عزيزي رئيس التحرير.. مناصب الوزارة في العالم بمختلف المسميات اشبه ما تكون بورق التقويم فما ان يمضي عام حتى تستبدل اوراق التقويم بأخرى بما يتناسب مع المرحلة القادمة فهناك المنصب الذي سعى الى من يستحقه والاخر الذي احتله من لا يستحقه وليس جديرا بمسؤولياته وجودة الاداء تختلف من وزير لاخر وقد تكون الظروف عاملا مساعدا على النجاح والفشل ولكن.. عندما تهيء الدولة عوامل النجاح وتذلل كافة المعوقات من هنا ياتي دور الوزير ومدى تميزه او فشله في اداء مسؤولياته امام المجتمع فيما تقدمه وزارته من خدمات ولعل اسلوب ومنهج التعامل المباشر مع المستفيد (المواطن) يشكل قمة الثناء او الذم لهذه الوزارة او تلك فالاخذ بالرأي الاخر وتقبله دلالة على تعامل حضاري متطور يواكب العصر الحاضر ويؤكد هذا التفاعل ترجل الوزير من على كرسيه بين حين واخر وزيارة الدوائر التابعة لوزارته وتفقد سير العمل بها وتدوين اوجه القصور بالاستماع الى المراجعين وملاحظاتهم ومحاولة اصلاح الاخطاء وتجاوزها بحل سريع يضمن للمواطن حقوقه اضافة الى هذا ما يميز المسؤول الناجح تفاعله مع ما يطرح من ملاحظات عبر وسائل الاعلام وتجاوبه مع الرأي الاخر وعدم تهميش دور الاعلام خاصة الصحافة التي هي في كل الاحوال سند وقياس حقيقي لنبض الشارع وحديث المجالس عن هذه الوزارة او تلك لمعايشتها الواقع بكل جوانبه المظلمة والمضيئة ونقلها الى المسؤول بامانة لا تحتمل الشك وهذا هو الغالب في صحافتنا السعودية خاصة عندما يتعلق الامر بالوطن وهمومه وغالبية الاقلام التي نذر اصحابها بصدق ترجمة المشاعر الوطنية الى حروف تضيء الطريق امام صاحب العلاقة املا بعلاج فوري لمشكلة تقف عائقا دون حلم يراود صاحبها عله يتحقق كما ان من يطرح مثل هذه القضايا هم من اصحاب الفكر والتجربة في بلادنا وممن اكتسوبا صفة الاحتراف في مهنتهم الصحفية ويملكون من الحس الوطني ما يعادل وربما يفوق بعض المسؤولين ممن تصيبهم رجفة حينما يكتب عن دوائرهم و(يحسبون كل صيحة عليهم) ويعتقد هؤلاء ان النقد موجه لهم شخصيا والغرض تشويه الصورة امام ولاة الامر. وبلاشك فان من يتحلى بهذه الصفة شغله الشاغل محاولة تلميع صورته طمعا في البقاء على كرسيه دون منغصات من هنا وهناك اما واجباته الوظيفية فهي اخر اهتماماته ومثل هذا يحق للوطن والمواطن ان يسأله الرحيل والترجل عن كرسيه لمواطن مسؤول اخر يحب وطنه ومواطنيه ويعمل بضمير حي بقدر ما يستطيع (ولا يكلف الله نفسا الا سعها) والله المستعان. @@ عبدالله الفريجي القصيم