سعودية تتحدى البطالة وتنجح في تصميم الديكورات وتنفيذها

السعدون: المشروع بدأ بسيطا وكبر تدريجيا ونسعى إلى منافسة المنتج الأوروبي والتصدير

لم تنتظر مصممة الديكورات إلهام السعدون أن تأتيها الوظيفة عقب تخرجها من الجامعة أو أن تقف في طابور البطالة تنعى حظها، وأقبلت على الحياة العملية بجرأة لتطبق ما درسته بالجامعة، وفي وقت وجيز تخصصت في تصميم قاعات الأعراس ومستلزمات حفلات الزفاف.
تقول السعدون: إن البطالة قاتلة للمواهب في بعض الأحيان وإنها لم تجد صعوبة في إطلاق مشروعها بعد التخرج في جامعة الملك عبدالعزيز قسم العمارة. وترى السعدون أن البعض لا يستغل حاجة المملكة لمشاريع متطورة بابتكارات حديثة، رغم أن سوق العمل مليئة بالفرص الاستثمارية الواعدة. وعن بدايتها قالت ل"الوطن": إن أهم ما يميز العروس السعودية الإحساس والذوق العالي وعروس اليوم تهوى البساطة والألوان الهادئة والتصاميم العصرية المدمجة بالتراث السعودي. وبينت أنها بدأت منذ خمس سنوات مشروعها الذي تطور ليصبح مركزا كبيرا. وأضافت: كانت الانطلاقة الفعلية لها عقب تلقيها تشجيعا من إحدى الأسر بعدما قامت بتصميم ديكور غرفة في فيلا خاصة، ومن شدة إعجاب صاحبة المنزل بالتصميم طلبت منها تنفيذ كامل ديكورات الفيلا، وهذا التشجيع دعمها وحمسها للاستمرار في العمل. ثم بدأ الأقارب والصديقات في تسويق عملها بشكل فردي دون دعاية منظمة بعدما لاقت تصاميمها رواجا. وتؤكد أن مشروعها بدأ صغيرا ودعمته بالكثير من الأفكار والابتكارات الحديثة والراقية مستمدة التناغم مما درسته أكاديميا ثم توسعت في عملها إلى تصميم قاعات الأفراح والأعراس والمهرجانات والحفلات. وأضافت: أن عروس اليوم تهوى الألوان الهادئة وغالبا ما يرتبط مزاج العروس مع التصميم الذي تختاره. وتقول: إن فكرة تصميم القاعة تبدأ من استقبالها للعروس في مكتبها لتتعرف على رؤيتها للقاعة التي اختارتها لعرسها، ومن ثم تبدأ بالتعرف على شخصيتها ومزاجها، وتتخيل معها الألوان التي تحب وشكل الكوشة الذي ترغبه فيها وكيفية ظهور طاولات الطعام وألوان الإضاءة و الورود ثم تقوم برسمها قبل التنفيذ. وتقول: غالبا ما نعتمد على البساطة كأسلوب في التصميمات, وغالبا ما نستخدم لونين أو ثلاثة في تصميماتنا لنعطي للكوشة والقاعة حيوية ورونقا جذابا. وأشارت إلى أنها تستخدم اللون البنفسجي في أكثر التصاميم، فهو لونها المفضل. وتختار الكثير من العرائس تصميمات تعتمد على استخدام لون واحد ليكون بمثابة العنصر المشترك لجميع عناصر القاعة ومتشابها مع الفستان الذي ترتديه ليلة عرسها. وبالنسبة إلى الخامات فقالت: يعتمد أغلب تصاميمي على الأقمشة والشمواه الذي يشعرني بأنه يعطي فخامة خاصة مع إضافته إلى الستان اللامع. والألوان الشائعة هذا الموسم هي الأبيض والعاجي والبنفسجي وهناك تصاميم تعتمد على التضاد وهي الأكثر كلاسيكية وتكون بمزج لونين كالأبيض مع الأسود أو الرمادي مع الأحمر وهذا المزج يعطي إحساس بالنضارة والفرح. وأشارت إلى قيام مركزها بتدريب الكثير من الطالبات وخريجات قسم العمارة بجامعة الملك عبدالعزيز على عمل التصميمات. وعن جديدها قالت: نعتزم صناعة تلبيسات كراسي الأفراح بأشكال غريبة ومبهرة وباستخدام مواد محلية، ويعمل على تنفيذها الآن خمسة من الفنيين السعوديين، ونود أن تظهر تلك الابتكارات بطريقة تنافس الصناعات الأوروبية، ونتطلع مستقبلا إلى تصدير منتجاتنا إلى خارج المملكة والتوسع في تصميم الأثاث المنزلي محليا.