هناك أناس لا يستطيعون أن ينظروا للحياة إلا من زاوية الأنا «أنا.. من يستطيع أن يحدث الفرق، أنا.. من يستطيع أن يفكر، أنا.. من يستحق الحب، أنا.. من يستحق الاهتمام، أنا.. من يستحق أن يبدع، أنا.. من يستحق أن يعيش، أنا..». يعتقد نفسه لا يخطئ.. ولا يتحمل من يناقشه في الخطأ، ينظر لمن حوله نظرة استخفاف.. ينظر لمن حوله بنظرات فوقية، ينظر لنفسه بنظرة العظمة.. ، يسيطر عليه الغرور من شبابه لشيبه، لا يتعلم من أحد ولا يسمع من أحد.. لأنه لا أحد في نظره يستطيع أن يرقى إلى تفكيره. تلك الأنا التي قضت على كل شيء جميل في حياته وحياة من حوله.. لا يبدأ أي حديث إلا بكلمة.. أنا، واختصر الحياة لنفسه فقط.. يريد ممن حوله أن يسعدوه.. لكنه لم يفكر مرة في إسعادهم، لا يواسي أحداً ولا يقف بجوار أحد.. لكنه يعتب على كل شخص لا يواسيه لأتفه الأمور. صاحب الأنا هذا لا يستطيع أن يمنح العاطفة لأحد ولا يشعر بالاهتمام تجاه أحد ممن حوله، يريد للمحيطين به أن يجندوا أنفسهم للثناء عليه.. والاهتمام به.. وتأبى نفسه أن تكافئهم.. ولو بالكلمات!! هناك أناس لا يريدون منا سوى أن نستقطع من وقتنا أو من كلمات الإعجاب التي نكنها لأنفسنا ونمنحها لهم.. والدك.. طفلك.. زوجك.. صديقك.. إنسان عابر في طريقك. جميعهم يتمنون منك فقط كلمات.. تشعرهم بأهميتهم في حياتك.. قل أنت.. وليس.. أنا.. أنتم من أضفتم لحياتي البهجة لتبقى جميلة.