ثلاث نقاط حيوية تدل على سلامة وصحة وعافية معالجة المملكة لثلاث من الأزمات الكبرى التي يمكن حلها لوحكم الجميع لغة العقل وأصاخوا لصوت المنطق، فالقضية الفلسطينية واضحة المعالم وحلها يستند الى معطيات شرعية وأممية مدعومة من قبل كافة دول العالم المحبة للعدل والحرية والحق، وهي معطيات نادت بأهمية رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ومنحه حقه الطبيعي في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقد دعمت حكومة خادم الحرمين الشريفين هذه القضية العادلة دون حدود ايمانا منها بعدالتها، وان الحق لا يضيع مادام وراءه من يطالب به، اما الأزمة العراقية فان المملكة أعلنت رفضها المطلق العدوان عليه وطالبت بأهمية المحافظة على سلامته ووحدة أراضيه لاسيما ان العراق سمح بعودة المفتشين الدوليين الى اراضيه بما يقطع اي ذريعة من ذرائع العدوان عليه، وقد أعلنت المملكة مرارا وتكرارا ان الحملات المغرضة ضدها من قبل بعض وسائل الاعلام الامريكية لن تزيدها الا تمسكا بمبادئها الاسلامية السمحة، فالعالم بأسره يدرك ان المملكة كانت من الدول السباقة لمحاربة ظاهرة الارهاب بكل اشكاله ومسمياته واهدافه المدمرة، بل انها اول دولة نادت بأهمية انعقاد مؤتمر دولي لوضع الاستراتيجية المناسبة والموحدة لاستئصال جذور تلك الظاهرة، وكانت ولاتزال من الدول السباقة لاستنكار وشجب الجرائم الارهابية أيا كان مصدرها، وقد جاءت تلك المعالجات العقلانية على لسان سمو النائب الثاني أثناء القائه خطابا امام جلسة مجلس الشورى الاعتيادية السابعة والثلاثين التي عقدت بمقر المجلس مساء امس الاول لتؤكد من جديد التزام المملكة المطلق بثوابتها الراسخة لمعالجة تلك الازمات بروح من سياستها العقلانية المتزنة المستندة في الأصل الى تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة، ولا يختلف اثنان ان تلك المعالجة لتلك الازمات وغيرها هي خير المعالجات المطروحة على الساحة، فالمبادرة التي تقدمت بها المملكة الى القمة العربية الدورية الاخيرة في بيروت وقد تحولت الى مبادرة عربية جماعية هي افضل المبادرات وانسبها لتسوية قضية الشرق الاوسط برمتها، وموقف المملكة تجاه الازمة العراقية المتمثل في الحث على تطبيق بغداد لكافة القرارات الاممية تجنيبا لهذا البلد الشقيق ولسائر دول المنطقة من الدخول في دائرة مخاطر جديدة يعد موقفا جوهريا لتسوية تلك الأزمة، ودعوة المملكة الصادقة لتضافر كافة الجهود الدولية لاحتواء ظاهرة الارهاب وتقليم أظافرها تعد خير دعوة واوجهها لاجتثات هذا الشر من جذوره، وتبقى تلك المعالجات الحكيمة صفة لازمة من الصفات التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين رغبة منها في اشاعة اكبر قدر ممكن من الامن والسلم دعما لمسؤوليات المنظومة الدولية الكبرى وتمسكا بمبادئها ومناهجها المعلنة الواضحة.