تباينت وجهات النظر في المجتمع السعودي بمجمل طبقاته بين مؤيدآ ومعارض حيال السماح للشباب بدخول المجمعات التجارية في العاصمة الرياض,فكان ذلك بمثابة طاقة فرج لدى البعض وبوابة الإنفلات لدى البعض الأخر,والحقيقة أن لهذا القرار جانب إيجابي مشرق وأخر سلبي حالك في الظلام كما هو الحال في أي قرار آخر قد يتخذ,فالشاب السعودي في بلدنا وأنا اتحدث هنا عن الشاب “السوي خلاقيآ” يفتقر إلى خيارات متعددة لقضاء وقت ممتع مع أصدقاؤه او حتى بمفرده فقد شكلت كلمة “للعوائل ” مصدر رعب لديه وباتت حجر عثره في طريق نيله لأبسط حقوقه التي تتمثل في حرية النزهه مع فرض ضوابط عادلة, وذلك في ظل غياب مراكز ترفيهية حكومية معنية بالشباب ومحتضنه لهم ولأوقاتهم في ظل وجود تيارات فكرية معاكسة قد تجذبهم مستغله هذا النقص لتكون مرتعآ لهم وذلك لبث سمومها في ارواحهم قبل عقولهم, وقد بدات ترمي شباكها مؤخرآ بطريقة مغايره إذ أنها أصبحت تفضل ال,صطياد في الماء الصافي بدلآ من العكر,فكيف لو وجدت هؤلاء الشبات أشبه بأعواد ثقاب تنتظر شعلة! فقد كان السماح بدخول الشباب للمراكز التجارية نافذة وخيار آخر لهم ونحن نعيش في مجتمع تحكمه الشريعة وضمير الرجل هنا حي ولديه إيمان يكفي ليجعلنا نثق به وبتصرفاته فإلى متى سنسمح للمغرضين أن يصوروا لنا الشباب وكأنهم شياطين أو بلا شرف حتى أننا بتنا نخاف وجودهم في اي مكان عائلي حتى وإن لم يصدر منهم مايعيب,فلو كان لديهم مجمعات تجارية خاصة بهم تتوفر فيها المحلات التجارية والمقاهي والصالات الرياضية لكان هناك حديث آخر فحتى الكورنيش في المدن الساحلية يكتظ “بالعوائل” مما يجعلهم يهاجرون بنزهتهم إلى البراري حيث لاعوائق او قيود, فتلك الاسباب الآنفة الذكر برمتها هي من جعلت قرار السماح لهم بمثابة حق تم الإعتراف به مؤخرآ, وقد تكون نتائجه مرضية مادمنا تحت ظل منظومة وعي تتقبل المشاركة وفق الظوابط الشرعية المتاحة,وعلى النقيض تلك الفئة المعارضة التي قد يكون لها الحق أيضآ,لآن اصابع اليد ليست سواء فقد يسمح ذلك القرار للشباب المتمردين بأن يتطاولوا بشكل أو بأخر على العوائل من رواد تلك المجمعات مما يشكل بعض المخاوف من إرتيادها ثانيتآ,فقد شكل هؤلاء الشباب مصدر قلق كبير من نجاح هذه التجربة, ذلك لأنهم كانوا يستغلون كل سانحة للدخول فبل قرار السماح إما برشوة “السكيورتي” أو بتسلل غير منظور,ولكن لنتأمل منهم الخير ونرجوا لهم الهداية , ولا أعتقد بأن احدهم وإن إختفى عن الأنظار بأفعاله يرضى بأن يكون الله اهون الناظرين إليه,وليجعل كل فتاة يراها أمامه بمثابة أخته. [email protected]