صفقة الأسرى انجاز فلسطيني ولكن مصلحة سياسية إسرائيلية في الوقت الذي يخوض فيه أسرانا وأسيراتنا البواسل معركة الأمعاء الخاوية خلف القضبان مطالبين بحقوقهم المشروعة تعتصر قلوبنا الألم الأجم فهم من ضحوا بحريتهم من أجل الدفاع عن تراب فلسطين ومناهضين الاحتلال وعنجهيته فلا بد أن نقف معهم ونؤازرهم كقيادة وشعب وعرب وان نصنع شئ من أجلهم. فاليوم أعلن عن الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل على إتمام صفقة الجندي الأسير شاليط ولعلها تكون بداية على طريق تحرير جميع أسرانا المناضلين الصامدين . ولكن هناك عدة علامات استفهام تحتاج إلى توضيحات مقنعة من حركة حماس وإسرائيل, فمثلا ما هو سبب اختيار هذا الوقت بالذات للإعلان عن إتمام الصفقة في الوقت الذي يخوض فيه الرئيس محمود عباس والقيادة في رام الله المعركة الدبلوماسية نحو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة في نفس الوقت تعارض حماس هذا المطلب لأسباب خاصة بها أيضاً في الوقت الذي يخوض فيه أسرانا الإضراب عن الطعام. أما إسرائيل التي تعيش أزمة سياسية داخلية وخارجية بسبب مأزقها السياسي وانحصارها في الزاوية فتحاول تجميل وجهها أمام العالم وكأنها تمد يدها للسلام في محاولة منها لإقناع العالم بأن يدها ممدودة للسلام والرئيس أبو مازن يدير ظهره لها وتوقع على إتمام الصفقة كبادرة حسن نية منها ومن ناحية أخرى نتنياهو يسعى لشرعنة البؤر الاستيطانية المقامة على أراض فلسطينية فقد أوعز إلى وزير العدل في حكومته يعقوب نئمان بتشكيل طاقم من رجال القانون لدراسة سبل شرعنة النقاط الاستيطانية "العشوائية "المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة في الضفة الغربية . يمر نتنياهو في أزمة سياسية مع حكومته وحزبه وشعبه بسبب الاستيطان ومواقفه المتشددة من عملية السلام والتباطؤ في الإفراج عن شاليط , فمن هنا يحاول إرضاء شعبه وامتصاص الغضب بانجاز من خلال صفقة شاليط وقد جاء على نفسه بأن هذا "قرار صعب" تم فيه مراعاة التوازن بين الرغبة في الإفراج عن الجندي وبين الضرورة في الحفاظ على أمن إسرائيل. لا شك بأن هذه الصفقة تعد انتصاراً للنضال الفلسطيني وجائزة تستحق التقدير والمباركة كونها تشمل الإفراج عن العديد من أبطالنا الأسرى وهذا أقل ما يستحقونه. - - - - - - - - - - - - - - - - -