لا أدري حتى متى يمكن أن يقتنع بعض العرب بأن "إيران" أشد خطرا على أمتنا العربية، ومُهدَّدا خطرا لأمنها من أي جهة أخرى؟ ومن هؤلاء العرب الذين أعنيهم، أربعة أو أكثر من "الكتبة" في صحافتنا الذين خرجوا بتغريدات، غردوا بها خارج السرب، ليعلنوا "اعتراضهم" بشكل أو بآخر على الموقف "العروبي" الذي مثله الأمير تركي الفيصل، حينما وقف بكل شموخ وإباء في "مؤتمر المعارضة الإيرانية"، وأعلن موقفا شريفا بدعم المعارضة الإيرانية المعتدلة لدولة الملالي في إيران. إيران الملالي التي تفاخرت بإسقاطها 3 عواصم عربية "بيروت، ودمشق وبغداد"، وكانت تبشر بأن العاصمة الرابعة "صنعاء" في طريقها للسقوط لولا أن قيض الله لها سلمان بن عبدالعزيز، لتبقى عاصمة عربية لا فارسية. إيران الملالي التي لم تبلغ بعد مواصفات الدولة الحديثة، وما تزال تعيش "دولة الثورة الخمينية" الفوضوية التي تعيش داخلها الرغبة الانتقامية التاريخية من العرب، ولذلك فهي تزرع لها خلايا وأذنابا في بلدان الخليج العربي، بهدف زعزعة أمنها ودعمها للقيام بأعمال إرهابية، كما تفعل في البحرين، وكما تفعل في الكويت، إذ تم الكشف عن تهريب السلاح والمخدرات، وكما تقف وراء الخلايا الإرهابية في السعودية، فهي تسعى إلى بث القلاقل في مواسم الحج، ورفع الشعارات السياسية، بهدف تحويل الحج من موسم ديني عبادي إلى حلبة للتنازعات السياسية، والقيام بمظاهرات ترفع شعارات جوفاء ثبت أنها شعارات كاذبة. فأميركا التي تدعوها إيران "الشيطان الأكبر" ثبت أنها الصديق الأكبر والحميم كذلك لإيران التي تعد البلد الثاني في العالم في نسب الإعدامات لشعبها، وهي التي تسحق "الأحواز العرب" في إقليمهم بهدف القضاء على الهوية الأحوازية. ولذلك، فإن مشاركة الأمير تركي الفيصل الرمزية التي لم تعجب بعضهم بما عرف عنه من شخصية تمتلك كثيرا من المعلومات بحكم منصبه السابق في الدولة، رئيسا للاستخبارات سابقا، ومعرفته بخبايا كثير من الحركات والجماعات الإرهابية في المنطقة، فقد كانت ضرورية ومهمة، كي تعلم إيران أن صبر الخليج قد نفد، وأنه لا يمكن لدولة أن تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى إيران تمد أذرع التدخل في دوله، دون أن تجد من يقطع هذه الأذرع، وبشكل واضح وعلني. ثم إن هناك شخصيات دولية شاركت هذا العام، وسجلت حضورها في مؤتمر المعارضة الإيرانية، من داخل إيران وخارجها، فالكل لم يعد يحتمل العبث الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط، ثم إني أستغرب من ردة فعل "الأربعة" ومن سايرهم على مشاركة ابن الفيصل العظيم، وأن مشاركته ستعطي ذريعة لإيران للتدخل في شؤون الخليج، وكأنهم يجهلون أن إيران متورطة حتى النخاع في اغتيالات وأعمال إرهابية، فهي لا تحتاج إلى تبرير لتتدخل في شؤون بلدان الخليج، فهي التي تقف خلف جماعات إرهابية في الخليج وتدعمها، كجمعية الوفاق في البحرين، فضلا عن دعمها جماعة القاعدة، و"داعش"، وحزب الله، والجماعة الحوثية في اليمن، والميليشيات الطائفية في العراق وسورية التي تقتل أهل السنة، وحان مواجهتها والوقوف في وجه إرهابها.