كم هي شاسعة ومتباينة المساحة الجغرافية للمملكة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها بحيث يظهر أثر ذلك على التنوع المحكم من الخالق عز وجل في درجات الحرارة زمهريرا وقحلا في فصلين لهما السيادة طوال السنة ألا وهما الشتاء والصيف. ولأجل كل ذلك فشروق الشمس أثناء الفترة الصباحية على الطرف الأقصى للمملكة جهة الشرق او الغرب يختلف توقيتا ونوعية عنه في المنطقتين الشرقية او الوسطى بحيث يتجلى البرد القارس وبخاصة في الهجر وأطراف المدن حوالي الساعة السادسة صباحا اثر انعدام الرؤية الى حد واضح بسبب عدم شروق الشمس او للضباب الكثيف الذي يلف طبقات الجو العليا إبان بدايات النفرة الأولى لايصال ابنائنا الى مدارسهم خاصة في ظل وجود تباين ملحوظ ايضا في المسافات بينها وفقا لاختلاف اعداد الأسر كثرة وقلة. وعلى أي حال, فما هي تبعات ربع الساعة المحيرة وتأثيراتها على المحيطين بها, لعلنا نورد منها التالي: معاناة العديد من الأسر السعودية في بدايات دخول التلميذات والتلاميذ الى مدارسهم كل عام من التذبذب الطارىء على جداول دخولهم وانصرافهم الى مدارسهم, فما فتئوا على بدايات الفصل الأول بالتعود على وقت معين للنوم والاستيقاظ حتى تصدر إدارات التعليم إناثا وذكورا قرارا محاطا بالصورة الشخصية التي مللنا رؤيتها عشية وضحاها بالصحف المحلية وكأنه انجاز الأيزو او براءة اختراع لسيارة سعودية جديدة وذلك للتحدث عن التغيير الأول بمناسبة شهر رمضان الكريم ثم يعقبه مباشرة على بدايات شهر شوال التغيير الثاني لحلول موسم الشتاء, وفي الفصل الثاني يحل تغيير ثالث للعودة مرة اخرى من حيث بدأنا للنظام الصيفي فكأني بتلك الأسر تعيش في دوامة زمنية تقديما وتأخيرا لخمس عشرة دقيقة لا تكاد تسعف ربات البيوت في تجهيز طعام الافطار لابنائهن او اعداد تسريحة شعر لاحدى بناتهن استنادا الى حكم التباعد الواضح في المدن الكبيرة بين مدارسهن وما تستغرقه عملية التوصيل لأربعة أبناء من ساعة زمنية تبعا للازدحام على الطرقات. المعاناة غير المعلنة من قبل منسقي الجداول في المدارس نتيجة تجهيزهم أكثر من نموذج في العام الواحد. كثرة التعاميم الورقية التي تصرف سنويا للتذكير بالمواعيد الجديدة الى المدارس وما ينبني على أثرها من هدر غير مبرر نظرا للكم الهائل منها طولا وعرضا, وما يتبع ذلك من جولات تفتيشية من الموجهات والموجهين الى المدارس للتأكد من التطبيق الحرفي حتى لا يقع الجزاء الذي هو من جنس الخطيئة. إشعار غيرنا من الوافدين المستوطنين والذين سيغادرون يوما بان توقيت مدارسنا وجامعاتنا هي مثل مواعيدنا الشخصية غير منضبطة البتة أسوة بشوارعنا الرئيسية حيث كانت قبل سنين مزينة بالأشجار اليانعة كطريق الظهران بالخبر ثم غدا في منظر تحزن له جمعيات السلام الأخضر مزينا كما يدعون بألوان الطيف الجديدة, ونخشى ان يأتي يوم على طريق المبرزالظهران لنراه في صورة حزينة كئيبة كشقيقه يعج بأرطال الملوثات البيئية نظرا لتغير الكراسي في مكاتب البلديات. وحتى لا أطيل في سرد تلك التبعات عليكم قارئاتي وقرائي الأعزاء حصرا لكم لا لغيركم أورد على لسانكم الرؤى التالية: ان يكون لنا وقت يمكن حفظه والركون اليه بصورة دائمة بحيث يكون مناسبا لكل أبناء الوطن جميعا. ان يكون فارق التوقيت بين الفصلين قبيل الدخول الى المدارس ذا قيمة تذكر تكون جلية لهم يمكن ملاحظتها. ان يستعان بالتجربة الاماراتية والبريطانية في هذا الإطار وذلك باستشارة الفلكيين. ان تحقيق كل ذلك يساعد المجتمع على تنشئة جيل المستقبل وفقا لمبدأ الالتزام والثبات والديمومة ونبذ الاختلاف والمزاجية والشتات.