة الاسلامية كما ان حضارة سامراء بالعراق امتدت إلى مختلف دول العالم، وظلت هذه الحضارة مزدهرة في العمارة المدنية والعسكرية إلى ان جاء الغزو المغولي الذي حرق مكتبة بغداد العظيمة التي تضمنت مخطوطات عريقة لا تعوض، وقد تكرر ذلك ايضاً بدخول الولايات المتحدة وبريطانيا إلى بغداد.
سرقة الآثار
واكد الدكتور رأفت النبراوي ان العالم مطالب بالوقوف بحزم وحسم لاستعادة هذه الآثار والمخطوطات الاثرية المسروقة واعادتها إلى ما كانت عليه لانها ثروة بشرية واسلامية لا تقدر بثمن واعرب عن تقديره لما جاء في البيان الختامي لاجتماعات وزراء دول الجوار في هذا الصدد معتبراً انه يجسد احساساً قومياً بحضارة العراق واهميتها للامتين العربية والاسلامية.
وفيما يعكس الاهتمام الملحوظ بنتائج اجتماعات الرياض واصلت وسائل الاعلام العربية والعالمية متابعتها لنتائج الاجتماع وابرزت في صدر صفحاتها ومقدمة نشراتها المزيد من الانباء والتحليلات الاخبارية حول نتائج هذا الاجتماع على الاوضاع في عراق ما بعد الحرب.
ويمكن القول ان اجتماعات دول الجوار جاءت في توقيتها وحققت كامل اهدافها. وشدد الفيصل على ضرورة استعجال خروج القوات الامريكية والبريطانية من العراق.
مغزي المؤتمر
اكدت الباحثة السياسية احلام شاكر خليل ان هناك مغزى وراء رفض الدول الثماني للتهديدات الامريكية ضد سوريا، حيث بدأت هذه الدول المجاورة للعراق تستشعر الخطر في النوايا الامريكية التي جاءت للمنطقة تحمل شعار توفير الامن لدول المنطقة مما تمثله تهديدات النظام العراقي صدام حسين واسلحته المدمرة، الا انه سريعاً ما تغير الوجه الامريكي بعدما كشفت الادارة الامريكية عن نواياها الحقيقية في المنطقة والذي بدأت ملامحه تظهر في الافق بتصعيد عملية جديدة ضد سوريا وهو ما ترفضه دول المنطقة التي لا تقبل أي توترات جديدة من شأنها ان تصنع ملفا يمكن ان تبنى عليه الولايات المتحدة الامريكية قضية لخوض ضغوطات جديدة على دولة عربية اخرى، وهو ما ادى لاثارة شكوك ومخاوف باقي دول المنطقة من هذه النوايا الامريكية لذا فهذه الدول حاولت من خلال مؤتمرهم ان يكون هناك تداعيات تنعكس عليها، وفي نفس الوقت فان هذه الدول الثماني رأت انه من الافضل ان تسعى الادارة الامريكية للبحث عن طريقة اخرى تعالج بها مشاكلها مع الآخرين بعيداً عن لغة التهديد والعنف.
واشارت الباحثة السياسية احلام شاكر الى ان البيان الختامي عكس بوضوح رفض دول المنطقة المشاركة في المؤتمر القبول باي حكومة جديدة لا تكون باختيار الشعب.
العلاقة مع العراق
ويرى الدكتور حسن بكر استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ان خطاب وزير خارجية المملكة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل كان واضحاً في التأكيد على رفض المملكة اقامة علاقات مع أي حكومة عراقية غير وطنية، ومشيراً إلى ان هناك فرصة للحوار بين امريكا وسوريا لتجنب أي تصعيد من شأنه يدخل المنطقة في دوامة حرب جديدة لا تحمد عواقبها.
وحول ابعاد السير في تشكيل حكومة عراقية غير وطنية يقول الدكتور حسن بكر هذه النقطة اشار اليها سمو الامير سعود الفيصل محذراً من ظهور حركات نضالية عراقية تسعى للضغط على قوات الاحتلال.
وحول ما اشار اليه البيان الختامي لوزراء الخارجية بشأن مسئوليات الادارة الامريكية باعتبارها قوة احتلال قال الدكتور بكر انها مسئوليات اقرتها اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وحماية تراث الشعب العراقي وتحقيق الامن له، ولكن للاسف فان امريكا خرقت كل ذلك ولم تكن حريصة الا بالسيطرة فقط على آبار البترول.
بعض وزراء خارجية دول الجوار خلال اجتماعهم في الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.