ساعات قليلة وتنطلق فعاليات العرس الثقافي، الذي ينتظره المثقفون كل عام، حيث تنطلق الدورة الخامسة والأربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الأربعاء بمشاركة عربية وعالمية كبيرة، رغم تخوف وشكوك البعض من إمكانية نجاح الدورة المُقبلة، في ظل الأحداث السياسية غير المستقرة، خاصة أن توقيت المعرض يتزامن مع الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير. إلا أن المثقفين أعربوا عن ثقتهم بنجاح المعرض، في ظل تأكيد الهيئة المصرية العامة للكتاب على توفير كل الاستعدادات اللازمة لتأمين المعرض، وخروجه بالشكل الذي يليق بمصر. في الموعد المحدد ومن جانبه، نفى رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد، ما تم تداوله بشأن إمكانية إلغاء وزارة الثقافة لمعرض الكتاب هذا العام، مشددا على إقامة المعرض في الموعد المحدد له في الثاني والعشرين من يناير الجاري، وتستمر فعالياته حتى السادس من فبراير المُقبل، مشيرا إلى انتهاء اللجنة العليا للمعرض من وضع البرنامج الثقافي النهائي المُصاحب للمعرض، ومن المقرر عرضه في المؤتمر الصحافي ظهر اليوم الاثنين. وكتب مجاهد على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لم يكن هناك أية نية لتأجيله، ومن ادّعى أن أول قرار للحكومة بعد الاستفتاء هو إلغاء المعرض، غاضب من نتيجة الاستفتاء». وعن الإجراءات الأمنية، أشار مجاهد إلى أن الوضع في مصر تحسن كثيرًا، ففي كل عام يصبح الوضع أفضل من سابقه، مؤكدا أن هناك إجراءات أمنية مكثفة من قبل جهاز الشرطة وشركات خاصة، وسيكون التأمين على كافة المستويات. ثقة وبدوره قال نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين عادل المصري، في تصريح خاص ل»البيان» إنه واثق من خروج الدورة ال45 من معرض الكتاب بصورة مشرفة، وواثق من نجاح المعرض وفعالياته الثقافية التي ستكون أكثر تميزا هذا العام، لافتا إلى أن التجهيزات تُجرى على قدمٍ وساق، حتى يصبح المعرض جاهزا لاستقبال زواره. لمسات نهائية وكشف المصري عن وجوده داخل أرض المعارض، وقتما تحدثت إليه «البيان»، لافتا إلى تواجد الناشرين العرب في الأجنحة المخصصة لهم؛ لوضع اللمسات النهائية لأجنحتهم، كما أعرب المصري عن ثقته في السبل التي اتخذتها الدولة لتأمين المعرض، مؤكدا أن الأحداث السياسية لا يمكن أن تؤثر على معرض الكتاب، خاصة أنه ليس مكانا للصراع السياسي، لافتا إلى أنه في عام 2012 أقيم المعرض رغم أن مصر كانت في ظروف سياسية أسوأ، في ظل غياب الأمن وعدم وجود رئيس للجمهورية، وفي ظل وجود انقسام بين الشعب وقتها. الدورة 45 ويستضيف المعرض هذا العام دولة الكويت (كضيف شرف)، كما اختار المعرض عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ليصبح «شخصية المعرض»، إعادة طبع وقامت الهيئة بإعادة طبع ما يقرب من 20 كتابا لطه حسين من بينها «جنة الشوك، رحلة الربيع والصيف، بين بين، أحاديث، خصام ونقد،..»، على أن يكون المحور الرئيس للدورة ال45 هو «الهوية والثقافة»، إضافة إلى إقامة معرض مستقل لكتاب الطفل، وسيشهد المعرض فعاليات ثقافية وفنية متعددة، كما سيحتفي المعرض برموز الفكر والأدب ممن رحلوا مؤخرا عن عالمنا، ومن بينهم الشاعر أحمد فؤاد نجم. أول مرة ولأول مرة ستقوم دولة ضيف شرف المعرض «الكويت»، بمنح جوائز بالتوازي مع جوائز الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي تنقسم إلى 10 جوائز في مختلف الفروع الأدبية، فتقدم جائزة من الجانب المصري وكذلك من الجانب الكويتي.
مشاركون تشارك في المعرض 24 دولة، من بينها 17 دولة عربية، منها الإمارات والسعودية والكويت (ضيف الشرف) وتونس وسوريا، وغيرها، و7 دول أجنبية أبرزها ألمانيا وأميركا وإيطاليا وغيرها. ووصل عدد الناشرين المشاركين في المعرض إلى 755 ناشرا، 27 ناشرا أجنبيا، و210 ناشرين عرب، 518 ناشرا مصريا، كما تم توفير 92 كشكا لسور الأزبكية.
