في خطبة الجمعة الأخيرة لخطيب بلدتنا، توقفت عند قوله إن المحبة بين الإخوة قد تفسدها ممارسات بسيطة من الاستفزاز أو سوء التعبير، رغم صفاء النية وصدق المشاعر. عبارة تختصر كثيرًا من مظاهر الخلاف التي قد تنشأ في الأسرة أو المجتمع دون قصد أو سوء نية. وكما سمعت من الباحث الاجتماعي عبد الجليل البن سعد، فإن بعض صور الأذى لا تصدر عن كراهية، بل من محبة يرافقها سوء في الأسلوب أو غياب للوعي في التعامل، وهو ما وصفه ب«فساد المحبة». هذه الرؤية العميقة تفتح بابًا للتأمل في ضرورة تهذيب السلوك وضبط الانفعالات، حتى تبقى المحبة رابطًا صادقًا لا سببًا للفرقة. وإذا قارنا ما بين ما يطرحه خطيب بلدتنا وما يكتبه الكُتّاب في صفحة النقاشات بصحيفة الوطن، نجد تكاملاً جميلًا في الرسالة والهدف؛ فكلاهما يسعى لغرس قيم الوعي والاحترام والتكامل في المجتمع. ومن الجميل أن نستمر على هذا النهج من الحرص والتكامل بين خطب الجمعة وما يُنشر من فكر واعٍ في إعلامنا الوطني، فذلك يعزز تنمية الموارد البشرية في وطننا العزيز، ويسهم في تقدمه وازدهاره، ويواكب ما تطمح إليه رؤيتنا الوطنية العالية نحو مستقبل أكثر وعيًا ورقيًا.