بقدر ما ترحم في الأرض يرحمك خالق الأرض. الرحمة لا تقتصر فقط على البشر، بل في كل ذات كبد رطبة أجر كما قال رسول الله. نشاهد كثيرا ما يحدث من سوء معاملة بعض الأشخاص للحيوانات، لكن لم يحدث ذلك ضجة مثل ما حدث مع الفيل في الهند عندما ابتلع الأناناس، وتلك الحادثة لا بد أن تكون نقطة تحول ووعي في جميع المجتمعات تجاه الحيوانات. فطرة الإنسان بالرحمة، والرحمة للحيوان صورها كثيرة، ازرع شجرة تستظل بها القطط والطيور من لهيب الشمس الحارق وتظل صدقة جارية، حتى بعد مماتك، ضع لهم الماء ليروي عطشهم، لا ترمي بقايا الطعام خصص له مكانا تضعه فيه، لأن الحيوانات تشعر بما نشعر به تماما، بالجوع والعطش والفقد أيضا، أرواحهم تشعر دون أن تنطق ألسنتهم. علموا أبناءكم على تلك الرحمة والشفقة، وازرعوها في قلوبهم، كما علمنا ديننا دين الرحمة، وربنا -عز وجل- هو الرحمن الرحيم. كلما كان قلبك أرق وأرحم وأعظم نفعا كان نصيبك أكبر من رحمة الله. كان نبي الله يعظم الرحمة، ويحرص على غرسها في نفوس العباد. ما أجمل أن نعيش الحياة في رحمة تحت ظل عرش رب عظيم رحيم، ولا ننسى أن عدالة الله وسعت كل شيء، وتذكر بما تفعل تُجزأ ولو بعد حين.