كل صباح يتخذ العبدلي مكانه الذي اعتاد افتراشه منذ 30 عاما في شارع قابل بمنطقة جدة التاريخية، ليبيع المساويك،.. بدأ طفلا، وعلى مدى السنوات تعامل مع كافة الجنسيات، وبعد متاعب البداية، حصل على تصريح من أمانة جدة يمكنه من العمل دون أن يوجه متاعب في ذلك، عمله في هذا المجال مكنه من توطيد العلاقات مع عدد كبير من سكان جدة وزوارها، حتى عرف ب"شيخ المساويك". يقول حسين العبدلي "أعمل في بيع المساويك منذ نشأة السوق، وبدأت بالعمل مع والدي، حيث تعلمت على يده أصول المهنة، وبعد وفاته تمكنت من تجهيز زاوية خاصة بي عبارة عن مقعد خشبي، وعدة رفوف، وأدراج لحماية المساويك من أشعة الشمس، والهواء، والأتربة"، مشيرا إلى أنه يجلب بضاعته من الليث والقنفذة، ويحرص على اقتناء الأنواع الجيدة والمرغوبة. وعن انواع المساويك، قال إن "النوع الأكثر مبيعا يعرف عند العامة ب"أبو حنش" ويتميز بمذاقه، وحرارته، ويبلغ طول عوده 40 سم يتم قصها إلى أجزاء بحسب رغبة الزبون، أو يباع العود كاملا بمبلغ 10 ريالات، ومعظم الزبائن يختارون هذا النوع، بينما يقل الطلب على المساويك الباردة، ومن الأنواع المعروفة أيضا "البشام"، وسعر العود منه 5 ريالات، ويفضله الآسيويون"، مشيرا إلى أن النوع الحار يزيد الأسنان بياضا، ويكسب الفم رائحة عطرية. وأوضح العبدلي أن لديه زبائن من كبار الشخصيات من جدة، وهم يفضلون شراء مسواك "أبو حنش"، ويضيف "خلال عملي في هذا المجال تمكنت من كسب ثقة عدد كبير من زائري السوق، حتى أصبح لدي زبائن من خارج مدينة جدة، من مكةالمكرمة، والطائف، والمدينة المنورة، وأبها، والمنطقة الشرقية". وقال إنه أتقن اختيار المساويك الجيدة من مسقط رأسه، حيث تجمعه علاقات واسعة مع التجار المتخصصين في استخراجها، ولم يكتف بذلك، بل يحرص أحيانا على السفر بنفسه إلى الليث، لاختيار الأنواع الجيدة. وتذمر العبدلي من البائعين المتجولين ممن يروجون للمساويك المغشوشة، والذين أصبحوا يشوهون سمعة أصحاب المهنة، وفقا لقوله منتقدا عدم وجود رقابة على هؤلاء البائعة. ويؤكد "شيخ المساويك" أن دخلة اليومي يتراوح من 200: 300 ريال، ويستطيع بهذا المبلغ توفير احتياجات أسرته اليومية، موضحا أن العمل في هذه المهن لا يقلل من قدر الشاب السعودي، ولكنها مهنة شريفة توارثها القدماء تحافظ على تراث الآباء والأجداد. وأوضح أن هذه المهنة تقتصر على كبار السن، لأن كثيرا من الشباب يتجنبها لأسباب اجتماعية، مشيرا أن عزوفهم عن هذه المهنة فتح المجال أمام العمالة المخالفة للدخول في هذا المجال، مشيرا إلى أن منطقة البلد تشهد تواجد هذه العمالة التي تتخذ من أبواب المساجد أماكن لبيع المساويك المغشوشة.