اعتبر الشاعر العراقي عدنان الصائغ أن هناك التباسا في فهم المقصود بقصيدة النثر، واصفاً إياها بأنها تشبه لعبة التنس، حيث يعتقد الشاعر أن القارئ مسلح بما يكفي لرؤية الكرة وهي ترتطم بالشبكة أو ترتد لكي تتمايز عن كرة أخرى. وأضاف الصائغ خلال أمسية "اشتراطات قصيدة النثر" التي ألقاها الدكتور سعيد السريحي بمصاحبة الصائغ في مقهى هافانا بمكة المكرمة أول من أمس أن قصيدة النثر لا تخلو من الاشتراطات، ولكن في داخلها قوة ذاتية، بوصفها نصاً تخلى عن رتوش القصيدة العمودية في الوزن والبلاغة والموسيقى، فأصبحت عارية تماما أمام الشاعر الذي إن كان ماهراً شحنها من خارج شروط النص التقليدي، فتغدو القصيدة جديدة تشتعل كالجمر بيد الشاعر وتتركه يحترق مع قارئه في لوعتها. وصور الصائغ قصيدة النثر في محنة استحضارها، بأنه إذا كان هناك تشابه في رمال البحر، يغدو من الصعوبة تخير الجواهر الثمينة، فالجميع غواصون في بحر اللغة، لكن الشاعر الماهر هو من يستخرج لؤلؤة ثمينة، وهو لا يستطيع استخراجها إلا في إطار اشتراطاتها، التي لم يفصح عنا الصائغ وقال في مداخلته إنه تحسس الاشتراطات ولم يعثر عليها. السريحي وبدائية اللغة