إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    تحت رعاية سمو ولي العهد.. الرياض تدشّن النسخة الافتتاحية من منتدى TOURISE    الأخضر يدشن تدريباته في معسكر جدة استعداداً للقاء ساحل العاج    مطوفي حجاج الدول العربية شريكاً إستراتيجياً لمؤتمر ومعرض الحج 2025    مستقبلنا الآن.. ريادة سعودية في التحول الرقمي عالمياً    انخفاض الطلب على وقود الطائرات في ظل تقييم فائض النفط    هيبة الصقور    غزة بين هدنة هشة وأزمة خانقة.. القيود الإسرائيلية تفاقم المعاناة الإنسانية    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    كيسيه: الدربي يُكسب ولا يُلعب    العُيون يتصدر دوري أندية الأحساء    الاتفاق بطلاً للمصارعة    القبض على مروجين في جازان    مستشفى الملك فهد بالمدينة صديق للتوحد    «الشؤون الإسلامية» بالمدينة تحقق 37 ألف ساعة تطوعية    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    تناولوا الزنجبيل بحذر!    تعزيز تكامل نموذج الرعاية الصحية الحديث    الائتمان السعودي يواصل استقراره في الربع الثالث 2025    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    تداولات الأسهم تنخفض إلى 2.9 مليار ريال    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج 2025 .. جهود ومبادرات أمنية وإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    حرف يدوية    بغداد: بدء التصويت المبكر في الانتخابات التشريعية    الأخضر تحت 23 عاماً يدشّن معسكره في الإمارات تحضيراً لكأس آسيا    الأهلي يتوج بالسوبر المصري للمرة ال 16 في تاريخه    حرب موسكو وكييف انقطاع للكهرباء ودبلوماسية متعثرة    علماء روس يبتكرون عدسة نانوية قادرة على تغيير مستقبل الطب الحديث    82 مدرسة تتميز في جازان    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    هدنة غزة بوادر انفراج تصطدم بمخاوف انتكاس    وزير الحج: موسم الحج الماضي كان الأفضل خلال 50 عاما    200 سفيرة للسلامة المرورية في الشرقية بجهود لجنة أمهات ضحايا الحوادث    ورشة عمل لدعم وتطوير الباعة الجائلين بحضور سمو الأميرة نجود بنت هذلول    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    (إثراء) يشارك في أسبوع دبي للتصميم 2025 بجناح الخزامى    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توثق ركن الحج والرحلات إلى الحرمين    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    ترتيب هدافي دوري روشن بعد الجولة الثامنة    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    مبادرة تصنع أجيالا تفتخر    83 فيلما منتجا بالمملكة والقصيرة تتفوق    أكاديميون: مهنة الترجمة تبدأ من الجامعة    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    «بيبان 2025» يجمع العقول بالفرص الواعدة.. إطلاقات مليارية لتمكين ريادة الأعمال    تفاقم موجات النزوح من الفاشر.. تصاعد المواجهات في كردفان ودارفور    واتساب يطلق ميزة لوقف الرسائل المزعجة    مسؤولون وأعيان يواسون الدرويش    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    ديوانية الأطباء تكرم القحطاني    «أمن الحج والعمرة».. الإنسانية بكل اللغات    الشؤون الإسلامية في جازان تنفّذ أكثر من (40) ألف جولة رقابية على الجوامع والمساجد خلال شهر ربيع الثاني 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل حان الوقت للتفكير فيما لا يمكن تصوره مرة أخرى؟
نشر في الشرق يوم 03 - 01 - 2012

في الوقت الذي ينصبّ فيه اهتمام الإعلام العالمي على أحداث سورية وإيران منذ أسابيع، لم يتم التركيز بما يكفي على صراع وشيك آخر وله تبعات أكثر خطورة على البشرية بشكل عام. فجأة، اتخذت العلاقات بين القوى العظمى في العالم (الولايات المتحدة وروسيا والصين) منعطفاً خطيراً نحو الأسوأ. يتذكر الجميع أن السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، سوزان رايس، عبّرت عن غضبها علناً عندما استخدمت روسيا والصين الفيتو على قرار مجلس الأمن الذي كان يفرض عقوبات على سورية؛ بسبب قمعها للمحتجين، لكن الصراعات تعمّقت فجأة ووضعتنا على حافة حرب باردة جديدة، أو مواجهة مسلحة بين القوى العظمى.
لا أريد أن أثير المخاوف، لكن بعض التطورات التي حدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبعض تعليقات كبار المسؤولين الروس والصينيين، الموجهة ضد الممارسات الأمريكية، أشعلت فجأة ذكريات لأكثر اللحظات إثارة للخوف خلال الحرب الباردة.
خلال الأسبوع الذي كانت فيه الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وإدارة أوباما تكثف العقوبات على سورية، وفي الوقت الذي سيطر فيه الحديث عن «ممر إنساني» و»حظر للطيران»، أرسلت روسيا عدداً من السفن الحربية إلى الشواطئ السورية، بحسب الإعلام الروسي، وبحسب تأكيد مسؤولين أمريكيين لي. وبحسب إحدى الروايات، ستقوم السفن الروسية بحراسة الشواطئ لاعتراض أي سفن تقوم بتهريب أسلحة إلى المعارضة. التصرف الروسي محاولة خطيرة ولكنها محسوبة لمنع أي عمل عسكري آخر للناتو يهدف للإطاحة بنظام الأسد. الحسابات الروسية هي أن فرنسا وبريطانيا وتركيا والولايات المتحدة قد تفكر في تدخل عسكري محدود داخل سورية قرب الحدود التركية واللبنانية والأردنية، لكن هذه الدول لن تغامر بدخول مواجهة عسكرية مع روسيا. الانتشار الروسي هو مقامرة عالية الخطورة لتفادي الحرب. التركيز هنا على «عالية الخطورة»، رغم أن وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف نقل نوايا الممارسات الروسية لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
لو كانت المواجهة بين روسيا والغرب محصورة في سورية فقط لما كنتُ بالدرجة نفسها من القلق التي أشعر بها الآن. القيادة الروسية غاضبة أيضا لأن الولايات المتحدة والناتو ماضيان في إقامة درع دفاعي صاروخي لجنوب أوروبا، دون مناقشة ذلك بشكل جدي مع موسكو. والهدف الظاهري من هذا الدرع هو إيران.
منذ أن وصل أوباما إلى البيت الأبيض، تبنّت أمريكا مقاربة أكثر تعاوناً في قضية الدفاع الصاروخي. وخطة بوش لنصب صواريخ بالستية وشبكة رادار في بولونيا وجمهورية التشيك تم إلغاؤها بعد وصول أوباما إلى الحكم بفترة قصيرة. المباحثات بين الناتو وروسيا حول خطة دفاع صاروخية مشتركة تقدمت إلى الأمام. كانت كلها جزءاً من إعادة ترتيب إدارة أوباما للعلاقات الروسية-الأمريكية. لكن كل ذلك سقط خلال الأشهر القيلة الماضية، ويبدو أن أمريكا مصممة على المضي قدماً بشكل أحادي. تم الإعلان منذ فترة أن جزءاً من الدرع الدفاعية الصاروخية سيتم بناؤها في تركيا.
عندما رفضت إدارة أوباما أن تقدم ضمانات مكتوبة لروسيا بأن نظام الدفاع الصاروخي لن يستهدفها، رد بعض القادة الروس بقوة. الرئيس ميدفيديف أعلن في 24 نوفمبر أن روسيا قد تعيد توجيه بعض صواريخها لاستهداف أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقية بهذا الصدد. الجنرال ليونيد إيفاشوف، أحد كبار الاستراتيجيين العسكريين الروس، اتّهم في مقابلة له مع صحيفة برافدا في 25 نوفمبر أن «الأمريكيين ينوون تطوير نظام الدفاع الجوي؛ ليتمكن من تحييد الصواريخ الروسية والصينية». الصحافي الروسي مكسيم شيفشينكو قال إن الممارسات ضد سورية، وانهيار المباحثات حول النظام الصاروخي «قعقعة للرعد الذي يقترب لحرب عالمية ثالثة». شيفشينكو استخدم خطاباً لم يُستخدم منذ عشرين عاماً، واصفاً الولايات المتحدة بأنها «وحش لا يرحم، مستعد لارتكاب أي جريمة، في أي مكان في العالم لكي يحاول حل مشكلاته المالية الخاصة». لكن أكثر ما يثير القلق هو تحذير الجنرال نيكولاي ماكاروف، رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية، الذي قال مؤخراً إن توسيع الناتو باتجاه الشرق يهدد بنشوب «صراعات إقليمية قد تتطور إلى حرب شاملة تُستخدم فيها أسلحة نووية».
بعد جولة أوباما في آسيا لمدة تسعة أيام، عقد خلالها اتفاقيات عسكرية ثنائية مع أستراليا، إندونيسيا، والفلبين، استنتج الصينيون أيضاً أن أمريكا مصرّة على نهج الاحتواء العسكري ضد الصين، والمعروف في البنتاجون باسم «معركة الجو والبحر».
في الوقت الذي لا يتحدث فيه أحد في واشنطن عن مواجهة جديدة بين القوى العظمى، وفيما تستمر القيادة العسكرية الأمريكية في معارضتها لأي صراعات محدودة، حتى تلك التي تستهدف سورية أو إيران، فإن وجود البحرية الروسية في المياه السورية يقدم تذكيراً بأن الصراعات الاستراتيجية نادراً ما تبدأ من نية في إثارة حريق عالمي. الحروب، ما إن تبدأ، لها طريقتها الخاصة في الخروج عن السيطرة. في زمن يتزايد فيه عدد الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، ووجود أربعين بلداً آخر تمتلك برامج نووية حالياً، فإن أي حرب محدودة تمتلك إمكانية التصعيد خارج السيطرة.
قال لي مسؤول استخباراتي أمريكي كبير إن جميع السيناريوهات لأي مواجهة جديدة في الخليج، التي تم التدريب عليها في السنوات الأخيرة، تنتهي بصراع عالمي. وكل سيناريو لصراع عالمي يتصاعد في النهاية إلى تبادل استخدام الأسلحة النووية.
اعتقدتُ منذ سنوات، مع سقوط الإمبراطورية السوفييتية، وارتباط الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير جداً مع الاقتصاد الصيني، أننا كنا قد وصلنا إلى نقطة لم يعد ضرورياً معها «التفكير فيما لا يمكن تصوره». أتمنّى أن أكون على خطأ، وآمل أن يسود العقل الهادئ، وألّا نقع في «ما لا يمكن تصوره». لكن التحول الأخير نحو الأسوأ في علاقات القوى العظمى جعل النوم يهجرني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.