أكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى موافقة أولية على السماح للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وذلك خلال القمة التي جمعته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب. وأوضح ويتكوف، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أن التفاهم يتضمن صيغة تشبه «المادة الخامسة» من معاهدة حلف شمال الأطلسي، حيث يشكل الدفاع الجماعي حجر الأساس في حماية الدول الأعضاء. وأضاف أن «هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها الروس يقبلون بهذا المبدأ»، واصفًا الاتفاق المبدئي بأنه «تغيير محتمل لقواعد اللعبة». الضمانات الأمنية وفي بروكسل، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالموقف الأمريكي، مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في توفير الضمانات الأمنية إلى جانب واشنطن. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمعها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بدوره شكر الولاياتالمتحدة لكنه شدّد على أن التفاصيل لا تزال غير واضحة، قائلًا إن بلاده تحتاج إلى ضمانات عملية ملموسة توازي مظلة «الناتو». توجه ترمب دافع ويتكوف عن توجه ترمب بالابتعاد عن فكرة فرض وقف فوري لإطلاق النار، موضحًا أن الرئيس السابق يركّز على اتفاق سلام شامل بعد ما وصفه بتحقيق تقدم ملموس في المباحثات. وأشار إلى أن روسيا التزمت، وفق ما نوقش في القمة، بعدم استهداف مزيد من الأراضي الأوكرانية. عواقب إضافية قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يضطلع أيضًا بدور مستشار الأمن القومي لترمب، إن أي تأخير في التوصل إلى اتفاق سلام سيقود إلى «عواقب إضافية»، من دون أن يحدد طبيعتها. وأضاف في مقابلات إعلامية أن العقوبات الجديدة لم تعد أداة فعالة في هذه المرحلة، معتبرًا أن أفضل وسيلة لإنهاء الصراع تكمن في تسوية شاملة وليس مجرد هدنة مؤقتة. ورغم ما وُصف بالتقدم، أقر روبيو بأن المفاوضات لا تزال بعيدة عن التوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكدًا وجود نقاط خلاف أساسية، أبرزها ما يتعلق بمصير الأراضي محل النزاع. وأوضح أن تلك القضايا من المتوقع أن تناقش في اجتماع يعقد الإثنين في البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين. ويتزامن هذا المسار مع استمرار الغموض بشأن الترتيبات العملية للضمانات الأمنية، خصوصًا في ظل إصرار كييف على أن تكون عضويتها المستقبلية في الاتحاد الأوروبي جزءًا من منظومة الحماية. وبرغم الاتفاق على خطوط عامة، يرى مراقبون أن الطريق لا يزال طويلًا قبل الوصول إلى سلام دائم، وأن أي تفاهمات تبقى رهينة مواقف الأطراف حول القضايا الجوهرية مثل الحدود، الأمن، والالتزامات العسكرية. أبرز النقاط التي خرجت من المواقف: بوتين أبدى موافقة أولية على منح أوكرانيا ضمانات أمنية أمريكية أوروبية. الضمانات شُبّهت بالمادة الخامسة من ميثاق «الناتو». الاتحاد الأوروبي أعلن استعداده للمشاركة في منظومة الحماية. زيلينسكي رحّب بالمبادرة لكنه اعتبرها غير واضحة التفاصيل. ترمب فضّل التوجه نحو اتفاق سلام شامل بدلًا من وقف إطلاق النار الفوري. وزير الخارجية الأمريكي روبيو حذّر من «عواقب إضافية» في حال تعثر التسوية. الخلافات الرئيسية لا تزال قائمة، خصوصًا بشأن قضايا الأراضي والسيادة.