أمير جازان يؤدي واجب العزاء لأحد أفراد الحماية في وفاة شقيقته    ميزانية 2026.. المواطن أولاً في مسيرة التنمية    ارتفاع أسعار النفط بعد هجمات أوكرانية استهدفت بنية تحتية روسية للطاقة    ملامح الخليج القادم    موجة حر شديدة تضرب سيدني    ب 56 ميدالية .. السعودية تتصدر العالم في بطولة كمال الأجسام    هدف متأخر يقود سوريا لتعادل مثير مع قطر في كأس العرب    تعيين حسين رضا في لجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية الدولية    بدأ العد التنازلي.. أقل من 30 يومًا تفصلنا عن انطلاق رالي داكار السعودية 2026    وزير التعليم يؤكد استمرار تطوير التعليم في تبوك وتعزيز البنية الرقمية وتهيئة البيئة التعليمية    من ذاكرة الطفولة    منتدى القطاع غير الربحي الدولي بالرياض.. خارطة طريق لتعزيز الاستدامة والابتكار في القطاع    معركة الرواية: إسرائيل تخوض حربا لمحو التاريخ    غداً .. "الأخضر تحت 23 عاماً" يفتتح مشواره بمواجهة البحرين في كأس الخليج    محافظ صبيا المكلف يرعى حفل "اليوم العالمي للتطوع 2025"    والدة اللواء ال دخيل الله في ذمة الله    "بيرنيز" تفوز بجائزة PRCA MENA 2025 لأفضل حملة علاقات عامة لمشروعٍ عقاريٍّ في السعودية    الأسهم العالمية ترتفع، والدولار يتجه لأطول سلسلة خسائر منذ 50 عام    نائب أمير الشرقية يطلع على عدد من الجوائز والاعتمادات العالمية لتجمع الشرقية الصحي    شهود وموظفو إغاثة: "قوات الدعم السريع" تحتجز سكان الفاشر مقابل فدى وتقتل أو تضرب غير القادرين على الدفع    سفير المملكة في الأردن يرعى حفل ذوي الإعاقة في الملحقية    نوفمبر دوري يلو".. غزارة تهديفية في 4 جولات    السودة للتطوير والشركة الوطنية لنقل الكهرباء توقعان اتفاقية بقيمة 1.3 مليار ريال لإنشاء البنية التحتية الكهربائية لمشروع قمم السودة    تحت رعاية خادم الحرمين .. العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة ينطلق في التاسع من ديسمبر الجاري بالرياض    مفتي عام المملكة يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون    الهيئة العامة للمحكمة الإدارية العليا تقرر اختصاص المحاكم الإدارية بنظر الدعاوى المتعلقة بمزاولة المهن الصحية    مفردات من قلب الجنوب ٣١    أمير منطقة تبوك يكرم المواطن فواز العنزي تقديرًا لموقفه الإنساني في تبرعه بكليته لابنة صديقه    مُحافظ الطائف يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمحافظة    "يونا" تستضيف اجتماع الطاولة المستديرة حول التعاون الإعلامي بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي    تحت رعاية خادم الحرمين ونيابة عنه.. أمير الرياض يكرّم الفائزين بجائزة الملك خالد لعام 2025    أكد معالجة تداعيات محاولة فرض الأحكام العرفية.. رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن الأخطاء تجاه «الشمالية»    آل حمدان يحتفل بزواج أحمد    ضبط 760 كجم أسماكاً ودواجن فاسدة بعسير    نائب وزير العدل: 8.5 مليون مستفيد من خدمات «ناجز »    "بر الرياض" تعقد جمعيتها العمومية وتطلق هويتها الجديدة وخطتها الإستراتيجية 2030    18 مليون دولار من المملكة وبريطانيا لمشاريع باليمن وبنغلاديش    محافظ جدة يدشن معرض المنتجات الغذائية و«خيرات مكة»    تسحب الجمعة في واشنطن بحضور كوكبة من المشاهير.. العالم يترقب قرعة مونديال 2026    جمعية لمصنعي الآلات والمعدات    سمر متولي تشارك في «كلهم بيحبوا مودي»    معرض يكشف تاريخ «دادان» أمام العالم    برعاية خادم الحرمين..التخصصات الصحية تحتفي ب 12,591 خريجا من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية 2025م    تعاون سعودي – كيني لمواجهة الأفكار المتطرفة    الناتو يشعل الجدل ويهدد مسار السلام الأوكراني.. واشنطن وموسكو على حافة تسوية معقدة    صيني يعيش بولاعة في معدته 35 عاماً    ابتكار علاج صيني للقضاء على فيروس HIV    الكلية البريطانية تكرم الأغا    هرمونات تعزز طاقة المرأة العاملة    افتتاح متحف زايد الوطني في أبوظبي    قمة خليجية- إيطالية في البحرين لترسيخ الشراكة    نقاط خدمة جديدة لحافلات المدينة    إقحام أنفسنا معهم انتقاص لذواتنا    لم يكن يعبأ بأن يلاحقه المصورون    الطلاق الصامت.. انفصال بلا أوراق يُربك الأسرة    القيادة تعزي رئيس سريلانكا في ضحايا إعصار ديتواه الذي ضرب بلاده    أضخم منصة عالمية للاحتفاء بالحرف اليدوية.. «الثقافية» تمثل السعودية بمعرض أرتيجانو آن فييرا    رجل الدولة والعلم والخلق الدكتور محمد العقلاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوثيون شوهوا الزيدية بأفكار إيرانية
نشر في الوطن يوم 09 - 02 - 2019

قال الباحث في المذهب الزيدي، الشيخ أحمد مفضل ل«الوطن»، إن الحوثيين خرجوا عن المذهب الزيدي، خاصة بعدما سافر عدد منهم إلى إيران، وعادوا ليشوهوا المذهب بأفكار إيرانية، مختلفة تماما عن فكر الزيدية. وأضاف أن عبدالملك الحوثي يلعب على المذهب الزيدي، ولكن بالمغالطات الإثني عشرية الإيرانية، مشيرا إلى أن الحوثيين عندما دخلوا صنعاء حاصروا علماء الزيدية وأجبروهم على التوقيع على ما يسمى «الوثيقة»، والتي تتضمن قليلا من الزيدية وكثيرا من الجارودية والفارسية.

من أقوال مفضل
الزيدية تختلف تماما عما يقوم به الحوثي وجماعته
المحملون بالأفكار الإيرانية حرفوا المذهب الزيدي
قطر تعمل على هدم المذهب الزيدي المعتدل

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أكد الباحث في المذهب الزيدي، الشيخ أحمد مفضل، أن الزيدية ما زالت موجودة بقوة في اليمن، رغم دعم وتمويل نظام الحمدين في قطر ميليشيات الحوثي الانقلابية بكل وسائل المختلفة، لأجل إضعاف وهدم المذهب الزيدي المعتدل، وتأجيج صراع طويل الأمد داخل اليمن.
وقال الشيخ أحمد مفضل، في تصريحات ل»الوطن»، إن الحوثيين شوهوا المذهب الزيدي في اليمن، لاسيما بعد أن سافر عدد من مشايخ الزيدية إلى طهران في فترات سابقة، وكان معهم مفتي ما يسمى الديار اليمنية حاليا شمس الدين شرف الدين، وعادوا محملين بالفكر المتطرف، والمختلف عن فكر المذهب الزيدي تماما.

السفر لإيران
وأوضح الشيخ مفضل، أن الوجوه «زيدية»، ولكن بعد حضورهم مؤتمر القدس في إيران، ولقائهم بالكثير من المرجعيات في قم وطهران تغيرت الأمور تماما، مبينا «أنه يعرف تماما من ذهبوا وحضروا ثلاثة مؤتمرات منذ 2011 وحتى 2014، حيث التقوا بكثير من المرجعيات، وكانت هناك رحلات مجانية مكوكية إلى مشهد وطهران وقم، وبعد هذه الجولات لإيران تغير طرحهم وأسلوب كلامهم وصيغة خطاباتهم».
وأضاف أنه خلال المائة عام الماضية ظهر المذهب الزيدي باعتدال، ولم يكن فيه تكفير للآخر أبدا، كما لم يكن هناك أي تصنيف مذهبي، مثل ما يحدث حاليا بعد زيارات إيران، موضحا أن المذهب الزيدي تميز بوجود الكثير من المعتدلين، ممن جددوا الكثير في المذهب، كما أن الزيدية امتداد لفكر الإمام الشوكاني، الذي جمع فكر الأئمة الأربعة، الذين سبقوه «المقبلي والجلال والصنعاني ومحمد بن إبراهيم الوزير».
الشوكاني والأئمة الأربعة
وحسب الشيخ مفضل، أخذ الشوكاني أفكار أولئك الأئمة الأربعة وجمعها ضمن منهج، وعندما اختاره الإمام المهدي أحمد بن حسن، ليكون قاضي قضاة اليمن، وافق الشوكاني على تولي المهمة، وقام بتوزيع أكثر من 95 طالبا من الزيدية المجتهدين والقريبين من أفكار السنة، على كافة مناطق اليمن التي كانت تسيطر عليها دولة الإمام المهدي، وأصبح هناك تجديد داخل المذهب الزيدي، وبات الخطاب الزيدي نهضويا، وأكثر اعتدالا وانسجاما مع المجتمع بعيدا عن التكفير والشيطنة، كما بات مذهبا عربيا ليس له علاقة بالفرس، حيث كان ينظر للإثنى عشرية على أنها دخيلة على الدين الإسلامي، وعمل على نسف أفكارها هي والجعفرية.

الإثنى عشرية
وذكر الشيخ مفضل، أن المذهب الزيدي في إنكاره للمذهب الإثنى عشرية هو أكثر المذاهب شدة تجاه ذلك، ولكن بعد ذهاب تلك المجموعة المحسوبة على المذهب إلى إيران وتعلمها هناك تغيرت الأفكار تماما، حيث يوصف الحوثيون بأنهم زيدية، وقال «لا ننكر ذلك مثل ما يسمى مفتي الحوثيين شمس الدين شرف الدين وعبدالسلام الوزير وعبدالله هاشم السياني، غير أن هؤلاء منحرفون عن جادة الصواب».
وأضاف الشيخ مفضل، أنه يعرف مفتي الحوثيين شمس الدين شرف من حلقات القاضي العلامة الجرادي مفتي الجمهورية ولا شك أنه زيدي، غير أن خطاباته أصبحت تشبه خطابات آيات قم وطهران، وأصبح يتحدث عن الكفر و»الشيطان الأكبر»، وهو يعلم أن ما يسمونه الشيطان الأكبر «أميركا» هي من تحافظ عليهم أكثر من أي شىء آخر.
ووصف الباحث في المذهب الزيدي، مفتي الحوثيين، بأنه مفتي الإفساد والضلال والدمار، خاصة وأنه يعتبر الجهاد الحقيقي هو الجهاد الذي يمارسه الحوثيون تحت مزاعم إعلاء كلمة الله.
تفجير المساجد
وتساءل الشيخ مفضل: «أين ما يقوله شمس الدين من تفجير الحوثيين للمساجد وتشريدهم للوعاظ والخطباء والعلماء، حتى أصبحت اليمن مفرغة منهم»، مبينا أنه بسبب جرائم الحوثيين أصبحت المساجد خاوية بعد أن كانت تمتلئ بالمصلين.
وأضاف أنه بسبب هذه الجرائم أصبح الناس ينفرون من المساجد ويشعرون أنها لا تلبي رغباتهم، وأن الخطاب الديني لا يمثلهم ولا يعبر عن هويتهم، ومن ثم فقد أصبح الناس في اليمن يرفضون تصدر هذه الوجوه الخطاب الديني، لما تتعمده من نشر الكراهية والتحريض.
وقال الشيخ مفضل: «إن شمس الدين يهاجم الشرعية ويصف ما تقوم به بالعدوان، رغم علمه أن أغلب الدعاة والمتصدرين للشرعية من الدعاة والوعاظ هم من زملائه، وهو يعرفهم جيدا ويعرف تدينهم وصلاحهم وصدقهم، ولكنه يكابر ويحاول إرضاء الجماعة على حساب عقيدته ودينه، وهو ما لا ينبغي أن يتمثل به العالم».
مخالفة شروط المذهب
وذكر الباحث في المذهب الزيدي، أن أمثال مفتي الحوثيين يصدرون شخصًا مثل عبدالملك يتولى أمر الجماعة وهو ليس بعالم، رغم علمهم أن من شروط المذهب الزيدي ألا يتصدر الحكم والولاية إلا شخص عالم عادل فاضل، يحرص على حقن الدماء وعصمتها.
وأكد مفضل أنه لا يوجد شرط من شروط المذهب الزيدي تنطبق على عبدالملك الحوثي أو مهدي المشاط، ومن ثم لا ينبغي طاعتهما أو الانصياع لهما، كما لا ينبغي سكوت عالم على ذلك، حيث الشروط الزيدية لا تنطبق عليهما، كونهما من غير أهل العلم والورع والعدل وليس لديهما أخلاق.
وأضاف أن هناك تغاضيا عن جرائم الحوثي، ولا ينبغي لعالم يرتدي العمامة الزيدية أن يصمت أمام الطغيان والقتل والسلب، كما لا ينبغي أن يحرض من يرى نفسه عالما ومفتيا، على المسلمين أو أن يدعو للفتنة، خاصة وأنه يعرف أن الحوثيين يدينون بالولاء والطاعة لنظام الملالي، وإيران إثنى عشرية، بينما الزيدية بعيدة كل البعد عن ذلك.
الوثيقة الفكرية
وقال الشيخ مفضل، إن عبدالملك الحوثي يلعب على المذهب الزيدي، ولكن بالمغالطات الإثنى عشرية الإيرانية، حيث استحدث ما يسمى المجلس الزيدي الإسلامي، وعين أعضاءه من الموالين له، كما يترأس هذا المجلس ابن عمه عبدالمجيد الحوثي. وأضاف أن الحركة الحوثية كانت زيدية المذهب، ولكنها فكريا وسياسيا خمينية، وأخذت أفكار الخميني وصدرتها لليمن على أنها المنهج الذي يسيرون عليه ويتمسكون بها، إضافة لذلك فإن الحوثيين عندما دخلوا وسيطروا على صنعاء، قام عبدالملك الحوثي مباشرة وأسس ما يسمى الوثيقة، وحاصر كل علماء الزيدية مثل العلامة المنصور، والعلامة حمود عباس المؤيد، وغيرهما الكثير من علماء الزيدية.
وأوضح الشيخ مفضل أن الحوثيين حاصروا أولئك العلماء وفق خطة إيرانية، وبعد ذلك أجبروهم على توقيع ما يسمى الوثيقة الفكرية، والتي مثلت رسالة إقناع وتخدير لأبناء الزيدية بالتسليم لعبدالملك الحوثي وعائلته بقيادة المذهب الهادوي، والتصوير لهم وكأن الفكر الهادوي ركيزة رئيسية في الفكر الحوثي، ولهذا كلما يختلف الحوثيون مع أي شخص زيدي أو هاشمي يقومون باستدعاء هذه النظرية السياسية الهادوية.
وقال إن هذه الوثيقة الفكرية عبارة عن خليط صنعه الحوثيون، تتضمن عبارات وألفاظا فضفاضة، وفيها ما هو زيدي وجارودي وإيراني، وتطالب الجميع بالالتزام بها.
صمت المختصين
وفقا للشيخ مفضل، فقد كان يجب على علماء الزيدية فتح المجال للرد على هذه الوثيقة، باعتبارها الميثاق الذي بايع فيها الزيدية عبدالملك الحوثي وأصبح بموجبها متصدرا للزيدية، وبات المنتمون للمذهب ملزمين بالسكوت، مبينا أنه تم التوقيع على ذلك الاتفاق من علماء الزيدية تحت مزاعم أن عبدالملك الحوثي قائد الثورة، وأنه ملهم، ومن أهل البيت، وأنه يجب توريث الفاضل.
وأضاف أنه رغم أن الوثيقة مبنية على باطل، لكن الزيدية ألزموا بها، بينما قام الحوثيون بتصدير من سموهم علماء من الأشخاص الموالين لعبدالملك الحوثي، وتم استبدال المذهب الزيدي بملازم حسين الحوثي.
أمور باطلة
وبين أن ملازم حسين الحوثي تتضمن تفاهات تحريضية وتفسير القرآن بأمور باطلة مع الاعتماد على أفكار وتوجيهات الخميني، والتي تحمل ألفاظ التكفير والتخوين للأمة العربية والإسلامية والخروج على الحكام وممارسة العنف وشيطنة الآخرين والعبث بمقدسات المسلمين.
وأضاف أن الزيدية أصبحت حاليا شبه مخدرة أو غائبة عن المشهد، ويحتاج علماؤها وقتا لإلغاء الوثيقة الفكرية، وأيضا لإظهار الزيدية المعتدلة التي ترفض الحوثي، مبينا أنه حتى الآن لا يوجد إعلام يستطيع إظهار اعتدال الزيدية، التي تناهض الحوثيين وامتدادهم الإيراني.

القاعدة وداعش
وقال مفضل، إن ما يتشدق به مفتي الحوثيين من حيث التحريض على القتل وتكفير الآخرين لا يختلف عن توجهات وفتاوى تنظيمي القاعدة وداعش، وخطابه الأخير فيما يسمى يوم الشهيد هو خطاب تحريضي تكفيري لا يصدرعن عالم زيدي، في وقت يصمت فيه مفتي الحوثيين عن القيادات الحوثية التي تتهجم على الدين وتتهم الصحابة، وتساند المجرمين الذين يقتلون الأطفال والنساء ويفجرون المنازل ويدمرون المساجد.
واعتبر مفضل أن سلوك مفتي الحوثيين يشير إلى اتباعه المذهب الإثنى عشري الإيراني، لافتا إلى أن من أكبر بدع مفتي الحوثيين عندما يتحدث أن قتلاهم في الجبهات في الجنة، ويدعي زورا وبهتانا مصيرهم ومعرفة حالهم الذي هم عليه بعد قتلهم.
تمجيد سيىء

وأكد مفضل أن هناك من يمجدون عبدالملك الحوثي تمجيدا فاحشا خارجا عن الفطرة السوية، وهذا غير موجود عند الزيدية الفعلية، وإنما متداولة عند الإثنى عشرية والجعفرية، حيث يمجدون العالم والفقيه، بينما عبدالملك الحوثي ليس عالما ولم يتعلم إلا في منزل والده، ولم يطلب العلم عند العلماء المعتبرين المعروفين، ومع ذلك ينصبونه عالما، بما يمثل إساءة للعلم والعلماء والدين، وفي نهج يمثل خطوات الخميني وحسن نصر الله.
وعبر مفضل عن أسفه لأكاذيب مفتي الحوثيين شمس الدين شرف الدين، الذي يضع عبدالملك الحوثي في أماكن وهمية ويرفعه من شأنه بمسميات مختلفة، في وقت استباح الحوثيون دماء المسلمين وقتلوا اليمنيين وكفروا دول الجوار واعتدوا على بلاد الحرمين، وكل هذه الجرائم تخرج الحوثي من الولاية التي يبتدعونها، ولكن هناك مجاملات ومداهنات، من أشخاص محسوبين على الزيدية.
أفكار متطرفة
قال الشيخ مفضل، إن حال مفتي الحوثيين من حال من ذهبوا إلى إيران وتشبعوا بالأفكار الإيرانية واستخدموا أشياء ليست في المذهب الزيدي، كاشفا عن بعض الأسماء التي زارت إيران من بينهم المحطوري والمروني وشمس الدين شرف الدين، لافتا إلى وجود صور ولقاءات باجتماعاتهم مع المرجعيات الإيرانية، وبعد ذلك عادوا لتصدر المشهد من خلال ما يسمى رابطة علماء اليمن، وتشكيل الهجين الذي غيب دور العلماء، وقام بدور المحرض وإثارة الفتنة بين المسلمين.
وأضاف أن أولئك عادوا للتحريض للذهاب إلى الجبهات للدفاع عن عبدالملك وأبناء عمه الثلاثة فقط، لأن الحركة الحوثية لا تهتم بالزيدية، وتبحث فقط عن مصالحها، فيما لا يجوز اختزال البعض من اليمنيين لهذه الأسرة، خاصة وأن الكثير من العلماء الكبار يشهدون بأن أسرة الحوثي ليس فيها خير، وهدفها الفوضى ونشر الفتنة بين الناس.
الرابطة الحوثية
وتطرق مفضل إلى رابطة علماء اليمن الحوثية، وقال، إن من بين أعضائها من تجره الأهواء والمصالح والأحقاد، كما أن هناك من لديه خصومات مع حركة الإخوان أو مع الزيدية المعتدلة وكذلك السلفية، فضلا عن الخلافات مع المؤتمرين.
وقال مفضل إن هيئة علماء اليمن التي تضم الكثير من العلماء والفقهاء، استمرت حتى دخول الحوثي صنعاء ونظرا لأن أعضاءها أصدروا العديد من الفتاوى ضد جماعة الحوثي وجرموا أفعالها، ولذا فقد قامت جماعة الحوثي بإنشاء ما يسمى رابطة علماء اليمن.
مناهضة الجماعة
وأضاف مفضل أن مكونات هيئة علماء اليمن كانت جمعية علماء اليمن، وهي المكون الرسمي الذي أنشأته الدولة بقرار رسمي، بعد ذلك حصلت خلافات بين بعض التيارات، وبقيت الجمعية كما هي، وخرج إطار يسمى الهيئة وضم الكثير من العلماء والفقهاء، والتي استمرت حتى دخول الحوثي صنعاء.
وأشار إلى أن أولئك العلماء نشروا فتاوى متعددة ضد جماعة الحوثي، ولعل أبرزها فتوى تحت مسمى النفير العام للوقوف ضد الجماعة نظير انتهاكاتها وأفعالها المخالفة للدين والقيم اليمنية، وهنا قام الحوثيون بإنشاء ما يسمى رابطة علماء اليمن، وضمت لهذه الرابطة من يواليها من الزيدية والصوفية وبعض السلفية، إضافة لعدد من الناشطين من غير العلماء، لمجرد إكمال النصاب.
ولفت إلى الفارق الكبير بين العالم الفقيه الجليل «المفتي»، ومن يسمى الواعظ الذي يعتمد على السطحية والعاطفة والتلون، والمثقف المعتمد على التنور والحداثة، والناشط المؤيد، مبينا أن هذه التشكيلات والمكونات اعتمدت على من لديه شعبية وجماهيرية وتأثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
الدور القطري
قال مفضل، إنه في فترات معينة كان هناك تجاذبات في المشهد اليمني، وفي عام 2007 أوقفت الحكومة الحرب مع الحوثيين بوساطة قطرية، وحينها تكفلت قطر بإعمار صعدة، ولكنها لم تلتزم بذلك، ولكنها أعطت أموال الإغاثة لعبدالملك الحوثي وأتباعه لدعم الحركية فكريا وعسكريا، حيث كانوا يخططون للإبقاء على الدمار والخراب كشاهد عيان من أجل ما يسمى تصدير مظلوميتهم في 2010 و2011.
وأضاف أنه خلال هذه الحقبة تم إظهار الفكر الجارودي المتطرف داخل الزيدية، وتم توزيع كتب لشخص غير زيدي يدعى حسن فرحان المالكي داخل اليمن، وتعتمد هذه الكتب على التحريض بين المذاهب، مبينا أن هذه الكتب كانت توزع من خلال مكتبة زيد بن علي، وهو أحد زملاء حسين الحوثي.
الفكر الجارودي
وأوضح أن هذه المكتبة عملت على نشر الفكر الجارودي المتطرف والكتب الشيعية داخل اليمن وقامت بتفريغ محاضرات حسين الحوثي، وكذلك أقوال بدر الدين الحوثي وهي مكتبة معروفة داخل صنعاء وتصل مطبوعاتها لكل اليمن، فضلا عن الدور الذي مارسته مؤسسة المعرفة التابعة للحركة الحوثية والتي لا تدعو إلى السلم أو السلام.
وأضاف أن قطر دعمت هذه الأنشطة بشكل عام وفي شتى المجالات العسكرية والفكرية، بالإضافة إلى شراء الولاءات والقيادات السياسية، كما أن أموال قطر شجعت على نشر الفكر الحوثي على حساب المذهب الزيدي وإظهار وطباعة مؤلفات حسين الحوثي الإرهابية المتطرفة، وإغفال المؤلفات الزيدية المتعايشة المسالمة والفهقية، مؤكدا أن المذهب الزيدي ليس حركة سياسية كما يروج البعض، وإنما عبارة عن أفكار فقهية للعبادات والمعاملات.
وأوضح الشيخ مفضل أن الزيدية تختلف تماما عما يقوم به الحوثي وجماعته، كما أن التراث الزيدي ليس متطرفا، ولكن بعض أعضاء جماعة الإخوان ممن يعملون لصالح قطر، حاولوا تشويه المذهب الزيدي، كذلك هناك من صور الزيدية على شكل خاطئ، وتم تأليف كتب لتجريمهم خلال حقبة زمنية ماضية، مؤكدا أن الحوثي لا يهمه الزيدية، ولديه مشروع إيراني يحاول تطبيقه على الجميع.

من أقوال مفضل
1 من يتصدر المشهد في اليمن حاليا ليس من الزيدية
2 الزيدية تختلف تماما عما يقوم به الحوثي وجماعته
3 حال مفتي الحوثيين من تشبعوا بالأفكار الإيرانية المتطرفة
4 تمجيد عبدالملك الحوثي غير موجود عند الزيدية
4 رابطة علماء اليمن الحوثية تسيطر عليها المصالح والأحقاد
5 مسألة التمجيد متداولة عند الإثنى عشرية والجعفرية
9 العلماء الموالون للحوثي قاموا بدور المحرض وإثارة الفتن
8 قطر دعمت الأنشطة المتطرفة بشتى المجالات العسكرية والفكرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.