في خطوة من المرجح أن تثير استياء بكين، بدأت حاكمة غوام، الإقليم الأمريكي في المحيط الهادئ، لورديس أ.ليون غيريرو، زيارة رسمية إلى تايوان هذا الأسبوع، هي الأولى لها منذ تولي المنصب عام 2019، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر العسكري بين الصين والجزيرة ذات الحكم الذاتي. ورغم غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية أو التحالفات العسكرية بين تايوانوالولاياتالمتحدة، تعد زيارة غيريرو رمزية ومثيرة للاهتمام بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي لغوام في أي سيناريو محتمل لغزو صيني لتايوان. وتستضيف الجزيرة نحو 9700 عنصر من القوات الأمريكية، وتشكل قاعدة متقدمة لأي تدخل عسكري أمريكي محتمل في مضيق تايوان. الصواريخ الصينية وتقع غوام على بعد نحو 4750 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني، ما يجعلها ضمن مدى الصواريخ الباليستية الصينية، بما في ذلك تلك المنطلقة من غواصات، ويثير ذلك قلقًا متزايدًا بين سكان الإقليم الأمريكي الذين يخشون من تحول الجزيرة إلى هدف مباشر في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين بكين وواشنطن بشأن تايوان. وتُعد قاعدة أندرسن الجوية في غوام، إلى جانب المنشآت البحرية المحيطة بها، من الأصول العسكرية الحيوية للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، وتشغل القوات الأمريكية نحو %30 من أراضي الجزيرة. الزيارة وآثارها ومن المقرر أن تلتقي غيريرو خلال زيارتها بالرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، ووزير الخارجية، لين تشيا لونغ، إضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين، مع جدول يشمل ملفات السياحة، والرعاية الصحية، ومصائد الأسماك، بحسب وزارة الخارجية التايوانية. وفي المقابل، ترفض الصين بشكل قاطع أي تواصل رسمي بين مسؤولين أجانب وتايوان، التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وترى بكين في مثل هذه الزيارات استفزازًا يمس «سيادتها»، وتُعدها نوعاً من «التدخل الخارجي غير المقبول» في شؤونها الداخلية. البحث عن شركاء وتأتي زيارة غيريرو في إطار جهود تايوان الحثيثة لتعزيز علاقاتها مع الأقاليم والدول المطلة على المحيط الهادئ، في ظل استمرار الصين في الضغط الدبلوماسي والعسكري لعزل الجزيرة. ويُنظر إلى هذا التحرك التايواني كجزء من إستراتيجية أوسع لتعزيز حضورها السياسي في المنطقة، وتقوية تحالفاتها غير الرسمية في مواجهة التهديدات الصينية المتصاعدة. سيناريوهات محتملة وبرزت سيناريوهات لرد فعل الصين تجاه زيارة حاكمة غوام لتايوان: 1 - تصعيد عسكري رمزي قد ترد الصين بإجراء مناورات عسكرية قرب مضيق تايوان، أو بإرسال طائرات وسفن حربية إلى مناطق قريبة من الجزيرة، بهدف توجيه رسالة تحذيرية ضد ما تعتبره «استفزازًا أمريكيًا وتايونيًا مشتركًا». 2 - تصعيد دبلوماسي من المتوقع أن تصدر بكين احتجاجًا رسميًا على الزيارة، وتصفها بأنها انتهاك لمبدأ «صين واحدة»، وقد تستدعي ممثلًا دبلوماسيًا أمريكيًا لتقديم شكوى رسمية، أو تُقلص تواصلها مع بعض الأطراف الأمريكية. 3 - حملات إعلامية وترويجيةقد تطلق الصين حملات دعائية داخلية وخارجية تصف الزيارة بأنها جزء من سياسة «احتواء صيني»، تقودها الولاياتالمتحدة، مع التركيز على تشويه صورة تايوان كمصدر اضطراب إقليمي. 4 - ضغوط اقتصادية على تايوانضمن سيناريوهات الرد غير العسكري، يمكن أن تستخدم بكين أدوات اقتصادية، مثل فرض قيود على صادرات تايوانية أو استهداف شركات تتعامل مع الحكومة التايوانية، في محاولة لعزل الجزيرة اقتصاديًا وزيادة الضغوط عليها.