في وقت فشلت الأممالمتحدة في حل معضلة الجماعات المسلحة المنتشرة في ليبيا، قال مراقبون للشأن الإفريقي، إن القوة العسكرية واللوجستية والمالية لهذه الجماعات تضخمت بشكل كبير، وإنها باتت عنصرا جاذبا للميليشيات خارج الحدود الليبية. وحسب المراقبين فإن الميليشيات المسلحة الليبية تتمركز في المناطق الشرقية والغربية، مثل مجلس شورى مجاهدي درنة الذي يعد من أبرز الجماعات التكفيرية، والذي تأسس في نهاية عام 2014، بعد إطلاق الجيش الوطني الليبي لعملية الكرامة، بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية، حيث انضم تحت لواء المجلس بعض المجموعات التكفيرية مثل تنظيم أنصار الشريعة القريبة من القاعدة، وكتيبة البتار التي تضم مجموعة من المقاتلين الليبيين العائدين من سورية. وهناك أيضا عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة التي تأسست في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان عام 1990 والتي أيقظت خلاياها النائمة في ليبيا لمحاربة نظام القذافي، كما تم تأسيس جماعة المرابطون لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، فضلا عن الخلايا النائمة لتنظيم داعش المنتشرة في مدينة بنغازي. عامل جذب أوضح المراقبون أن تلك الجماعات شكلت عاملا جاذبا للميليشيات المسلحة في إفريقيا، وتحديدا في مناطق النزاعات مثل دارفور وتشاد وغيرها، بالإضافة إلى علاقات أقطاب تلك التنظيمات ببعضها البعض، لتحقيق مصالح عسكرية ولوجستية بهدف إحكام قبضتها على مناطق وجودها، ومن ثم لم يكن غريبا عمل ميليشيات مسلحة تشادية في ليبيا، مثل الجبهة من أجل التناوب والوفاق في تشاد، ومجلس القيادة العسكرية من أجل سلامة الجمهورية، وتجمع القوى من أجل التغيير، فضلا عن مشاركة الميليشيات الإرهابية الليبية العام الماضي في عدة مواجهات عسكرية في ليبيا، منها الهجوم مع سرايا الدفاع عن بنغازي على محطات النفط، وتورطها في معارك إلى جانب سرايا الدفاع عن بنغازي في بلدتي براك الشاطئ وتمنهنت. مشكلة أمنية تضم الميليشيات المسلحة التشادية في ليبيا 3500 مقاتل، يتمركزون في وسط ليبيا وجنوبها، وأصبحت مشكلة أمنية تهدد السكان لضلوعهم في أنشطة التهريب بهدف تمويل أنشطتهم الإرهابية. لم يقتصر الأمر على ميليشيات تشاد، بل انضم إليها قبل فترة وجيزة مجموعات متمردة من إقليم دارفور في السودان، الذين لجأوا إلى جنوب ليبيا، من أجل إعادة بناء قواهم العسكرية في محاولة للعودة إلى السودان ومتابعة القتال عندما تسنح الفرصة بذلك. ويأتي هذا الأمر بعد أن أصبحت ليبيا مصدر هام لتمويل الجماعات المسلحة في دارفور، المتمرسة في حرب العصابات، والتي يتمتع مقاتلوها بقدرة كبيرة في وضع الخطط والتحرك في المناطق الجبلية الوعرة. خطر كبير أكد المراقبون أن انتقال الميليشيات المسلحة مثل حركة تحرير السودان القادمة من دارفور وحركة العدل والمساواة والمعارضة التشادية إلى جنوب ليبيا، يشكل خطرا اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا كبيرا، خصوصا أن تلك الجماعات ناشطة في الجريمة المنظمة العابرة للحدود مثل الاتجار في المخدرات والأعضاء البشرية لتمويل نشاطاتها الإرهابية، لافتين إلى وصف المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة لتلك الجماعات بأن «أعضاءها من المرتزقة وتجار حرب، يعملون على تأجيج الصراعات بهدف تحقيق مكاسب كبيرة، وأنهم يستخدمون ليبيا لصالح مشاريعهم الخاصة».
أبرز الجماعات الليبية المسلحة مجلس شورى مجاهدي درنة تنظيم أنصار الشريعة القريب من القاعدة كتيبة البتار وتضم مقاتلين عائدين من سورية. الجماعة الإسلامية المقاتلة
جماعة المرابطون لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر الخلايا النائمة لتنظيم داعش بمدينة بنغازي