دخلت المفاوضات بين اتحاد الناشرين العرب والشركة المنظمة لمعرض جدة الدولي للكتاب، منعطفا جديدا، يهدد بإلغاء صفة الدولية عن المعرض، وتصنيفه محليا فقط، حيث يسعى الناشرون للوصول إلى أفضل شروط للمشاركة، وإذا لم يتحقق ذلك سيكون قرار مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب بعدم اعتماد معرض جدة ضمن قائمة المعارض العربية والدولية المعتمدة لديه، واعتباره معرضا محليا، وفقا لرئيس الاتحاد محمد رشاد ، الذي سبق أن دعا أعضاء الاتحاد للتريث في إعلان المشاركة في المعرض، تاركا لكل ناشر الحرية في اتخاذ القرار المناسب. فيما عقدت لجنة المعارض باتحاد الناشرين المصريين أول من أمس اجتماعا لمتابعة مستجدات مفاوضات معرض جدة وتفنيد نقاط الاختلاف بين عقد الدورة السابقة والدورة الحالية بعد استفتاء الناشرين حول النقاط التي تهمهم. وعود أكد رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب محمد صالح المعالج ل"الوطن" أنه تلقى خطابا من وليد واكد من شركة الحارثي المنظمة للمعرض، تضمن نقاطا أجابت عن استفسارات اللجنة، ومنها عدم إمكانية تخفيض سعر المشاركة (200 دولار) المدعوم من قبل الشركة، حيث أن التكلفة الفعلية للمتر المربع قيمتها 700 دولار. وحول النقاط الأخرى وعد واكد بأن المعرض سيحظى بحملة إعلانية قوية، وإدخال العارضين قبل ساعة من موعد فتح المعرض، وتوفير خدمات الإنترنت والاتصالات، أما النقطة الأهم المتعلقة بالتخليص والفسح فقال خطاب واكد "إنه جار التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام بهذا الخصوص".
أهمية المعرض
قال الناشر زياد كسارة ل"الوطن": إدارة المعرض تماطل مع الاتحاد بما تستطيع وترسل للناشرين طلب السداد وتوقيع العقد، بمعنى أن من ينتظر قرار الاتحاد من الناشرين لن يعطوه أولوية الاشتراك. وكشف كسارة أن إدارة المعرض تجاوبت مع طلبات اتحاد الناشرين فيما يتعلق بتأمين خدمات "بديهية" لأي فعالية، لكن دون أي تجاوب مع النقاط الأهم (تأمين المعرض، التأشيرات، موعد استلام الأجنحة ووجود اعتماد فعلي من مؤسسات حكومية). بينما قال عضو لجنه المعارض ولجنة حماية الملكية الفكرية باتحاد الناشرين العرب الناشر خالد قبيعة: معرض جدة بالنسبة للناشرين العرب معرض مهم جدا والجميع يرغب في المشاركة به، هنالك مواصفات دولية يجب أن تتواجد بأي معرض عربي دولي للكتاب غير متوافرة في معرض جدة، مثلا الخدمات العامة ضعيفة جدا ولا تقارن بأي معرض دولي آخر كالمداخل الرئيسية للناشرين وعدم جود متابعة جدية يومية لاحتياجات العارضين، مشاركة محلات الألعاب مما يضعف أداء الناشر المشارك، بطء الفسح للكتب وأهم مطلب هو لا يوجد تنسيق مع وزارتي التعليم والثقافة لإرشاد المدارس بزيارات إلزامية للمعرض، ولا توجد لجان لمشتريات الكتب.
قضية أكبر
في رأيي أن القضية ليست معرض جدة فقط، بل يجب دراسة جادة حول التعامل مع كل إدارات معارض الكتب، لتحقيق ثقافة فاعلة تعود بفائدة على الوطن والموطن وتنتج مبدعين، وأنا أستغرب ونحن نرى كساد الكتاب وقلة الإقبال عليه بسبب قلة أو ضعف الموارد المالية للمواطن والناشر، فكيف يمكن أن نحقق دعما لدور الثقافة وأهميتها لدى جيل من أمتنا حرص الغرب وشاركهم الإعلام بالعمل على تجهيله ونحن نضيق الخناق على الناشر، ليس المهم معرض جدة بل كل المعارض لأنه إذا تراجعت قدرة الناشر على النشر والاستمرار انتهت ثقافة الوطن. فايز أبوشيخة ناشر