في مشهد ثقافي يعكس زخم الحراك الأدبي والمعرفي الذي تشهده المملكة، أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عن فتح باب التسجيل أمام دور النشر المحلية والدولية الراغبة في المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، المقرر إقامته في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر 2025. ويستمر استقبال الطلبات حتى تاريخ 19 أغسطس الجاري، عبر المنصة الإلكترونية الرسمية للهيئة: https://engage.moc.gov.sa/moc/regform/tracks/4640/new. ويُعد معرض الرياض الدولي للكتاب إحدى أكبر الفعاليات الثقافية في المنطقة العربية، ويمثّل منصة عالمية تجمع تحت سقف واحد كبار الناشرين، والمترجمين، والمؤلفين، وصنّاع المعرفة من مختلف أنحاء العالم. وتأتي هذه النسخة في سياق الدعم المستمر الذي توليه وزارة الثقافة لتعزيز صناعة النشر، وتنمية حركة الترجمة، وتمكين الأدب بوصفه رافدًا أساسيًا للهوية الثقافية الوطنية، ومصدرًا ثريًا للمعرفة والإبداع. ويُنتظر أن يشهد المعرض مشاركة واسعة من دور النشر العربية والعالمية، حيث يُتيح لها عرض أحدث إصداراتها أمام جمهور كبير من القراء والمثقفين والمهتمين، ضمن أجواء ثقافية مشبعة بالحوار والتنوع. كما يشكّل الحدث فرصة استثنائية للتواصل المباشر بين صنّاع المحتوى الأدبي والجمهور، ويمنح المهنيين في قطاع النشر مساحة رحبة للقاءات المهنية، وتوقيع الاتفاقيات، واستكشاف أسواق جديدة. ويتميّز المعرض ببرنامج ثقافي موازٍ حافل بالندوات والمحاضرات وورش العمل المتخصصة، بمشاركة نخبة من أبرز المفكرين والكتّاب والنقاد والخبراء من داخل المملكة وخارجها. ويُرتقب أن تتناول هذه الأنشطة طيفًا واسعًا من القضايا الأدبية والثقافية، إلى جانب حوارات فكرية تتقاطع مع رهانات العصر في مجالات الترجمة وصناعة الكتاب وحقوق الملكية الفكرية. منصة للأفكار وسقف واحد لكل الحكايات ولم يغفل المعرض في نسخته القادمة عن دعم المواهب السعودية، حيث خُصص جناح متكامل بعنوان "ركن المؤلف السعودي"، يُتيح للمؤلفين السعوديين ممن يمتلكون حقوق النشر والتوزيع الذاتي فرصة عرض كتبهم وتوقيعها أمام الجمهور، وتقديم أعمالهم ضمن برنامج مخصص يُبرز الإنتاج الأدبي المحلي ويعزز حضوره في الساحة الثقافية. كما يحمل معرض الرياض الدولي للكتاب في جعبته تجربة جديدة كليًا موجهة إلى الطفل واليافعين، عبر جناح "الطفل"، الذي يُقدّم برنامجًا تفاعليًا متنوعًا، يتضمن ورش عمل إبداعية وأنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تحفيز الخيال وتنمية حب القراءة لدى النشء، في بيئة تربوية آمنة وثرية. ويُراهن المعرض في دورته المقبلة على تحقيق نقلة نوعية جديدة تواكب تطلعات المملكة نحو تعزيز مكانتها الثقافية على المستوى الدولي، مستندًا إلى ما حققته النسخ السابقة من نجاحات لافتة، سواء على صعيد الإقبال الجماهيري أو حجم المشاركات الدولية. إذ سجّل المعرض في دوراته الماضية أرقامًا قياسية في عدد الزوار والمبيعات، كما تحول إلى ملتقى عالمي لصنّاع الكتاب، وحدث ثقافي يُنتظر سنويًا من قبل الجمهور والنخبة على حد سواء. ويعكس هذا الحدث روح رؤية السعودية 2030، التي تنظر إلى الثقافة بوصفها قطاعًا واعدًا، وتدعم مبادراته من خلال تمكين المؤسسات الثقافية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، والانفتاح على الثقافات العالمية. وبهذا المعنى، لا يمثّل معرض الرياض الدولي للكتاب فعالية تقليدية فحسب، بل هو تظاهرة حضارية تعبّر عن تحوّل ثقافي شامل تعيشه المملكة. للتسجيل والمشاركة، دعت الهيئة جميع المهتمين من دور النشر والمؤلفين والمترجمين إلى المسارعة في تعبئة النموذج الإلكتروني المتاح عبر الرابط الرسمي قبل انتهاء المهلة المحددة، مؤكدة التزامها بتوفير أفضل الظروف التنظيمية والمهنية لضمان مشاركة فاعلة وناجحة لجميع العارضين. ومع العدّ التنازلي لانطلاق الحدث، تتهيأ الرياض لتكون قبلة لعشاق الأدب والقراءة، ولتفتح أبوابها أمام العالم في موسم ثقافي استثنائي، يُجسّد تطلعات مجتمع شغوف بالمعرفة، ويؤكد أن الكتاب لا يزال في صدارة المشهد الحضاري للمملكة.