تقلصت فجوة الأجور بين الجنسين في سوق العمل السعودي إلى 22.6% خلال الربع الثالث 2025، بعد أن كانت في حدود 28% خلال العام الماضي، بالتزامن مع التوسع الكبير في مشاركة المرأة في سوق العمل، ولا سيما في القطاع الخاص الذي يُعد الأكبر من حيث التوظيف في المملكة. وأظهرت قراءة «الوطن» للبيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن متوسط الأجر الشهري الإجمالي للسعوديين بلغ 11.197 ريالًا، فيما سجل متوسط أجر الذكور 11.862 ريالًا مقابل 9.180 ريالات للإناث، بفارق شهري يصل إلى 2.682 ريالًا، ما يعادل فجوة نسبتها نحو 22.6%، تعكس في جانب منها حداثة مشاركة المرأة في سوق العمل، لا سيما في القطاع الخاص. وتضع هذه الفجوة سوق العمل السعودي ضمن دائرة النقاش العالمي حول عدالة الأجور، خصوصًا عند مقارنته باقتصادات كبرى ضمن مجموعة العشرين، التي لا تزال – رغم تقدمها – تواجه تحديات مشابهة بدرجات متفاوتة. فجوة تبدأ مبكرًا تُظهر البيانات أن الفجوة في الأجور لا تظهر فقط في المراحل المتقدمة من الحياة العملية، بل تبدأ منذ الدخول الأول إلى سوق العمل. ففي الفئة العمرية من 15 إلى 19 عامًا، بلغ متوسط أجر الذكور 4.297 ريالًا مقابل 3.782 ريالًا للإناث. ومع الانتقال إلى فئة 20–24 عامًا، تتسع الفجوة بشكل أوضح، حيث يحصل الذكور على متوسط 7.095 ريالًا، مقابل 5.391 ريالًا للإناث. ومع التقدم في العمر وزيادة الخبرة، ترتفع الأجور لكلا الجنسين، إلا أن الفارق يزداد عمقًا، ليبلغ ذروته في الفئات العمرية من 45 إلى 54 عامًا، وهي المرحلة التي تمثل عادة قمة المسار الوظيفي والدخل. ففي الفئة 50–54 عامًا، سجل الذكور أعلى متوسط أجر عند 16.558 ريالًا، مقابل 12.511 ريالًا للإناث، بفارق يتجاوز 4 آلاف ريال شهريًا. أين تقف المرأة في قمة الدخل؟ تُظهر البيانات أن أعلى متوسط أجر للإناث تحقق في الفئة العمرية نفسها (50–54 عامًا)، إلا أن هذا الارتفاع لا يكفي لسد الفجوة مع الذكور، ومع التقدم إلى ما بعد سن ال55، تبدأ الأجور بالتراجع، إلا أن الفجوة لا تختفي. وفي الفئة العمرية 55–59 عامًا، يبلغ متوسط أجر الذكور 14.710 ريالًا، مقابل 11.408 ريالات للإناث. أما في الفئة 65 عامًا فأكثر، فتسجل البيانات وجود دخل للذكور فقط، ما يعكس خروج نسبة أكبر من النساء من سوق العمل في هذه المرحلة العمرية. فجوة عالمية بأشكال مختلفة عند وضع الأرقام السعودية في سياق دول مجموعة العشرين، يتضح أن فجوة الأجور بين الجنسين تمثل ظاهرة عالمية، وإن اختلفت حدتها من اقتصاد لآخر. ففي الولاياتالمتحدة تبلغ فجوة الأجور نحو 18%، حيث تتقاضى النساء في المتوسط 82 سنتًا مقابل كل دولار للرجل، أما في المملكة المتحدة فتتراوح الفجوة بين 15 و17% وفق متوسط الأجور بالساعة، وفي ألمانيا وهي من أولى الدول في دخول النساء بشكل كثيف لسوق العمل فتسجل فجوة تقارب 18%، وهي من الأعلى في أوروبا الغربية، أما فرنسا فكانت ضمن الأقل نسبيًا، عند حدود 15%، أما اليابان فكانت من بين الأعلى في مجموعة العشرين، بفجوة تقارب 22%، وزادت عليها كوريا الجنوبية التي سجلت أوسع فجوة بين دول المجموعة، تتجاوز 30%، أما في كندا وأستراليا فتتراوح الفجوة بين 13 و15%. لماذا تستمر الفجوة؟ تعود فجوة الأجور في السوق السعودي، كما في كثير من دول العالم، إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها التوزيع القطاعي للوظائف، واختلاف مستويات التمثيل في المناصب القيادية، إضافة إلى أنماط العمل وساعات الدوام، والانقطاعات المهنية المرتبطة بالمسؤوليات الأسرية. وفي السياق المحلي، تلعب طبيعة بعض القطاعات الأعلى أجرًا، ومستويات الخبرة المتراكمة، دورًا في إطالة أمد الفجوة، رغم التقدم الواضح في فرص التوظيف والتأهيل للمرأة السعودية. متوسط الأجر الشهري للمشتغلين السعوديين بأجر من العمل الرئيسي حسب الجنس والفئة العمرية الخمسية (ريال سعودي): 19-15= 4,159 ذكور= 4,297 اناث= 3,782 24-20= 6,677 ذكور= 7,095 اناث= 5,391 29-25= 8,163 ذكور= 8,434 اناث= 7,396 34-30= 10,395 ذكور= 11,020 اناث= 8,221 39-35= 11,822 ذكور= 12,539 اناث=9,062 44-40= 13,116 ذكور= 13,941 اناث= 10,699 49-45= 14,108 ذكور= 15,389 اناث= 11,104 54-50= 15,261 ذكور= 16,558 اناث= 12,511 59-55= 13,905 ذكور= 14,710 اناث= 11,408 64-60= 7,973 ذكور= 8,032 اناث= 7,727 65 += 9,225 ذكور= 9,225 اناث= 0 الإجمالي= 11,197 ذكور= 11,862 اناث= 9,180