لم يكن هذا هو الحدث الأول الذي اشير اليه في (اليوم) الاحد الماضي والمتعلق بضرب طالب متدرب منتسب الى كلية او جامعة لتلميذ صغير بواحة الاحساء او العكس والذي ادى الى تغير في تشكيلة أسنانه الامامية بالاضافة الى ازدواجية المعاناة النفسية المستقبلية والمتلازمة له لصورة الحدث وأطرافها وروايتها الى الجيل الذي بعده ولعل استعراضنا المتناسب مع وقت القراء لهذه الحادثة يكمن في ان التلميذ او الطالب المتدرب قد يكون ابني او ابنك في المستقبل وكلاهما ضحية لمجموعة متداخلة من التيارات سلطت الاضواء على طرفي الملاكمة في الفصل وتم التغاضي عن الجمهور المحفز والراعي الممول وهما ادارات التعليم والكلية والجامعة. ولذا فانني اعتقد ان القضية هامة اذا تم اقتلاع مسبباتها الكامنة من الجذور وليس معالجة القشور السطحية اسوة بمحاربة جماعات الخارج وترك أهم حزبين في فلسطين وهما فتيل النزاع. وبصفتي المهنية كمشرف على عدد من الطلبة المتدربين في المدارس الحكومية لسنوات عديدة وتعمقت في ظاهرة العنف وما يترتب عليها من سلوكيات فانني اعتقد ان التوتر الذي ينشأ بين التلميذ والطالب المتدرب والادارة المدرسية والكلية او الجامعة يرجع الى عدد من الاسباب: عدم تقدير بعض التلاميذ لهم لخلفية انهم لا يملكون درجات الاختبار الفصلية النهائية. استغلال بعض مديري المدارس لهم بتكليفهم بامور مادية لا يجرأون على طلبها من المدرس الرسمي والتركيز عليهم باخذ حصص الانتظار ووضع جداولهم بالحصص الاخيرة وارهاقهم بأنشطة لا منهجية. ضعف مستوى بعض التلاميذ التحصيلي والسلوكي. محدودية مساعدة بعض المدرسين الرسميين لهم وكذلك الادارة المدرسية. تعارض بعض محاضراتهم الصباحية مع المهام في المدرسة مما يولد احتقانا كامنا بالاضافة الى ان الكلية او الجامعة لا تعمد الى مطابقة المشرف مع نفس تخصص الطالب المعلم عملا بباب سد الثغرات كاسلوب عقيم ازلي. عدم تمكن بعض الطلبة المعلمين من تخصصاتهم وهذا الامر ملاحظ من قبل الكثيرين ولذا لا تجازف بعض المدارس الاهلية بهم مع تلامذتها وهذه النتيجة يتحمل جزءا من مسئوليتها الكلية او الجامعة. عدم التكيف النفسي مع متطلبات التدريس من قبل بعض الطلبة المعلمين وعدم قدرة بعضهم على ضبط الفصل مع عدم قدرة بعضهم على اصلاح سلوكيات بعض التلاميذ مع عدم قدرته على توزيع وقت الحصة مع الموضوع وكذلك عدم قدرته على تقبل النقد والرأي الآخر اسوة بالمجتمع. ولذا فانني ارى الاتي: أهمية وضع آلية مقننة لحقوق وواجبات كل من الادارة المدرسية والطالب المتدرب. حسن اختيار مدارس التطبيق من حيث جودة التلاميذ وتميز المعلمين والمبنى والوسائل والقرب من المسكن. البعد عن المحاضرات الصباحية واعطاء الطالب المعلم الثقة بدمجه بالمجتمع المدرسي بشكل كامل. زيادة المقررات التربوية التي تعنى بالمهارات التدريسية كضبط الفصل واصلاح السلوكيات بدلا من التركيز على نظريات تاريخية وأسس منهجية لا تغني بشيء حين يوجد ظمأ ومهلكة.