المشاعر الإنسانية هي التي تسمو بها الذات حيث العلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس. فالأحاسيس رصيد مهم لا يمكننا الاستمرار بدونه، فهي جواز المرور عبر بوابة الثقة التي نمنحها للآخرين من خلال تعاملاتنا معهم. بل قد تمثل الرصيد العاطفي في بنك المشاعر الذي يودع المبادئ والقيم والأخلاق حيث الحب والاحترام والشكر والتقدير والوفاء بالوعود والالتزام بالعهود. كلما ازداد رصيد المشاعر ازدادت أواصر التآلف والرقي في العلاقات التي نبنيها مع المحيطين بنا لنعيش في بستان الحياة وسط أزاهير الأمل، التي تجعل القلب يخفق فرحا دون التفكير في الآلام والأحزان وسوء تقدير الأمور. لكن في بعض الأحيان تأتي الأخطاء التي لا نعيرها اهتمامنا لكنها تفقدنا السيطرة على الأعصاب وتؤدي إلى خفض حجم الثقة في نفوس من أخطانا بحقهم، ليكون الاعتذار أول أدوات تعزيز العلاقات، لأن التغيير يبدأ من التأثير باعتبار الإساءة مهما كانت صغيرة، فهي تسبب إيذاءً للمشاعر وتدهور الإحساس، ولا تمحو تراكماتها وظلام لياليها سوى الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، التي تضيء سماءها، وتسطع أشعة بهائها في الأعماق بكل شفافية. ونقول مرة أخرى إن هناك بعض المهارات إذا استطاع الإنسان إتقانها فإنه يمتلك أحد أهم مفاتيح السعادة عن طريق التواصل مع البشر بأجمل معاني المحبة والإخلاص...، فكلما سما الإنسان بعواطفه ارتقى إلى مصاف السعداء بعطائهم، حيث إدارة الذات بطريقة ذكية يتمكن بها المرء من احتواء الآخرين مما يبعث إلى نبضات فؤاده بريق المودة والاطمئنان حينما يحتاج إليه. ذلك هو الرصيد الحقيقي الذي نمتلكه في بنك المشاعر تجاه علاقاتنا الإنسانية. ودائما نقول النمط الإنساني الحقيقي هو سمو مشاعرنا الإنسانية إلى الطريق الصحيح، ودائما لا يصح إلا الصحيح.