عزيزي الموظف، عندما تتسلّم زمام عملك - أيًّا كان هذا العمل - يجب أن تضع في اعتبارك أنّ هذا العمل قبل أن يكون مصدرَ عيشٍ تتقاضى مقابله راتبًا، فهو أمانة ستُسأل عنها أمام الله وأمام من وضعك في هذه المكانة الوظيفية. ويترتب عليك كموظف أن تكون صادقًا مخلصًا في كل المهام التي تُوكل إليك، ومن المهم جدًّا أن تسعى لحفظ الحقوق، وتطوير نفسك والبيئة العملية التي تنتمي إليها ضمن نطاق عملك. واحرص على أن تكون مصدرًا دائمًا للبذل والعطاء والإنتاج، وأن توظّف قدراتك المكتسبة فيما يعود بالنفع والفائدة على عملك، ولا تقف عند حدود معينة في شحذ الهمم والعزيمة للارتقاء بمستوى الأفكار العملية والعلمية. واجعل منك عنصرًا فعّالًا دائمًا في حضورك العملي، ولا يكن حضورك لمجرد الحضور الذي لا فائدة منه. كن قدوة حسنة لمن يراك، ولا تفتعل لنفسك أعذارًا وظروفًا لتضعها في مواجهة عملك. واعلم أنه لا يوجد أحد خالٍ من ظروف الحياة، ولكن هناك من يتغلب عليها ولا يجعل منها ذريعة للتقصير أو التبرير. ومن الحقائق المطلقة التي قد يجهلها أو يغفل عنها البعض: أنّ البركة والتوفيق يصاحبان الإنسان الذي يحرص على حفظ الأمانة وأدائها بما يراعي فيه الذمّة والضمير. واسألوا المخلصين عن ذلك.