مديرون يطالبون بالمثاليات وهم يناقضونها

قيادة وإدارة التأثير الإيجابي من أهم أسس ومعايير القيادة والإدارة الناجحة أن يكون القائد أو المدير ذا تأثيرإيجابي على مرؤوسيه والعاملين تحت قيادته أو إدارته، ولن يكون هناك تأثير إيجابي ما لم يكن القائد أو المدير يملك معايير وصفات التأثير، ومن أهم صفات القائد أو المدير المؤثر أن يكون مثاليا، وقدوة لموظفيه (وموارده البشرية) في جميع تصرفاته، فلا بد أن يكون أمينا، صادقا، منضبطا في سلوكه وتصرفاته، محترما للوقت، ومحبا للعمل، وأن يكون مقنعا لمن هم تحت إدارته كي يحذوا حذوه. للأسف أن بعض القادة والمديرين يطلبون من موظفيهم مثاليات في وقت يقدم هؤلاء القادة على أفعال وسلوكيات تتعارض مع ما يطلقونه من شعارات ومع ما يطلبونه من مثاليات، قمة التناقض بين القول والفعل أن يطلب القائد أو المدير مثاليات أو شعارات لا يؤمن بها ولا يطبقها على نفسه، فليس من المنطق أو المعقول أن يطلب من موظفيه وموارده البشرية مثاليات هو لا يطبقها على نفسه أولا. إن سلوكيات وتصرفات القائد ، والمدير تنعكس سلبا أو إيجابا على موظفيه وعلى جودة العمل، فلن يكون هناك اقتناع أو قبول من موظفين يرون قائدهم أو مديرهم يطالبهم بمثاليات لا يطبقها على نفسه، وهذا يتنافى مع المنطق ومع فطرة الإنسان ويتنافى مع مبادئ القيادة والإدارة، وقبل ذلك يتنافى مع ديننا وعقيدتنا كمسلمين.