لا غرابة في أن تخطو إسرائيل خطوة كهذه، بعد أن بات العالم المتمدن يرفضها ويرفض طروحاتها. الخطوة الجديدة هي عزم وزارة التربية والتعليم إلزام طلاب المدارس العربية بدراسة موضوع المحرقة اليهودية، التي ارتكبها النظام النازي في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك ابتداء من العام الدراسي المقبل. خطت إسرائيل هذه المرة باتجاه عرب الداخل لفرض مفاهيمها التي ما عادت تكسبها العطف، تحت شعار المحرقة التي وإن صحت أحيانا ،إلا أنها لم تكن بالحجم الذي صورته الدعاية الصهيونية، لا بل إن التاريخ أثبت أن القادة الصهاينة رموا باليهود إلى التهلكة ليكونوا وقودا لتلك المحرقة التي ارتكبها أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. ويحضرني في هذه المناسبة حادثة الباخرة "بتريا" التي أغرقها الصهاينة وهي محملة باليهود المهاجرين إلى فلسطينالمحتلة، مقابل ميناء حيفا حيث قتل أكثر من 267 صهيونيا. ويعود سبب تفجيرها من قبل عصابات الهاغانا احتجاجاً على السلطات البريطانية التي اتخذت قرارات للحد من نشاطات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، وكذلك إحراق فندق الملك داود بالقدس عام 1948 والذي كان معظم نزلائه من واليهود والبريطانيين ، والذي تبين في ما بعد أن غلاة الصهاينة هم من أقدموا على إحراقه ليكسبوا الرأي العام الغربي. إن تدريس المحرقة اليهودية في المدارس العربية داخل فلسطينالمحتلة تحد للرأي العام العربي والإسلامي، وليس لإخواننا عرب ال48 الذين لا حول لهم ولا قوة.