أكدت ممثلة المجتمع المدني اليمني في مجلس الأمن، رشا جرهم، أن هناك صمتا دوليا حول استخدام الحوثيين للألغام، خصوصا الألغام المضادة للأفراد، رغم أن اليمن موقعة على اتفاقية حظر الألغام، مشيرة إلى أنها استمعت إلى شهادات النساء بهذا الخصوص، تشير إلى أن الوضع في اليمن بات مؤلما، بسبب زراعة الحوثيين للألغام بشكل عشوائي. وقالت رشا جرهم في حوار مع «الوطن»، إن الحوثيين يواصلون تجنيد الأطفال عبر الترهيب والتجنيد الإجباري، وأنهم يستخدمون الأطفال كوقود للحرب، مؤكدة على أنها تحمل مسؤولية تاريخية لدعم اليمن ورفع المعاناة عن الشعب والبلد. وتطرقت جرهم إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمطالبة بإرسال قوات حفظ سلام من دول محايدة لإيقاف الحرب في اليمن، مشيرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب ضعف تنسيق منظمات الأممالمتحدة، لافتة إلى عدم ثقة شبكة التضامن النسوي فيما أعلنته ميليشيات الحوثي عن استعدادها لوقف إطلاق النار، وأن إيران لن تتوقف عن دعمها بسبب الارتباط الأيدولوجي بينهما، وإلى تفاصيل الحوار:
بداية التجربة
تحدثت - كأول امرأة يمنية - من منبر مجلس الأمن عن الحقائق وتطورات الأحداث ،كيف ترين تأثيرها الدولي ؟ كانت هناك فرصة لدعوة امرأة تمثل المجتمع المدني، لتقديم الإحاطة في مجلس الأمن ورفعت قائمة بأربعة أسماء من ضمنها اسمي، وتمت الموافقة على تقديمي الإحاطة، وقمت بإرسال المعلومات والقضايا والتوصيات للناشطات اليمنيات، بما في ذلك شبكة التضامن النسوي، التي تضم أكثر من 250 امرأة، ونجحت الإحاطة بتسليط الضوء على معاناة البلد بشكل عام والنساء بشكل خاص، كانت تجربة صياغة الإحاطة مؤثرة جدا، وعكست النساء من خلالها الحرص على المصلحة الوطنية، وكان هناك توافق كبير بينهن على اختلافاتهن السياسية، لذلك فإن مواصلة إقصاء النساء هو استمرار، لتفويت الفرص للوصول لسلام حقيقي وعادل ومستدام. ألغام الحوثيين
تناولت خطورة ألغام الحوثيين التي أودت بحياة آلاف المدنيين في ظل صمت عالمي، لماذا هذا الصمت؟ للأسف، هناك بالفعل صمت دولي حول استخدام الألغام، ووصلتنا قصص تدمي القلوب حول ضحايا الألغام، التي يزرعها الحوثيون، خصوصا الألغام المضادة للأفراد، والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، سيما وأن اليمن موقع على اتفاقية حظر الألغام. وماذا عن مشروع مسام لنزع الألغام ومايقدمه مركز الملك سلمان لليمن؟ مشروع ممتاز واليمن في أشد الحاجة إليه بعد أن نشر الحوثيون هذا الكم الهائل من الألغام. ويمكن للمركز التنسيق مع منظمةProfessionals in Humanitarian Assistance and Protection (PHAP) ، وهي منظمة تعنى ببناء قدرات المنظمات والهيئات الحكومية والدبلوماسيين في مجال الإغاثة، والقانون الدولي الإنساني وغير ذلك.
تجنيد الأطفال
لماذا لم يتم التطرق لجرائم تجنيد الأطفال وغيرها من الانتهاكات؟ وقعت اليمن في 2014 خطة مع الأممالمتحدة لإنهاء تجنيد الأطفال، وكان هناك توجه أممي آنذاك للتوقيع مع الحوثيين على اتفاقية تلزمهم بعدم تجنيد الأطفال، ولكن لم يتم ذلك، وتم إدراجهم في التقرير السنوي كمجموعة تنتهك حقوق الأطفال، بسبب التجنيد منذ عام 2011، وهناك شهادات النساء بهذا الخصوص والوضع فعلا مؤلم، وكما أشرت بالبيان فإن الأممالمتحدة ألغت البرامج الموجهة لمساعدة الأطفال المقاتلين وحمايتهم، وإعادة دمجهم منذ عام2016، وهناك تقريبا برنامج وحيد مع منظمة وثاق في مأرب بدعم من مركز الملك سلمان.
القرار 2216 قرار مجلس الأمن 2216 يجبر الحوثيين على تسليم السلاح، لماذا لم يكثف المجلس جهوده لتطبيق القرار؟ القرار 2216 تم تبنيه في مجلس الأمن تحت البند السابع، وهذا يعطي مجلس الأمن صلاحيات أكبر للتنفيذ، ولكن مجلس الأمن بطيء في التجاوب مع الحالة اليمنية، ومن ثم فقد طلبنا في الإحاطة بإرسال قوات حفظ سلام من دول محايدة لإيقاف الحرب والإشراف على عملية تسليم السلاح والإجراءات الأمنية المطلوبة، من أجل استتاب الأمن وتحقيق السلام. وعندما تدخل تحالف دعم الشرعية في بداية الحرب كان بسبب الحالة الطارئة التي وصلت لها البلاد، عندما تم حصار رئيس الجمهورية وملاحقته إلى الجنوب ومحاولة قتله وقصف قصر الرئاسة بالطيران، اضطرت دول التحالف للتدخل، وإذا لم تتدخل في حينه كان سيكون لنا الآن واقعا مختلفا. مباحثات السلام هناك عدة مشاورات بات جميعها بالفشل، ومن المتوقع فشل مشاورات السويد المقبلة، بماذا تفسري إفشال الحوثيين للمفاوضات؟ في مشاورات جنيف 1 و2 والكويت كان وضع الحوثيين أفضل من الآن، وكان لا يزال معهم تحالف مع الرئيس السابق صالح والمؤتمريين التابعين له، بعد مقتل صالح أصبح الحوثيين ضعفاء وعزلوا أنفسهم تماما، إضافة إلى وجود انشقاقات داخل جماعتهم، اليوم هم مثل الوحش الجريح، الذي حوصر في الزاوية، لذلك فإنهم إذا لم يصلوا للسلام سيقاتلون حتى الموت، حيث لن يكون لديهم مخرج آخر، ومن ثم يجب تذليل الصعاب نحو مشاورات حقيقية لاتقتصر على طرفي الحكومة الشرعية والحوثيين، وإنما مشاركة جميع القوى المدنية والقبائل، وأن تتمحور المفاوضات حول توزيع المسؤولية بدلا عن تقسيم السلطة، وقد أرسلنا في سبتمبر الماضي وفدا نسائيا للمساهمة في بناء السلام ووقف نزيف القتال. الانحياز للانقلابيين أدى انحياز منظمات الأممالمتحدة للحوثيين، إلى إخفاء انتهاكاتهم، كيف يحدث ذلك؟ حاليا عمليات الإغاثة تتم من الأممالمتحدة والمنظمات الدولية ومركز الملك سلمان. ولا أشعر بأن هناك تنسيقا كافيا بين هذه الهيئات جميعا، أغلب مقرات منظمات الأممالمتحدة في صنعاء، القليل منهم عززوا وجودهم في عدن، ولكن القرار والموافقة على المشاريع كله يتم في صنعاء. عمل مؤسسات الإغاثة يعتمد على الحياد وعدم الانحياز والاستقلالية، إلا أن العاملين بالمنظمات الدولية يخشون تقديم صورة عن الانتهاكات الحوثية، كون ذلك يعرضهم لخطر الطرد من قبل المنتهكين لحقوق الإنسان، وقد تلقينا معلومات من النساء في مناطق الحوثي تفيد بأن مواد الإغاثة يتم بيعها، ولا يتم توزيعها بشكل عادل. كما أن تقرير لجنة الخبراء الدولية المتعلق بالتحالف كان مخيبا، لأنهم لم يعملوا بنفس الجهد في توثيق جرائم الحوثيين، ونحن في التضامن النسوي أصدرنا بيانا انتقدنا التقرير، وحددنا الفجوات التي كانت به ومنها قضية الألغام واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وحصار تعز والحرب في عدن، وغيرها من انتهاكات أرسلت لهم ونشرت في الإعلام.
وقف إطلاق النار طالبت في بيانك بوقف إطلاق النار، هل تعتقدي أن الميليشيات الانقلابية لديها استعداد لذلك ؟ نحن نأمل أن تتوصل جميع القوى إلى اتفاقية لوقف النار في اليمن، وتابعت تصريحات القيادات الحوثية واستعدادهم لوقف النار، لكننا دائما نشكك في نواياهم لأن الماضي أثبت لنا مراوغتهم المستمرة، غير أننا سنمنحهم الفرصة لتحقيق السلام. هل الأممالمتحدة تشعر بمعاناة اليمنيين أم أنها ستحاول إنقاذ الميليشيات مرة أخرى ؟ بحسب معطيات جلسة مجلس الأمن الأسبوع الماضي تم الإشارة إلى مسودة قرار سيتم تقديمها برعاية بريطانيا تضم 5 نقاط هي: وقف إطلاق النار، وتأمين وصول الإغاثة دون معوقات، ودعم الاقتصاد والبنك المركزي وحل مشكلة الرواتب، وزيادة تمويل برامج الإغاثة، ودعم جهود المبعوث الأممي، ومن ثم علينا متابعة تبعات هذه القرارات، وكيف ستنعكس على الأرض.
أسلحة إيران مندوب اليمن في الأممالمتحدة د. أحمد بن مبارك، أكد أن إيران دولة راعية للإرهاب، كيف ترين ذلك؟ لا شك في أن إيران تدعم الحوثيين، لا يوجد تفسير آخر لقدراتهم العسكرية، وهناك ارتباط أيدولوجي بين الحوثيين والإيرانيين ارتباط أيديلوجي وهذا يعقد الموقف لأنه ليس من السهل إقناعهم بالتخلي عن إيران، والآن في ظل العقوبات الإضافية التي فرضت على إيران من الطبيعي أن يتسمروا في أساليبهم بإيجاد مجموعات تحقق لهم استراتيجاتهم في المنطقة. رغم قرار حظر تصدير الأسلحة إلى اليمن، تصدر إيران الصواريخ الباليستية وغيرها من الأسلحة إلى الحوثيين، كيف تم تعطيل هذا القرار؟ الأممالمتحدة لديها هيئة لتفتيش السفن القادمة إلى اليمن، ومن مهامها إيقاف تدفق السلاح، ولكن اليمن بها شريط ساحلي واسع وقد يكون من الصعب السيطرة عليه، وأيضا ربما أن الحوثيين يصنعون هذه الأسلحة داخل اليمن بعد الحصول على المخططات. من أوراق رشا جرهم رئيسة منظمة مبادرة مسار السلام وعضوة بمؤسسة في شبكة التضامن النسوي حاصلة على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نوتنجهام البريطانية عملت في مجال التنمية والإغاثة وحقوق الإنسان والنساء على مدى 15عاما عملت مع اليونيسف وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا عضوة في مركز بحوث حقوق الإنسان والتعليم بجامعة أوتاوا عضوة سابقة مع مركز جنيف للسياسات الأمنية حاصلة على زمالة معهد آسبن الأميركي وخبيرة في مجال الجندر والسلام والأمن
أبرز أقوالها الوضع في اليمن بات مؤلما بسبب زراعة الحوثيين للألغام بشكل عشوائي. اليمن في أشد الحاجة لمشروع مسام بعد أن نشر الحوثيون كما هائلا من الألغام مجلس الأمن بطيء في التجاوب مع الحالة اليمنية تدخل دول التحالف في اليمن أنقذ البلاد من واقع مختلف. هناك ارتباط أيدولوجي بين الحوثيين والإيرانيين لن ينقطع إيران تدعم مجموعات تحقق من خلالها استراتيجتها في المنطقة الحوثيون يواصلون تجنيد الأطفال عبر الترهيب والتجنيد الإجباري