لم يتجاوز عمره الواحد والعشرين ربيعا، إلا أنه يحمل طموحا كبيرا يتحدث عنه بقوله: "ولو تحدثت عنه لثقلت يدي من الكتابة"، ولكن أول طموحات رائد الدرة، وهو الاسم الذي اشتهر به بين زملائه في المحيط الجامعي، هو امتلاك مدينة إعلامية لتصوير الأفلام السينمائية في السعودية تخدم مجتمعه والمجتمعات العربية والإسلامية بمختلف اتجاهاتها وطوائفها. كانت بدايات رائد بن سعود المالكي، الطالب بقسم اللغات الأجنبية بجامعة الطائف، الأولى مع التصوير الفوتوجرافي من باب حب الاستطلاع لا أكثر، ثم تطورت لتكون هواية محببة له في المرحلة الثانوية، وكان ذلك قبل خمس سنوات تقريبا، عشق خلالها حمل الكاميرا في جميع الأنشطة والبرامج والحفلات المدرسية. ويمكن القول بالاستناد إلى حديث رائد إلى "الوطن" حصول مجموعة تطورات في حياته مع الكاميرا، والتي حددها بعيد انتقاله من التعليم العام إلى المرحلة الجامعية، والتي فسرها بالتحرك من خانة الهواية المحببة إلى خانة الاحتراف بأبعاده وتصوراته المختلفة. بعد تعمقه في التصوير الفوتوجرافي انتقل رائد إلى مجال آخر يتصل به وهو التصوير السينمائي، ولديه نظرية تمثل اقتناعه، وهي أن الإبداع في السينما لا يأتي إلا بعد الاحتراف في التصوير الفوتوجرافي. يشدك الانتباه كثيرا وأنت تستمتع إلى رائد، فتجد أثناء حديثه "ثقة" فهو يعتز بوطنيته وقيمه الإسلامية كثيرا، ويتجاوز محيط جغرافيته الصغير في مقر إقامته بمحافظة الطائف عروس المصايف، ويقول لك بلا تردد: نعم هناك مدينة الإنتاج السينمائي الهوليوودية الأميركية، وبوليوود الهندية، ومدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، فلماذا لا تكون لدينا مدينتنا السينمائية والإعلامية السعودية، ولكن بصبغة قيمية محافظة؟. ثم ينتقل في حديثه عبر طريقة الدفوعات القانونية لأشهر المحامين قائلا: "لدينا الكثير من الطاقات الشبابية المحلية التي تملك قدرات هائلة في مجال التصوير عموماً، وأفلام وبرامج اليوتيوب خير شاهد على ذلك، بل وتخطينا الكثير من الدول الغربية والعربية، فأصبحت السعودية في مقدمة إخراج أفلام اليوتيوب بأنامل شباب سعوديين". وساهمت عمادة شؤون الطلاب بجامعة الطائف في صقل هوايات "رائد". ويوضح ذلك بقوله: "بالنسبة لي الأنشطة الطلابية التي تقيمها العمادة خاصة في النادي الإعلامي هي بمثابة الأب الروحي بالنسبة إلي، خاصة التي ينظمها مشرف النادي حلوش بن حمد مقري". التقت "الوطن" مشرف النادي الإعلامي بالجامعة حلوش مقري، وسألته عن رائد فقال: "إذا أردت أن تعرف طموحات رائد، فما عليك إلا الدخول لموسوعة ويكبيديا العالمية، وتكتب اسم ستيفن ألان سبيلبرغ، وهو مخرج وكاتب سيناريو أميركي شهير حاز أهم الجوائز السينمائية العالمية، وجوائز الأوسكار على وجه الخصوص". ويضيف حلوش: "رائد معجب بخيال وعقلية المخرج السينمائي سبيلبرغ لا بذاته، لذلك تجده يتابع الكثير من اللقطات الإبداعية له للاستفادة منها في أفلامه القصيرة". تعتبر إجازة رائد الأسبوعية من الدراسة هي "ورشة العمل" الحقيقية التي يركز فيها على تنمية مهاراته السينمائية، حيث يعيش جوا من "العزلة المجتمعية"، يصور ويتدرب ويتابع كل ما هو جديد خاص بالتصوير السينمائي. وأما بقية أيام الأسبوع أثناء وجوده في الجامعة فعشقه للتصوير والإخراج السينمائي يأخذه أحيانا كثيرة للاستطلاع عبر "هاتفه النقال" بشكل سريع عن آخر التطورات في هذا المجال الحيوي. داخل بيته كوّن أستديو صغيرا بإكسسورات وأدوات تصويرية "غير مكلفة"، فبدأ يطبق ما يشاهده من انتقالات للكاميرا كأسلوب جذب للمشاهدين على مقاطع فيديو قصيرة. أثبتت فاعليته له وبنتائج عالية، على حد وصفه. لديه عملان فنيان يفتخر بهما، وهما عبارة عن فيلمين قصيرين يحثان على الآداب والأخلاق التي يحتاجها المرء في حياته اليومية، الأول: شارك به في مسابقة "أسعد قلبك بالصلاة" وحصل على أفضل تقييم من لجنة التحكيم، والفيلم الثاني: شارك به في برنامج "الشاشة لك" وهما من فكرة محمد المالكي وإنتاج إسماعيل العمري، وكان دور رائد فيه "التصوير والإخراج". في الفترة الآخيرة انتقل رائد من "العمل الفردي" إلى العمل الجماعي، ورؤيته في ذلك: "أن العمل الجماعي مترابط فكريا وعمليا"، وكون شراكة فعالة – حسبما يذكر- مع صديقه إسماعيل العمري، فأضحيا يعملان معا في التصوير والإنتاج وتبادل الأفكار والخبرات، ويطمحان إلى تكوين مجموعة إعلامية، تهدف للرقي بالمجتمع، وأنهيا مشروع برنامج جديد على اليوتيوب سيحظى قريبا بفرصة النشر يتعلق ب "تعليم اللغة الإنجليزية بطريقة فكاهية". السنوات العشر المقبلة هي "المخطط الزمني" الفعلي الذي وضعه رائد المالكي لنفسه؛ ليكون أحد المخرجين العالميين أصحاب القيم، مختتما حديثه بالقول: "انتظروني حينها".