في اليوم الأول من شهر الميزان كل عام، تحل ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا.. إنها ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، وتصادف هذا العام اليوم، وهي الذكرى الخامسة والتسعون لهذا الحدث التاريخي. تم توحيد هذه البلاد على يد الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الذي جمع شتات الأمة تحت راية الإسلام الخالدة «لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله». لقد وحّد القلوب والعقول على كلمة الحق، وأرسى أسس دولة متكاملة تسير على نهج قويم، مطبقةً تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. كان الملك عبدالعزيز قائدًا فذًا ومحنكًا، يمتلك رؤية صائبة وضعت السعودية على الطريق الصحيح نحو المكانة التي تستحقها عالميًا. وعلى الرغم من أنه لم يغادر العالم العربي والإسلامي، فقد أدهش زواره بذكائه ومعرفته الواسعة بالقضايا العالمية، مما أثبت أنه رجل دولة مواكب للعصر. لقد كان شخصية معتدلة، يجمع بين الذكاء والشجاعة، وعزز قدراته إخلاصه العميق لله سبحانه وتعالى. وخلال فترة حكمه، وضع الملك عبدالعزيز البنية التحتية الأساسية للدولة، حيث اهتم بتطوير: * التعليم والرعاية الصحية والزراعة. * شبكة الطرق والاتصالات. * الأمن، الذي أصبح مضربًا للمثل في المنطقة. وعلى النهج نفسه، سار أبناؤه الملوك من بعده: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله. لقد منّ الله على المملكة بحكام يخافون الله في شعبهم، ويحكمون بما أنزل الله، ويستندون إلى مبدأ الشورى كما أمر به القرآن الكريم: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. الملك سلمان، ملك الحزم والعزم، رجل حكيم وشجاع، أحبه شعبه والأمتان العربية والإسلامية، وكل همه شعبه وأمته. رؤية طموحة لمستقبل مشرق بجانب الملك سلمان، يقف ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود، صاحب رؤية المملكة 2030 الطموحة. هذه الرؤية تقوم على ثلاث ركائز أساسية: * اقتصاد مزدهر: تحويل المملكة إلى قوة استثمارية رائدة ومركز يربط قارات العالم. * مجتمع حيوي: بناء مجتمع يتمتع بجودة حياة عالية. * وطن طموح: تحقيق التميز في كل المجالات. تستهدف الرؤية تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط فقط، وتوطين الصناعات المختلفة. لقد حارب ولي العهد الفساد بكل قوة، وطموحه هو وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وبناء علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل مع دول العالم الصديقة. إننا فخورون بقيادتنا الحكيمة، وما وصلت إليه بلادنا من تطور وتقدم في جميع المجالات بفضل الله تعالى، ثم بفضل قادتها الأوفياء وسواعد أبناء هذا الوطن.