ولي العهد يؤكد لبوتين دعم المملكة لحل الخلافات الدولية عبر الحوار الدبلوماسي    مجلس الوزراء يوافق على نظام الحرف والصناعات اليدوية    «الشؤون الإسلامية» بمكة المكرمة تختتم الدورات الصيفية القرآنية لعام 1447ه بإقامة 3941 حلقة قرآنية    النصر يكسب الاتحاد ويتأهل لنهائي السوبر السعودي    بوتين اقترح على ترامب لقاء زيلينسكي في موسكو    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (10881.71) نقطة    نيابة عن الملك.. نائب أمير مكة يحضر غدا حفل مسابقة الملك عبد العزيز للقرآن    الرياض تستضيف المؤتمر العالمي لإنترنت الأشياء 2025    مدير عام الشؤون الإسلامية في منطقة جازان يتفقد مساجد العارضة    في قبضة الكاميرا    أمانة تبوك تستخدم أكثر من 100 ألف لتر مبيدات لمكافحة الحشرات وبؤر تكاثرها    أمير تبوك يستقبل مدير مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي    تعليم الطائف يعقد لقاءً افتراضيًا مع قادة المدارس تحت شعار "تعليمنا قيم"    أمير حائل يستقبل رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للعناية بالمساجد    الخارجية الفلسطينية تحذر من خطورة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة    حرس الحدود: تأكد من جاهزية الوسائط البحرية قبل الإبحار    نجاح أول عملية لزراعة أصغر دعامة لعلاج الجلوكوما في مستشفى الجبر للعيون بالأحساء    90% من العلاقات التعويضية تفشل خلال السنة الأولى    "صحة عسير" تطلق حملة رش بؤري في 52 قرية للحد من نواقل الملاريا    امانة القصيم تعزز أنسنة المدن عبر مبادرة أرض القصيم الخضراء    جامعة الطائف توقع شراكة مع شمعة للتوحد لتأهيل الكوادر    مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن بالمدينة الطبية بجامعة الملك سعود يُجري أول عملية زراعة قوقعة باستخدام اليد الروبوتية    سبب ايقاف انتقال دينيس زكريا إلى الأهلي    النصر الأعلى تسويقيًا في السوبر    هل يوقف الضغط الدولي الجنون العسكري الإسرائيلي ؟    الذكاء الاصطناعي.. وخطف المواهب    الاستقرار الاجتماعي «إذا كنت في نعمة فارعها»    المعلمون صناع النهضة وحصون للعقول وحماة للأوطان    استقرار اسعار الذهب    تفشي عدوى منقولة بالغذاء في فرنسا    ترقية فالح الدوسري للمرتبة الثالثة عشر في أمانة الشرقية    ضبط مواطنًا لإشعاله النار في غير الأماكن المخصصة لها بمنطقة عسير    في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. الفريق الفرنسي Karmine Corp يحصد لقب Rocket League    لوح شوكولاتة ينهي حياة متقاعد سريلانكي    رجل يقتل عائلته بالرصاص.. ثم ينتحر    أصوات شبابية تضيء ليالي الباحة    طاولة مستديرة في الرياض لتعزيز الشراكة.. اتفاقية سعودية سورية لحماية وتشجيع الاستثمارات    منها اشتراطات تصريح العروض الترفيهية.. استطلاع: طرح 67 مشروعاً مع جهات حكومية لإبداء الرأي    أشاد بدعم القيادة.. أمير الشرقية يطلع على مشاريع الطاقة الصينية    تعقد خلال الأيام المقبلة.. جولة مفاوضات جديدة بين إيران والوكالة الذرية    نصيحة من ذهب    السوبر السعودي يفقد وصيف العالم    التحدي    في افتتاح كأس السوبر بهونغ كونغ.. صراع بين النصر والاتحاد لخطف أولى بطاقتي النهائي    دراسة: المروحة تضاعف مخاطر القلب في الصيف    عدد المفقودين في سوريا منذ السبعينات يتجاوز 300 ألف    أمير حائل يستقبل مدير مكافحة المخدرات    في تتويج لمسيرته الرياضية "الراجحي" يترقى إلى الحزام الأسود دان 5    263% نموا في قيمة الاكتتابات بالسوق السعودية    إصدار مسرحي جديد لأدبي الطائف    استعراض سير عمل المنشآت الصحية أمام أمير تبوك    أمير جازان.. رؤية تلامس الواقع وإنسانية تحاكي القلوب    إطلاق حملة تعلّم بصحة    شهر للغة العربية في أذربيجان    أوامر ملكية بإعفاء الماضي والعتيبي والشبل من مناصبهم    صابرين شريرة في «المفتاح»    القيادة تعزي رئيس باكستان في ضحايا الفيضانات    خادم الحرمين الشريفين يصدر 3 أوامر ملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطلقة غير صالحة للزواج
نشر في الوطن يوم 12 - 05 - 2025

«المرأة المطلقة غير صالحة للزواج مرة أخرى». قد تكون هذه المقولة مستفزة في طرحها أو غير مقبولة مطلقا لتعارضها مع قيمنا الدينية السمحة، ولكن لا نستبعد أن هناك من يتبانها ويعتقدها قولا وعملا، إما لجهله أو لتقاليد سائدة في بعض المجتمعات المنغلقة على تراثها البعيد كل البعد عن قيم التعايش الاجتماعي بين البشر.
هذه المقولة وقعت عيني عليها في منصة x تلك المنصة التي تعج بالغث ولن أقول السمين، لأن ما يطرح فيها غالبا ما يطغى عليه الجهل والأحادية في الرأي بخلفيات لها ظروفها المختلفة.
عندما شاهدت الشد والجذب وأحيانا التراشق بالأقوال منها المتزن ومنها الفاحش، في هذه المسألة رغبت المشاركة ولكن بطريقتي وفي المكان المناسب، من خلال صفحة الوطن المتميزة؛ لأخاطب العقول هنا في الركن البعيد الهادئ بطريقة تليق بالمتلقي الكريم.
الطلاق هو أحد الحلول الربانية عندما تتعقد الأمور وتتعسر الحياة وتصبح غير صالحة للاستمرار، هنا التدخل الشرعي لفض النزاع، ولعل الله يغني كل منهما من فضله ويجد كل منهما حياته في مكان آخر.
ولكن وفق الحاجة المستلزمة لرفع الضرر وليس مواكبة للموضة بداعي التحرر أو البحث عن الحرية التي تكون خارج النص في بعض الحالات الغريبة.
بعض المفاهيم غير المنطقية تنظر بنظرة سوداوية مغلفة بمنطق شيطاني يجعل المطلقة كملف ختم عليه بمرفوض على كل الأبواب التي كان من الممكن أن تفتح لها.
بهذه النظرة فإن الطلاق يعني الابتعاد خارج نطاق الفرص لبناء حياة جديدة أفضل عامرة بالحب والتفاهم والبركة، ومن الطبيعي عندما نكرس عدم إمكانية الارتباط بالمطلقة أن يتم التعامل معها كمنتج صلاحيته منتهية، لايصلح إلا للذكرى.
لكن هل فعلاً هذا ما نؤمن به؟ هل المطلقة فعلاً أقل من غيرها لمجرد أنها مرّت بتجربة الطلاق؟ بالطبع هذا التفكير السطحي ليس أكثر من خرافة اجتماعية تستحق أن تُطرح في سلة المهملات.
قد يظن البعض أن الطلاق هو شهادة فشل يتم منحها لأي شخص يمر بتجربة مريرة، وهذا التصور السطحي لا يمت للحقيقة بصلة، الطلاق ليس جريمة يُحاسب عليها الشخص، هو ببساطة نتيجة لظروف معقدة قد تتداخل فيها مشاعر، واختلافات أو بمعنى آخر عدم التفاهم، ومن الضروري معرفة أن كل طلاق لا يعني نهاية مأساوية للشخص أو لعلاقاته المستقبلية، حيث يمكن أن يكون الطلاق بداية لتحول جديد، وخطوة نحو السلام الداخلي والاستقرار النفسي.
الحقيقة التي لاريب فيها أن نظرة بعض الناس للمطلقة بأنها شخص مركب معطوب يجب أن يخزن بعيدًا عن الأنظار، هو جهل مستفحل وسلوك نفسي معقد ينتهجه أولئك الذين يعاملون المطلقة بأنها لا تصلح إلا للذكرى فقط.
ذلك السلوك المركب ينبعث من أنفس ظلامية تعيش في كهوف العادات الجائرة غير الصالحة للاستعمال البشري، لأنها منافية للعدالة الإنسانية، وتعصب يحارب مبادئ الشريعة والسنة النبوية، فها هو خير البشر وخير من أشرقت الشمس عليه لم يتزوج بكرا إلا أمّنا عائشة ابنة الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها.
الحياة لا تتوقف بعد الطلاق، والمطلقات يستحققن فرصة جديدة، وهذا حق مشروع لهن كبقية الناس.
بالعودة إلى تلك العبارة القبيحة التي تقول «المطلقة غير صالحة للزواج مرة أخرى» هي مفاهيم شيطانية تمررها بعض العقول المغلقة تجاه حالة مجتمعية لا تخلو منها الأزمنة والأمكنة ما دامت الحياة الدنيا باقية، وعلينا الإيمان بأن أحد الطرفين في هذه القضية يمكن أنه مر بتجربة حياتية كانت قاسية، تم التعامل معها بحل متاح والكلام ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء، ولكن جعلنا الحديث عن المطلقة كونها المعنية والأهم في هذه القضية.
في نهاية الأمر يجب ألا ينظر للمطلقات على أنهن غير صالحات للزواج، يجب أن يُنظر إليهن بأنهن قويات، فرض عليهن الواقع قرارًا صعبًا بمغادرة علاقة لم تكن صحية، فهل يُعتبر قرار التخلص من علاقة سامة بمثابة «فشل»؟ ليس كذلك إنما دليل على القوة والشجاعة، ولكن دون ظلم أو إجحاف أو تمرد على الزوج أو دون سبب واضح يشرعن لها حق الانفصال، لأن خلاف ذلك يعد هدماً لمسيرتها ورسالتها وبيتها، وأيضا ينطبق المعنى على الرجل المطلق بألا يكون بداعي الاستعلاء والمزاجية أو تلبية لرغباته الوقتية أو لخلل في سلوكه الأخلاقي. هنا ستختلف المعادلة وتتلاشى المبررات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.