نكون بانتظاره كل عام بشغف كبير، فيه نحس بأن رحلتنا حول محيط العالم قد استهلت، فنشدّ الرحال، ونجهّز العدة والعتاد كي نسافر ونسمع ونشاهد ونشعر بجميع ما نحب. معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أحد أبرز المواسم الثقافية في العالم العربي، ومحطة لقاء المفكرين والمهتمين بالكتاب على تنوع مضمونه، محطة اللقاء بالنخبة من دور النشر والكتّاب والمبدعين والمهتمين بالقراءة من داخل المملكة وخارجها؛ فهو ليس فحسب معرض تكشف من خلاله دور النشر إصداراتها المختلفة، بل حاضنة فعاليات متنوعة تقدم الندوات الحوارية واللقاءات المفتوحة مع القراء والكتّاب والناشرين وعقد الصفقات وبناء الشراكات، وورش عمل وأمسيات شعرية. في كل عام تتجدد أسماء ينتظرها الجمهور بكل ترقب، وفي هذا العام أُعلِن عن أن أوزبكستان ضيف شرف المعرض، وتم الإعلان عن منطقة أعمال لدعم قطاع النشر، وركن المؤلف السعودي المخصص لأصحاب النشر الذاتي، بالإضافة إلى ذلك، يقدم المعرض أنشطة أدبية وثقافية موجهة للأطفال واليافعين. معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 لا يعد معرضًا سعوديًا فقط، بل صار خيارًا في الوجهة لجميع العرب ممن في استطاعتهم زيارة مملكتنا الحبيبة التي لا تزال تشد زائريها ومحبيها من دول كل العالم، فما زلت أسترجع ذاكرتي كيف أننا كنا ننتظره بفارغ الصبر ونخطط لمواعيدنا كي لا تتضارب معه، فنرتاده في كل عام متحملين مصاعب السفر كي نكسب جميع المتعة الثقافية التي يوفرها لنا ونحن أهل المملكة العربية السعودية، وكما نحن نفعل ذلك، أجد غيرنا يفعل ذلك من دول مختلفة. دور النشر التي ستشارك في معرض الرياض للكتاب من 25 دولة في العالم، والأقلام الزائرة، والعناوين المختلفة، المساحة الرحبة على التبادل الثقافي والمعرفة والمتعة الأدبية والعلمية جميعها مرتكزات برعت على معارض كثيرة، حتى أصبح واحداً من أبرز معارض الكتاب في الدول العربية، ومع التنافس الرائع الذي نشهده في عالم الصناعة الثقافية، وصناعة الكتب في الدول العربية، صار من الواجب علينا أن نعتز بما تبذله هذه المعارض في كل دورة لتتميز على نفسها، وحتى على غيرها. نقول لقيادتنا الرشيدة: شكرًا على دعمها الثقافة ضمن رؤية المملكة 2030، شكرًا لها لأنها هنا في معرض الرياض للكتاب ترعى من لا يرعاهم غيرها من عقول. شكرًا بحجم الكون لوزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة على إشرافها وتنظيمها للمعرض، ومعًا لنردد «الرياض تقرأ».