كشف معرض جدة للكتاب الأخير عن توجه مجموعة من الناشرين العرب للانسحاب من اتحاد الناشرين العرب، وتشكيل جمعية موازية له، تضم (ناشرون من أجل المهنة) بحسب ناشرين تحدثوا إلى "الوطن"، ذهبوا إلى أن اتحاد الناشرين العرب عقب مؤتمره الأخير في نوفمبر الماضي والذي استضافته الإسكندرية، أصدر قرارات ليست في صالح المهنة، على حد تعبيرهم. فيما عبر صاحب دار لمسات السورية الناشر زياد كسارة، عن امتعاضه باقتضاب قائلا: الناشرون يطالبون الناشرين، الناشرون يلومون الناشرين والأدوار تتبدل، جعجعة كثيرة بغير طحين، ملمحا إلى تباينات وخلافات حادة بين أعضاء داخل الاتحاد. الاتحاد لم يدع للمقاطعة أكد الناشر اللبناني نبيل مروة، صاحب دار الانتشار العربي التي احتلت المرتبة الأولى في نشر الأدب السعودي، بإصدارها مئة كتاب لعام 2016، بحسب رصد الببيلوجرافي خالد اليوسف، وجود مشاورات وتفاهمات بين عدد من كبار الناشرين العرب لإنشاء كيان موازٍ لاتحاد الناشرين العرب، وقال ل"الوطن" على هامش مشاركته في معرض جدة للكتاب: اجتمعنا ووضعنا لمسات وملامح أولية لهذا الكيان الذي يعبر بالضرورة عن امتعاضنا من آلية عمل اتحاد الناشرين العرب، ومجمل القرارات التي يتخذها وهي ليست في صالحنا كناشرين عرب، نعاني أزمات كثيرة في مقدمتها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها معظم دور النشر العربية، ولعل أسوأ تلك القرارات كان قرار مقاطعة معرض جدة، وهو القرار الذي لم يلتزم به أكثر الناشرين، ومن بينهم من تبنى هذا القرار غير المنطقي، فكما قلت سابقا إنه لم يتبق للناشر العربي من سوق تعوضه الخسارات سوى المعارض التي تنظم في منطقة الخليج. من جهته، قال الناشر التونسي عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب رئيس لجنة المعارض بالاتحاد الدكتور محمد صالح المعالج ل"الوطن": "إنشاء اتحاد آخر مواز لاتحاد الناشرين العرب خبر ليس له أي أساس من الصحة، فالاتحاد انبثق من جامعة الدول العربية، ولا يمكن إلغاؤه بهذه السهولة، وإذا كان هناك غاضبون من قرارات مؤتمر الإسكندرية الأخيرة، فأحب أن أؤكد أن اتحاد الناشرين العرب لم يدع لمقاطعة معرض جدة إطلاقا، هو فقط لم يعتمد المعرض ضمن الروزنامة الدولية للمعارض، لعدم تلبية المعرض بعض الشروط والمعايير التي تؤهله للانضمام لهذه الروزنامة". فوضى النشر تساءل الناشر خالد قبيعة أحد أهم الناشرين الداعين ل(ناشرون من أجل المهنة): إلى أين! سؤال موجه إلى كل ناشر عربي، ويجب عليه المساعدة والإجابة، أستغرب وأفتخر في الوقت ذاته من هذه التضحيات التي يقدمها الناشر العربي في سبيل البقاء للاستمرار بمهنة التوزيع والنشر، على الرغم من جميع الإخفاقات الصادمة، كعدم وجود ميزانيات لشراء الكتب من قبل الهيئات الحكومية من جهة، ومزاجية الهيئات الأخرى في اقتناء بعض والقليل جدا من جهة ثانية، مما عكس إحباطا كبيرا لدى العديد من المشاركين، والتي ترجمت على أرض الواقع بآخر المعارض العربية للكتاب لهذا العام، وأصبح الناشر يتخبط لتغطية نفقاته الكبيرة ليتمكن من الاستمرار فقط. وتابع قبيعة: تردي الأوضاع ووصولها إلى هذا الحد، جعل الكثير من الناشرين يغرق بديون كبيرة، وأصبح يفكر واقعيا بالإغلاق، بعد أن أغلقت أيضا العديد من المطابع، وأخرى على شفير الإفلاس، وإقفال العديد من شركات التوزيع والمكتبات، كان المؤشر الأول لندرك مدى خطورة الواقع علينا، لأن التوزيع أصبح يقتصر على البيع المباشر عبر المعارض العربية للكتاب أو بالمعارض المحلية والمدارس والشوارع والأرصفة، والسوبر ماركت والمولات، وبالتالي لا تسمع ولا تلمس إلا أن هذا المعرض ضعيف وذاك المعرض أضعف، وبالوقت نفسه يتكبد الناشر الخسائر المباشرة من أجور الإستاندات والشحن إلى المعرض، وشحن المرتجعات والإقامة بالفنادق والمصاريف الأخرى. اتحاد الناشرين العرب * تأسس في بيروت 1995 * منظمة إقليمية مستقلة تمثل الناشرين العرب لدى الجهات الرسمية العربية والدولية، ولدى الاتحادات والروابط المهنية النظيرة له، ولدى مؤسسات المجتمع المدني كافة التي تهتم بالثقافة والدفاع عن حق التعبير والنشر والقراءة * يتكون من اتحادات النشر العربية * يمثلها عضو من كل اتحاد * تنتخب الجمعية العمومية له عددا مساويا لممثلي الدول في مجلس إدارة الاتحاد * 25 عضوا يمثلون مجلس إدارة الاتحاد الحالي * 13 عضوا يمثلون اتحادات النشر العربية * 12 عضوا تم انتخابهم في الجمعية العمومية (المؤتمر العام) * يمارس الاتحاد أعماله من خلال لجان متخصصة * مقر الأمانة العامة في بيروت * مكتب الرئاسة في القاهرة