فيما أبلغت مصادر في صفوف المعارضة السورية "الوطن"، أن نظام الأسد استخدم الكيماوي ضد شعبه أكثر من 64 مرة خلال أقل من عام، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن تقريرا للمخابرات الأميركية أظهر استخدام النظام للكيماوي عدة مرات العام الماضي، وباعتراف مسؤول كبير في الحكومة السورية. وشدد كيري خلال مؤتمر صحفي بواشنطن أمس، على أن عدم الرد عسكريا على استخدام "الكيماوي" سيفقد الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي صدقيتهم، مؤكدا عدم تكرار بلاده لتجربة العراق حول تقارير المخابرات. بدوره، قال الرئيس باراك أوباما أمس إنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن الرد الأميركي، وإنه يتطلع لتحرك محدود، وغير مفتوح. وأعلن متحدث باسم الأممالمتحدة، أمس، أن فريق المفتشين الدوليين في سورية، جمع كمية من الأدلة والعناصر التي تتصل بالهجوم الكيماوي على غوطة دمشق، مشيرا إلى أن الفريق سيقدم تقريرا شفهيا للأمين العام بان كي مون فور عودته مساء اليوم. من جهتها، تمسكت فرنسا على لسان رئيسها فرانسوا هولاند بموقفها الداعي إلى معاقبة الأسد، ومساندة المعارضة على الأرض، تمهيدا للحل السياسي. واتفقت ألمانيا وبريطانيا، على أن الأدلة المتوافرة تثبت استخدام الغاز السام، إلا أن البلدين، امتنعا عن المشاركة في الضربة العسكرية المحتملة.
أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أمس أن المفتشين الدوليين جمعوا كمية من العناصر تتصل بالهجوم الكيميائي الذي خلف أكثر من 1600 قتيل في سورية الأسبوع قبل الماضي، وسيقدمون تقريراً شفهياً للأمين العام بان كي مون فور عودتهم مساء اليوم. مشيراً إلى أن العينات التي أخذها المحققون من المواقع التي زاروها سترسل إلى مختبرات في أوروبا لتحليلها، وذلك التزاما بالآلية الملحوظة في شرعة حظر الأسلحة الكيماوية. وأضاف أن الأمين العام سيتلقى تقريرا شفويا ولاحقا، حين تنتهي التحاليل المخبرية. وأن بعض الخبراء سيسافرون إلى أوروبا مع عينات من الدم والبول والشعر لإخضاعها للتحليل اللازم. إلى ذلك دعا رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، المجتمع الدولي لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية على ريف دمشق الأربعاء قبل الماضي، وحذر من أن تغاضي المجتمع الدولي عن تلك الجريمة سيدفع النظام السوري للاعتقاد بأن العالم يدعمه في حربه ضد المدنيين الأبرياء، وسيجعله يعيد استخدام الأسلحة الفتاكة ضد شعبه، وستصبح الحرب أكثر شراسة. وقال: "إذا لم يعاقب النظام السوري على استخدام الكيماوي الذي أدى إلى سقوط أكثر من 1600 قتيل وآلاف المصابين، فسوف يستخدم ذات السلاح مرة أخرى خلال الأيام القادمة على نطاق واسع، ونتوقع عندها سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من جراء ذلك". وأضاف أن القوى الغربية لم تطلب من المعارضة قائمة بالأهداف التي ينبغي أن يتم قصفها لأن "القوى الغربية لديها أقمار صناعية تراقب الأراضي السورية باستمرار، ولديها معلومات كاملة وكافية عن المواقع الأساسية والاستراتيجية". وسخر إدريس من مزاعم الحكومة بأن المعارضة هي التي استخدمت السلاح الكيماوي، وأكد أن الجيش الحر لم يعثر على أي مواد كيماوية، ولم تقع تحت يديه مثل تلك الأسلحة لدى استيلائه على بعض المواقع والقواعد التابعة للجيش النظامي. وتابع: "ليس لدينا مواد كيماوية ولا نسعى للحصول عليها أو استخدامها لأنها محرمة دولياً". وعن دور الجيش الحر في حال تم توجيه ضربة عسكرية خارجية، قال: "نعد العدة بالتنسيق مع قادة الجبهات وقادة المجالس العسكرية ليكون لنا تأثير من خلال عمليات عسكرية نوعية بالتزامن مع الغارات الجوية". إلى ذلك واصل جيش النظام السوري قصفه العنيف على بلدة معضمية الشام بريف بمجرد المفتشين الدوليين فجر أمس، وأكد ناشطون أن القصف المدفعي والجوي تجدد على مناطق عدة في درعا وإدلب والرقة وحمص. وأشاروا إلى أن بلدة المعضمية الملاصقة للعاصمة من جهة الجنوب تعرضت إلى قصف هو الأعنف منذ استهدافها بالسلاح الكيماوي، وأفادوا بأن مصدر القصف هو مطار المزة العسكري الذي يعد من أبرز الأهداف المحتمل قصفها في الغارة الأميركية المرتقبة. وأضاف الناشطون أن قوات النظام استخدمت صواريخ أرض - أرض في قصف المنازل السكنية، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وبثت عدة مواقع على الإنترنت تسجيلاً مصوراً يوضح عملية القصف، في حين ذكرت شبكة شام أن قوات النظام السوري كثفت حملتها العسكرية جوا وبرا على البلدة عقب خروج بعثة مراقبي الأممالمتحدة للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي منها. وأضافت الشبكة أن القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة طال مدن وبلدات بيت سحم وداريا والزبداني وزملكا ومعظم مناطق الغوطة الشرقية، وأضافت أن كتائب الثوار تصدت لجنود النظام في محيط المعضمية على رغم اشتداد القصف. في ذات السياق، استمرت المعارك العنيفة في حي المنشية بدرعا وبعض أحياء دير الزور، وبث ناشطون صوراً لمحاولة الثوار استهداف طائرة مروحية أثناء قصفها مدينة الطبقة بريف الرقة التي شهدت أمس انفجار سيارتين مفخَّختين، كما تعرضت المدينة اليوم لقصف متجدد دون أن ترد معلومات عن سقوط ضحايا.