كل تلك التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي والتطور الحضاري الذي صاحب الطفرات الاقتصادية والانفتاح الثقافي، لم تكن كافية للتخلص من بعض العادات البالية التي ظلمت المرأة ردحًا من الزمان، وما زالت كثير من عوالمها مترسخة في سلوكيات الرجل السعودي على اختلاف المذاهب الفكرية التي يؤمنون بها. فما زال مسلسل زواج كبار السن من فتيات قُصّر مستمرًا، ويتعاظم بزيادة الحالات التي تنشرها وسائل الإعلام، وما خفي كان أعظم، حتى أصبحت صورة المواطن السعودي صورة مشوهة أمام الرأي العالمي والدولي. وأخذت منظمات دولية معنية بحقوق الأطفال تتسابق للحصول على الإحصاءات التي تعدد حالات زواج كبار السن بفتيات قصّر. ولن يطول بنا الزمان وهذا هو الحال حتى تكون تلك الفضيحة الوصمة التييوصم بها المواطن السعودي عندما يراد سبه في أي محفل. ولعل كثير من الناس يعارضون تلك الزيجات ويعرفون أضرارها النفسية والاجتماعية والصحية على الفتاة القاصر. ولكن الذي لا يعلمه كثير أن خلف زواج كبير السن بفتاة قاصر مرضًانفسيًّا خطيرا على المسن نفسه وعلى المجتمع، فلقد تحدث بعض المصادر العلمية في مجال الجريمة والجنس عن حدوث شذوذ جنسي لدى بعض كبار السن، تتمثل في الرغبة الشاذة في ممارسة اللواط مع الأطفال. هذا الشذوذ الجنسي ناشئ عن علل نفسية من تركة التربية في طفولة ذلك المسن، ومع تراكم تلك الأحداث الصدمية وخصوصًا ذات العلاقة بالجنس تظهر بوادر الرغبة الجنسية الشاذة، وما تلبث حتى تصبح مطلبًا ملحًّا لا مفر منه، فيجد ذلك الشاذ أنه في أمس الحاجة إلى معاشرة طفل صغير لتحقيق نشوته الجنسية. لكن يقف أمام تحقيق رغبته الجنسية تلك الخوف من العقاب إما الإعدامتعزيرًا وإما السجن، إضافة إلى العار الذي قد يلتصق بسمعته لو تم كشف أمره. وهنا تنبع فكرة شيطانية تتمثل في البحث عن مخرج لتحقيق تلك النزوة، بحيث يتحقق فيها عدم الوقوع في العقوبة والحصول على جسم متطابق لجسم الطفل الصغير، فيلجأ ذلك المسن إلى الاقتران بفتاة صغيرة يتناسب جسدها مع جسد الطفل الذكر، وتبدأ القصة بزواج كأي زواج شرعي متحقق فيه كل شروط الزواج الإسلامي. ولضمان تحقيق الهدف يقدم ذلك المسن المال لأهل الفتاة، وهم في العادة يكونون من أسر فقيرة في حين يكون هو قادرًا على إغرائهم بالمال لضمان موافقتهم على تزويج (بيع) ابنتهم له. أكتفي في هذا المقال بعرض هذه الجزئية المتعلقة بخفايا زواج كبار السن من فتيات قصر. في الوقت الذي أهدف من ذلك إلى أن يعلم الجميع بتلك الأهداف المشبوهة التي تصاحب زواج كبار السن من فتيات قاصرات. ولكن ذلك الأمر متداول بين أفراد المجتمع أن أي حالة زواج لكبير سن من فتاة قاصر إنما تصاحبها مرض نفسي يتمثل في شذوذ جنسي لدى ذلك المسن. وبهذا نستطيع أن نجعل من زواج كبير السن من فتاة قاصر هو بحد ذاته وصمة عار في حق ذلك المسن وفي حق أسرة الفتاة القاصر بمعنى أن ذلك الزواج برمته قائم على شذوذ جنسي مقيت. رابط الخبر بصحيفة الوئام: كبار سن شاذون جنسيًّا يدمنون الزواج من القُصّر