منذ انطلاقتها الحديثة، ظلّت المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية في معادلة الأمن والاستقرار العالمي.. واليوم، ومع قيادة صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تشهد المملكة مرحلة تحول غير مسبوقة؛ حيث تزاوجت قوة القرار مع عمق الرؤية، لتجعل من الرياض عاصمةً عالمية تُوجّه بوصلة السياسة والاقتصاد معًا. لقد أثبت الأمير محمد بن سلمان -بشهادة المراقبين الدوليين- أنه قائد استثنائي استطاع أن يوازن بين الحزم في الداخل والانفتاح في الخارج، وبين تعزيز الهوية الوطنية ورسم صورة جديدة للمملكة كقوة فاعلة في الساحة الدولية. وتكفي الإشارة إلى القمة العربية -الإسلامية- الأمريكية في الرياض 2017، وقمم مجموعة العشرين التي استضافتها المملكة، لتدلل على المكانة التي صارت تتبوؤها الرياض كملتقى لصياغة القرارات العالمية الكبرى. وفي الوقت الذي شهد فيه العالم توترات سياسية واقتصادية، كانت السعودية بقيادة ولي عهدها الأمين صمام أمان للسلم الدولي؛ فقد تبنّت مبادرات تاريخية، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وأطلقت برامج إصلاحية داخلية فتحت أبواب الاستثمار والتنمية، لتغدو الرياض مقصدًا عالميًا يجمع بين الأمن والازدهار. كما أن دور المملكة في التوسط بين القوى المتصارعة، وسعيها الدائم لتقريب وجهات النظر في الأزمات الإقليمية والدولية، جعلها قبلةً لكل من أراد السلام، وملاذًا دبلوماسيًا يحظى باحترام العالم أجمع، ولم يكن ذلك إلا نتاجًا لحكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورؤية ولي عهده التي نجحت في تحويل بوصلة العالم من منطق الحرب إلى منطق التعايش والعيش المشترك. الرياض اليوم ليست مجرد عاصمة سياسية، بل باتت منصة حضارية واقتصادية وثقافية، تستقطب رؤوس الأموال، وتُعيد رسم خريطة الطاقة العالمية، وتؤسس لمرحلة جديدة تجعلها قبلةً دولية لمن ينشد السلام والأمان والازدهار. ولعلّ أبرز شهادة دولية على هذا التحول، ما أكدته تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشأن الإصلاحات الاقتصادية في المملكة، والتي اعتبرتها من بين أكثر التجارب تطورًا وتأثيرًا في العقد الأخير، إضافةً إلى إشادة الأممالمتحدة بالدور السعودي في دعم الاستقرار الإقليمي والعالمي. إننا أمام واقع جديد: الرياض باتت بوصلة العالم، تتجه إليها الأنظار بحثًا عن الحلول، ويقصدها الساعون إلى السلام، وبفضل الله تعالى، ثم بحكمة القيادة السعودية، غدت المملكة صمام الأمان الدولي، وقبلة السلام لمن أراد الاستقرار والطمأنينة.