اختُتمت في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) فعاليات قمة مكاتب إدارة المشاريع 2025، إحدى أهم برامج المنتدى العالمي لإدارة المشاريع، وذلك وسط مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين وقيادات القطاعين العام والخاص. وشهدت القمة في يومها الختامي الإعلان عن الفائزين في الجوائز العالمية للتميز في إدارة المشاريع، حيث تم تكريم 24 جهة و18 فردًا قدموا مبادرات مهنية رائدة أسهمت في الارتقاء بممارسات إدارة المشاريع في المملكة. وتوّجت الجوائز هذا العام بمنح جائزة الإنجاز المتميز مدى الحياة (Lifetime Distinguished Award) ل المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، تقديرًا لمسيرته الريادية وإسهاماته في تطوير قطاع المياه الوطني وتعزيز أثره على المستويين المحلي والعالمي. وفي كلمة ألقاها خلال القمة، أكد المهندس بدر بن عبدالله الدلامي، نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية لشؤون الطرق، أن هذا الحدث أصبح «منارة تجمع بين الرؤية الطموحة وقوة التنفيذ»، مشيرًا إلى دوره في تعزيز التميز المؤسسي ودعم التحول التنموي الشامل. وأضاف أن «إدارة المشاريع قد تجاوزت كونها مجرد مهنة تقليدية، لتصبح محورًا استراتيجيًا للقيادة الراشدة وبوصلة توجه مسارات التنمية»، مؤكدًا أهمية اعتماد الفكر الإداري المهني لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. من جانبه، أوضح المهندس بدر بو رشيد، رئيس المنتدى العالمي لإدارة المشاريع ورئيس اللجنة المنظمة للقمة والجوائز، أن القمة جسّدت الدور المتنامي لمكاتب إدارة المشاريع في قيادة التحول المؤسسي، مؤكدًا أن «إدارة المشاريع تمثل فكرًا قياديًا استراتيجيًا يصنع الأثر ويقود التنمية». وأشار إلى أن القمة ركزت على إبراز قدرة هذه المكاتب في «تحويل الأفكار إلى إنجازات، والاستراتيجيات إلى نتائج ملموسة»، مؤكدًا أن ما تحقق من نجاحات يعود إلى جهود وطنية آمنت بالرؤية وعملت بروح الفريق الواحد. وتناول اليوم الثاني للقمة مجموعة من الموضوعات المحورية التي ركزت على دور مكاتب إدارة المشاريع في التحول الوطني وتحقيق مستهدفات رؤية 2030، إلى جانب مناقشة دور مكاتب إدارة المشاريع كممكن وطني في تطوير القطاعات الحيوية. كما شملت الجلسات موضوعات حول التحول الرقمي في بيئات المشاريع، ودور البيانات في تحسين اتخاذ القرار، إضافة إلى نقاشات حول مستقبل مكاتب إدارة المشاريع في عصر الذكاء الاصطناعي والتوجهات العالمية الحديثة في بناء بيئات عمل مرنة وقادرة على التأقلم مع المتغيرات. وجاءت هذه الجلسات بمشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين الذين قدّموا رؤى مهنية متقدمة تعكس التطور الذي يشهده القطاع في المملكة، وتعزز من دور القمة بوصفها منصة قيادية تجمع المعرفة بالتطبيق، والرؤية بالتنفيذ. وأكد القائمون على القمة أن ما تحقق يمثل خطوة جديدة لتعزيز بيئة إدارة المشاريع في المملكة، وترسيخ مكانتها العالمية، ودعم جهود التحول الوطني من خلال برامج المنتدى العالمي لإدارة المشاريع، وبناء مجتمع مهني قادر على قيادة المستقبل بكفاءة واقتدار.