تواصلت حرائق الغابات المدمرة في جنوب أوروبا، بعد ليلة طويلة من المعارك للحد من انتشار النيران، خاصة في محيط مدينة باتراس اليونانية، ثالث أكبر مدن البلاد، وأسفرت الحرائق عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في إسبانيا وتركياوألبانيا، فيما أجبرت آلاف السكان على النزوح من منازلهم. خطر مرتفع وفي اليونان، تكافح فرق الإطفاء لحماية المنازل والأراضي الزراعية قرب باتراس، بينما التهمت النيران غابات الصنوبر وبساتين الزيتون، وتصاعدت ألسنة اللهب خلف المباني السكنية، فيما أتت النيران على عشرات المركبات في ساحة حجز قريبة، وأكد المتحدث باسم خدمة الإطفاء، فاسيليس فاثراكويانيس، أن «مستوى خطر الحرائق لا يزال مرتفعًا للغاية في عدة مناطق»، في وقت شارك فيه السكان بإخماد النيران مستخدمين أغصان الأشجار ودلاء المياه. أسباب الحرائق وتتعدد أسباب اندلاع هذه الحرائق وفق السلطات، بين الممارسات الزراعية غير الآمنة، وكابلات الكهرباء المهترئة، والعواصف الرعدية الصيفية، بل وحتى أعمال حرق متعمد في بعض الحالات، كما في شمال مقدونيا، حيث يشتبه المحققون في تورط مطورين عقاريين غير قانونيين. فيما تحرك الاتحاد الأوروبي سريعًا لتقديم الدعم عبر فرق ميدانية وطائرات إطفاء، بما في ذلك للدول غير الأعضاء، وتركزت الجهود مؤخرًا على الجبل الأسود، حيث ما تزال النيران مشتعلة في مناطق وعرة قرب العاصمة بودغوريتسا، وأكد رئيس وكالة الحماية المدنية هناك، ليوبان تيموزيك، أن «الكوارث الطبيعية لا تعرف حدودًا»، مشددًا على أن الموارد المحلية «غير كافية إطلاقًا» لمواجهة الكارثة. ومع استمرار موجات الحر والجفاف في المنطقة، تحذر السلطات من أن موسم الحرائق لم يبلغ ذروته بعد، ما يجعل الأسابيع المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة جنوب أوروبا على مواجهة هذا الخطر المتصاعد. موجات الحر وجاءت الحرائق بعد أسابيع من موجات الحر التي أنهكت موارد مكافحة النيران في دول البحر المتوسط، وفي جزيرة خيوس، نام رجال الإطفاء على الطرق بعد نوبات عمل شاقة، بينما تناوبت الطائرات والمروحيات على إخماد الحرائق في البر الرئيسي الغربي وجزيرة زاكينثوس، كما أرسلت أثينا مساعدات إلى ألبانيا التي شهدت مصرع رجل مسن في حريق جنوب العاصمة تيرانا، وإجلاء سكان أربع قرى وسط البلاد، حيث دُمّرت عشرات المنازل وسُجلت انفجارات ناجمة عن ذخائر تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية. الاستجابة الوطنية وفي إسبانيا، قدم رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، تعازيه بوفاة متطوع في مكافحة الحرائق بمنطقة قشتالة وليون شمال مدريد، حيث نزح الآلاف إلى مراكز إيواء مكتظة، فيما قضى آخرون ليلتهم في العراء، وامتدت الحرائق إلى المناطق الريفية، ودُعّمت السلطات الإقليمية بقوات إضافية مع رفع مستوى الاستجابة الوطنية للطوارئ. أما في تركيا، فقد لقي عامل غابات حتفه وأصيب أربعة آخرون في حادث سيارة إطفاء أثناء مواجهة حريق في الجنوب، لترتفع حصيلة ضحايا الحرائق منذ أواخر يونيو إلى 18 شخصًا، بينهم متطوعون وعمال إنقاذ. وفي فرنسا، التي ما زالت تتعافى من حرائق كبرى في الجنوب، توقعت الأرصاد استمرار درجات الحرارة عند 42 درجة مئوية لليوم الثالث، مع منح السلطات المحلية صلاحيات لإلغاء الفعاليات العامة وإغلاق المناطق المعرضة للخطر.