نشاهد بين الفينة والأخرى سلوكيات يظهر من خلالها أصحابها أنواعًا من الاستعراضات والممارسات الخاطئة التي تدرج ضمن ما يسمى «بالهياط»، وكمتابع لهذه المظاهر والقائمين عليها أجد أن بعضها تتسم بتزييف الحقائق والإتيان بأشياء خارج المألوف، وفي كثير من الأحيان المعتاد في الفهم الاجتماعي. ورغم سطحيتها وتعقيداتها نجد في المقابل من المفلت اتساع مستوى الإدراك لدى العديد من الأشخاص، ومعرفتهم بهذه الطرق المزيفة التي ترفضها العقول الناضجة ويقينًا لو عملنا بحثًا دقيق لمعرفة أسباب سلوك «الهياط» لوجدنا أن هناك أسبابًا عدة من أهمها -وقد يكون المغذي لها- المجاملات، وكذلك التعزير الممجوج لهذه الأطروحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضًا ما يقال من قصائد وشيلات، ورقصات تتضمن مدحًا واستخفافًا تجعل من يسمعها ينبذها ويسأل العفو والعافية، ويتساءل: «ألا يستحون من يقدمون أنفسهم بهذه الصفة المضحكة والمخجلة»؟!. ومن وجهة نظري أن القبول بهذه الصور الاستعراضية وغض الطرف والعرف من البعض عنها قد تكرس استمراريتها وتطويرها، ربما لمراحل متقدمة جدًا يصعب إيجاد حلول لها مستقبلاً