بيليه.. مارادونا، اسمان ساهما كثيرا في عولمة كرة القدم، وموهبة كل منهما أدخلت الساحرة المستديرة ضمن أجندة العمل الإبداعي، فانضم إلى جانبها المثقفون مع العامة، والسياسيون مع العلماء من كل أنحاء المعمورة يشجعون ويصفقون لمن يداعبها أكثر. بيليه ومارادونا هما الأشهر عالميا ممن سجلوا حضورا بارزا في ذاكرة عشاق الكرة، وبالرغم من الحب الكبير الذي ناله كلاهما دون غيرهما، وبرغم هذا الإجماع العالمي حولهما كأفضل لاعبي كرة قدم طوال تاريخ اللعبة إلا أن العلاقة بينهما لم ترتق يوما إلى إبداعاتهما الكروية. غالبا.. في كل بلد هناك نماذج مشابهة لحالة النجمين بيليه ومارادونا، والسؤال الذي يفرض نفسه (لماذا كل هذا التناحر بين الصفوة؟) هل هو الإنسان وأنانيته التي تجعله يبحث عن أفضليته على الآخر، أفضلية مطلقة؟!!.. أم إنها حرب تصريحات مصطنعة هدفها خطف الأضواء الغائبة عنهما ليستمرا في جني أكبر قدر ممكن من ملايين الدولارات عبر الإعلانات التي تسند إليهما، والدليل أنهما التقيا أخيرا بحضور زين الدين زيدان في أحد مطاعم باريس وقد ارتسمت على وجهيهما علامات السعادة الغامرة وهما يروجان في إعلان مدفوع الأجر "بالملايين". ولم تكن منافسات كأس العالم الأخيرة هي المحطة الأخيرة التي يتبادل فيها "الأسطورتان" الشتائم، فأول من أمس شن بيليه هجوما جديدا على مارادونا، قائلا: "إنه مثال سيىء للشباب". وعلق بيليه الذي سيتم عامه السبعين في 23 أكتوبر الجاري على مارادونا الذي يصغره بنحو 20 عاما، قائلا: "إنه ليس مثالا جيدا للشباب". وقال بيليه: "إذا لم يتغير مارادونا (الذي سيكمل عامه الخمسين في 30 أكتوبر) فلن يجد عملا في المستقبل، كان لاعبا عظيما، لكنه مثال سلبي". الصراع مستمر بين النجوم إلى أن كلا منهما يدرك كيفية التعامل مع نعم الله عليه، ويزداد تواضعا كلما تلقى الثناء. إنها الحقيقة المرة، ولنا في من يروجون لصراع داخلي بين نجم النصر السابق ماجد عبدالله ونظيره الهلالي سامي الجابر مثال وعبرة.